بقلم/ماجد كامل
يعتقد الكثيرون ان الكاتب والمفكر سلامة موسي (  1889 – 1958 ) لم يكن مسيحيا حقيقا ولم يكن متدينا ؛أو علي اقل تقدير لم يكن له اكتراث بالدين ؛ ولكن القراءة المتانية لكتاباته تثبت عكس ذلك تماما ؛ فسلامة موسي كان كارها للتعصب بأسم الدين ؛كما كان داعية للحرية الفكر ؛ ومن هنا فهو كان ضد التعصب الديني ؛ أو التزمت العقلي الذي لا يسمح للفكر أن ينطلق . ولقد عبر هو نفسه عن مرحلة معينة في حياته عاني فيها من التذبذب الفكري ؛وقال عنها في كتابه "تربية سلامة موسي  " ومع أني نشـات في المسيحية ؛وأحتضنتني الكنيسة أيام طفولتي وشبابي ؛فإنها كانت في تلك السنين الأولي من عمري في جمود لا يحمل علي الحماسة أو يبعث علي الولاء ؛ وليس من شك أن الكنيسة قد نهضت هذه الأيام ؛وهي الآن غير ما كانت عليه قبل خمسين سنة ؛ وقد تغير إحساسي نحوها تغيرات مختلفة .فقد عزفت عنها أيام الشباب ؛لأن وطأة العلوم العصرية كانت شديدة علي نفسي . ثم عدت إليها في حنان فوجدت فيها تاريخنا المعذب الممزق ؛ووجدت صوت الفراعنة ينطلق عاليا من منابرها .فأصبحت الكنيسة القبطية عندي كنيسة قومية مصرية " . (الكتاب السابق ذكره ؛دار ومطابع المستقبل ؛ الطبعة الثانية عام 1958 ؛ ص 259 ). 
 
ولقد خص الكاتب الكبير سلامة موسي جريدة مصر  بمجموعة  مقالات علي فترات متفرقة ومتقطعة  خلال الفترة من ( 1937- 1948 ) تقريبا ركز فيها علي الشأن القبطي كثيرا ؛ وفي هذا المقال سوف نعرض لبعض ما تمكنا من الوصول إليه من هذه المقالات ؛ وفي حدود المساحة المتاحة من المقال . ففي مقال بعنوان "آثار الفن القبطي " نشر في في 23 ابريل 1937 ؛ وفيه يدعو الي ضرورة الاهتمام بدراسة تدريس الفن القبطي سواء في المدارس أو الجامعات فيقول " ان مصلحة الامة – وليس الاقباط فقط-  تقتضي العناية بالآثار القبطية والدراسة المتواصلة للغة والثقافة القبطية ؛  فيجب علينا جميعا ان نعني بهذا الدرس ونخصه بأذكي عقولنا وأوفر أموالنا  وأولئك الذين يغارون علي الكنيسة يجب أن يعرفوا ان غيرتهم لا قيمة لها ما لم ينفقوا من وقتهم ومالهم لدرس الآثار واللغة والثقافة القبطية ", 
 
وفي مقال آخر بعنوان "ثلاثة مباديء مسيحية " نشر في 1 مايو 1937 ؛ذكر أنه يوجد ثلاثة مباديء  عليا هي في جوهرها مباديء  مسيحية ؛ لا تقوم بغيرها نهضة الشعوب ؛ وهذه الثلاثة مباديء  هي :-
1- المبدأ الأول هو  أن الكنيسة تخدم شعبها وليس الشعب هو الذي يخدم الكنيسة . 
2- المبدأ الثاني هو  أن الله آب  لجميع البشر ؛ وجميع البشر أخوة . 
3- المبدأ الثالث هو أن الطبيعة حسنة  ولكن المجتمع هو الذي يفسدها . 
وفي مقال آخر بعنوان "قوميتنا الفرعونية هي الأساس للوطنية المصرية " نشر في 15 مايو 1937 أكد فيه علي  أهمية الأهتمام بتراثنا الفرعوني ؛ لأنه هو الاساس الذي بنيت عليه قوميتنا المصرية  حيث قال " الحقيقة  أننا مازلنا مصريين فرعونيين في دمائنا وإننا نبعد كثيرا عن السلالة السامية  ؛ ووجه الفلاح  الحالي هو وجه تحتمس ورمسيس وسيتي وخوفو وخفرع  لم يتأثر بالدم الأجنبي ...... لذا يجب علينا أن ندرس تاريخ الفراعنة الدرس الوافي وأن تزيد عناية الحكومة بهذا الأمر " . 
 
