مفيد فوزي
-١-
ليست الحياة كلها سياسة وأحزابًا وبرلمانات وأسئلة، إنما الحياة تضم الطيب والخبيث والخسيس. حوارات تحت الجلد وداخل النفس وتؤثر على السلوك. ونحن نتعامل مع كل ألوان البشر، ولكننا لا نكتشف نوعية البشر ونوعية معدنهم إلا من خلال التعامل، فهو الكشاف للمعدن!.

-٢-

الطيب يصدّق كل شىء، ويسهل الضحك عليه، وخداعه أمر سهل. الظن السيئ بعيد عن تفكيره لأنه طيب. والطيب لا يظن السوء، لا يمكر ولا يعرف المكر، وسيئ الحظ فى الزواج لأنه طيب!.

الطيب أبيض القلب ويندهش دائمًا. ليس له خيال سيئ، ولا تفكير ماكر. فى المعاملات المادية يخطئ دائمًا، ويثق فى كل إنسان، والبشر كلهم طيبون لا أحد فيهم سيئ أو ماكر. والطيب لا يصلح للأعمال الإدارية ذات طبيعة الحسم. والاختيارات الناجحة لمن لا تفضحه طيبته. هو سهل الانقياد. وإذا تصادف أن له سكرتيرا ماكرا فهو يقوده إلى داخل منطقة المكر. وهو متردد ولا يحسم أمرًا لأنه يعتقد أن العالم كله من الطيبين. الطيب بلا كاريزما، فلا شىء يلمع فى ذهنه ويصدق كل الناس ولا يتصور أن مخلوقًا يكذب فى هذا الكون!.

-٣-

وصف نجيب محفوظ الرجل الطيب بأنه فى دنيا مستقلة لا تعرف غير مشاعر الطيبة والبساطة. وصفه أنيس منصور بأنه «غافل وربما مغفل»!. وصفه يوسف السباعى بأنه «طفل كبير». وصفه نجيب محفوظ فى إحدى رواياته «لا يميز بين الأبيض والأسود».

قال عنه د. زكى نجيب محمود إنه «يميل للخير دون أن يعرف ما هو الخير». قال عنه ثروت أباظة إنه «أضحوكة زمانه»، ووصفته أمينة السعيد بأنه «لا يميز بين الخير والشر»، وقال عنه الأبنودى «راجل طيب عايش فى أحلامه». وسئل يحيى حقى عنه فقال «راجل طيب لا يعيش العصر». وقال صلاح جاهين «قرداتى فاشل، هذا هو الرجل الطيب فى زماننا». ولكن د. زياد الطويل أستاذ الفلسفة دافع عنه «عملة نادرة فى هذا الكون».

-٤-

علاقاته النسائية فاشلة. هى التى تقود سفينة الحياة. هى صاحبة الكلمة. هى صاحبة الرأى. هى كل شىء.

زوجة الرجل الطيب تعرف نقاط ضعفه ولذلك هو «غلبان» معها، فالكلمة كلمتها والرأى رأيها. باختصار، كما وصفهما أنيس منصور «هى قبطان المركب» وهو «عامل على الدكة». وربما كان كفيفًا يحتاج لمن يقوده. عندما يتكلم الرجل الطيب لا شىء يجذبك لأنه سقيم الخيال، فقير الرؤية، وليس معنى هذا أن الرجل الطيب سيئ إنما كما وصفه يوسف السباعى «يعيش فى زمان ليس زمانه»!.

-٥-

اعتراف رجل طيب:

«لا أعرف الشك مطلقًا».

«الكل طيبون».

«إنه طيب فلماذا يخدعنى؟».

«أنا لا أخاف من أحد طالما (قوم طيبون)».

«زوجتى تفهم الحياة أكثر منى، فأنا طيب، هى طيبة بخبث، ونحن متفاهمان».

-٦-

الخبيث يتحصن بخبثه، والخبثاء أنواع وفى الحياة خبثاء، وكان أنيس منصور يقول إن عبدالحليم خبيث، لكن مجدى العمروسى مدير صوت الفن صحح كلام أنيس وقال: «حليم ليس خبيثًا ولكن تغلب عليه صفة اللؤم»!.

ما أفظع الحياة مع شخص خبيث!. إنك لا تدرك فيما يفكر ولا تستطيع أن تعرف مداه ولا خططه القادمة.

فى كل مهنة خبثاء. ويقول د. زكى نجيب محمود إن كل إنسان طيب عنده «إرهاصات خبث»، ومعنى ذلك أن الخبث «درع» للشخص الطيب!. والخبثاء صعب معاشرتهم. كان العقاد يرى أن «الخبيث وجه بلا ملامح»، ويقصد أنك لا تعرف حقيقته ولا تعرف نواياه!.

والمرأة الخبيثة صعبة المعشر، فإن صادفتك امرأة خبيثة، صادفت الصعب والمستحيل. سألت مرة ليلى عسيران عن خبث المرأة فقالت «تولد به»!. وفى الوسط الفنى عرفت خبيثات- دون ذكر الأسماء- تقول إحداهن: «إن الحرفة تتطلب بعض الخبث».

هناك فرق بين الخبث والذكاء، فالذكاء هو الصورة المضيئة للخبث!، ولا توجد امرأة بقدر ما من خبث، وكلما كانت المرأة متحضرة ومتعلمة، قصّت أضافر خبثها. وكلما تدنت ثقافتها كبُر حجم خبثها.

-٧-

أما الخسيس، فإن نقطة الحبر التى أستخدمها فى رسم شخصيته لا يستحقها!!.

بشريات

■ كلما تكلم الإنسان كثيرًا، أخطأ.

■ هى ليست خرساء، إنما مصغية.

■ أسئلته مخبوءة فى صدره.

■ لديها قدرة على إخفاء النوايا.

■ عنده إجابة لكل سؤال.

■ كل دقيقة صمت هى دقيقة تفكير.

■ لكل مجال لغة تعامل.

■ المنطق لغة الحكيم.

■ لغة الإشارة علم له أصول وخبراء.

■ أصعب الحوارات مع المحروم من ذكاء.

■ أكثر كلمة فى حياتى هى: لماذا؟.

■ هو.. يسمعها بقلبه.
نقلا عن المصري اليوم