د. أمير فهمي زخارى المنيا
والمثل "بعد خراب مالطا"
قال مؤرخون " عندما تم الفتح الإسلامي لجزيرة مالطا عام ٩٠٢ لم يجبروا أحدا على الدخول فى الدين الإسلامى، فكان يرفع بها الأذان ولا يستجيب أحد للصلاة لديانتهم بالدين المسيحي، فأصبح هذا المثل يطلق على كل من يتكلم مثلاً ولا نعيره أهتماماً أو تكون محاولاتنا للإصلاح لا فائدة منها أو أن الإصلاح جاء متأخراً..

رواية أخرى تسرد قصة وأصل المثل "بيدن فى مالطا"
 تقول إنه عندما كانت كافة الجزر مثل صقلية ومالطا وغيرها تحت إمرة المسلمين، وسقطت في يد الأعداء طمسوا العادات والثقافة الإسلامية في هذه الجزيرة، حتى تلاشت كل العادات الإسلامية وبالتالى لا يوجد هناك من يقيم الصلاة أو يرفع الآذان، وعندما جاء أحد شيوخ المغرب العربي بعد الاستعمار، حيث كان قادما من شمال المغرب العربي، فنزل بها، وأراد أن يقيم الصلاة ويحدد مواعيدها، وعندما فعل ذلك وأراد أن يبدأ في الصلاة كان وحده، ومن هنا أتى المثل القائل أنت بتأذن في مالطا"..

- وأستخدمت كتب التاريخ أيضا جملة بعد خراب مالطا
" بعد خراب مالطا"

وبالحديث عن مالطا هناك مثل أخر شائع، القصد منها عند قولها ان الشخص يأتى بعد فوات الأوان، أو عندما يود أحدهم أن يعيد هيكلة شيء ما أو إصلاحه ولكن تأتى المحاولة دون جدوى.

وتعود أصل القصة إلى فترة الاحتلال الفرنسي بقيادة "نابليون بونابرت" عام 1798 لجزيرة مالطا، وهي إحدى جزر البحر المتوسط جنوب القارة الأوروبية.

ولا يأتى الاحتلال إلا ويصحب معه الدمار والانهيار، فاستغاث أهل مالطا بالجيش العثماني، وفقًا لما ورد بالروايات المتداولة، ولكن لم يستجب الجيش العثماني لانشغاله في الحروب، وعند عودة الجيش العثماني كان الرد حينها " أتيت بعد خراب مالطة". ويُقال أن فترة الاستعمار استمرت لسنتين فقط، ولكنهم الحقوا بأهلها الأذى ودمروا أماكن مقدسة و قام الجيش الفرنسي بالنهب والتعدي على أهل مالطة، وأُجبروا على الهرب، إلى جزيرة صقلية حتى أصبحت خراب وذلك وفقًا للمصادر.  وبعد تحرير مالطة عام 1800 من قِبل الجيش الإنجليزي، "بقيادة السير ألكسندر بول".

وبعد إعادة القصة مرارًا وتكرارًا أصبحت مثلًا يردده الكثير عندما تأتى الإغاثة أو الشيء المتوقع أو رد ما في وقت متأخر لن يفيد في شيء بعد ذلك ...
والى اللقاء في مقال جديد من أصل المثل... تحياتي.
د. أمير فهمي زخارى المنيا