اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد القديس لاونديوس الطربلسى - الشامى (٢٢ أبيب) ٢٩ يوليو ٢٠٢٢
في مثل هذا اليوم استشهد القديس لاونديوس (الشامى) ولد هذا القديس في طرابلس من والدين مسيحيين وكان حسن الصورة كاملا في سيرته لطيفا في معاشرته، مداوما علي قراءة الكتب الإلهية وبالأكثر سفر المزأمير حتى حفظه. ولما انتظم في سلك الجندية كان يعظ رفاقه الجنود ويبين لهم فساد عبادة الأوثان وينصحهم أن يقلعوا عن عبادتها. فمنهم من أطاع والبعض الآخر أغراهم الشيطان فمضوا إلى القائد، وعرفوه أن لاونديوس يحتقر الأصنام ويعلم أن المسيح هو الإله الحقيقي. فاستحضره القائد وسأله عن ذلك فأجابه بقول القديس بولس: "من سيفصلنا عن محبة المسيح أشده أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف" (رو 8: 35).

فغضب القائد وطرحه في السجن وفي اليوم التالي استحضره وقال له: "بأية قوة تجرؤ علي مخالفة الملك، وترد الناس عن عبادة الآلهة؟ فأجابه القديس: حقا أنني أود أن يقبل الناس جميعهم إلى طاعة المسيح وآنت إذا تركت ضلالك وعبدت المسيح ترث الملكوت الأبدي فأمر بضربه حتى جري دمه علي الأرض وهو يسبح الله ويقدسه فرثي له أحد الجنود وتقدم منه وقال له: أنني أشفق عليك كثيرا ولذلك أريدك أن تذبح للآلهة فيعفي عنك. فصرخ فيه القديس قائلا: اذهب عني يا شيطان، فزاد القائد في تعذيبه حتى أسلم روحه الطاهرة وهو في السجن.

وحدث بعد ذلك أن امرأة مسيحية زوجة أحد كبار القواد أتت و بذلت أموالًا كثيرة وأخذت جسده المقدس، وكفنته في ثياب غالية ووضعته في تابوت داخل بيتها، وعملت له صورة وعلقت أمامها قنديلًا.

وحدث أن دقلديانوس غضب على زوجها القائد وطرحه في سجن إنطاكية، فحزنت وصلَّت إلى الله متوسلة بقديسه لاونديوس أن يخلص زوجها من السجن، فقبل الله صلاتها حيث ظهر القديس لاونديوس لهذا القائد وهو في السجن وقال له: "لا تحزن ولا تكتئب فإنك غدًا ستخلص وتأكل مع الملك على مائدته وترجع إلى بيتك سالمًا".

ثم مضى القديس إلى الملك وأيقظه من نومه فارتعب فزعًا. فقال له القديس: "أيها الملك إنني جئت إليك لتأمر بإطلاق سراح القائد و تدعه يذهب لئلا تهلك". فأجابه وهو يرتعد: "كل ما تأمرني به يا سيد أفعله".

وفي الغد استحضر الملك القائد من السجن وأكرمه وطيّب خاطره، وتناول معه الطعام على مائدته وأعلمه بأمر الفارس الذي ظهر له، ثم صرفه إلى بلده. ولما وصل طرابلس موطنه وقصَّ الخبر على زوجته وأهله، قالت له زوجته: "إن الذي تمّ لك من الخير إنما هو ببركة القديس لاونديوس". ثم كشفت له عن الجسد فتبارك منه.

و بعد هلاك دقلديانوس بنوا كنيسة على اسمه ونقلوا جسده إليها باحتفال عظيم وكُرّست في الأول من بؤونة

بركه صلاته تكون معنا كلنا امين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...