ولقد أهتم سلامة موسي بحكم اهتمامه  بالتعليم والثقافة بضرورة الاهتمام بالكلية الاكليركية ؛بأعتبارها هي المدرسة التي يتخرج فيها الكهنة في المستقبل ؛ فكتب مقالا  بتاريخ 21 فبراير 1938 عنوانه " رسامة القسيسين من غير المتعلمين خطر يجب أن تكافحه البطريركية " 
 
 كما اكد علي نفس الفكرة  في مقال هام عنوانه "بواكير الإصلاح في البطريركية "  نشر في جريدة مصر بتاريخ  25 يوليو 1946 يدعو فيه دعوة واضحة وصريحة الي ضرورة الاهتمام للنهوض بالكلية الأكليركية  فيقول " نحن ندعو إلي النهوض بالمدرسة الإكليركية بزيادة ما ينفق عليها حتي نستطيع أستخدام خير المعلمين الأكفاء وكذلك ندعو الأباء المطارنة إلي الاتفاق علي إلا يرسموا أحد قسيسا إلا إذا كان من خريجي هذه المدرسة . وبذلك يضمن طلبتها مستقبلهم ويقبلون في رغبة وحماس علي الالتحاق بها " . 
 
وفي نفس الاطار علي حرصه علي الاهتمام بالكلية الإكليركية وتطوير مناهجها بما يتلائم مع متطلبات العصر ؛ كتب مقالا هاما بعنوان " امتحانات المدرسة الإكليركية " نشر في 8 اكتوبر 1946 قال فيه " نرجو المطارنة أن يستقروا علي نظام لا يخالفونه بقرار من المجمع المقدس مثلا ؛ وهو إلا يرسموا قسيسا إلا إذا كان من خريجي المدرسة الإكليركية  ؛ وأن ينتهوا إلي بطلان رسامات غير هؤلاء الخريجين من الان  فمستقبلا ؛ وهم إذا فعلوا هذا رفعوا المدرسة إلي مكانة إجتماعية تجذب الشعب للتعلم فيها ". 
 
 وفي مقال آخر نشر بتاريخ 31 يوليو 1946 ؛ تحت عنوان "الرهبان الاقباط " وبعد ان عرض في شيء من التفصيل للنهضة العلمية والفكرية لمدارس الرهبان اليسوعيون والفرير ؛ يدعو الرهبان الاقباط إلي الغيرة منهم والعمل علي الاققتداء بهم " ما أحرانا نحن الأقباط بأن ندرس هذه الاساليب التي يتبعها الرهبان اليسوعيون والفرير وغيرهم ؛ فإن لنا نحن أيضا رهبان ؛ فلماذا لا نستخدمهم في التعليم الالزامي لأبنائنا؟! " . 
 
وفي مقال بالغ الأسي  والمرارة نشر في 13 نوفمبر 1946 بعنوان " أني أكتب لأوبخ " قدم في البداية عرضا تفصيليا للخدمة الناجحة للكنيسة الكاثولوكية في مدارسها وصحفها  ؛ يطلب من الأقباط ان يغيروا منهم غيرة مقدسة فيقول " إننا لا نحسد أخواننا الكاثوليك علي نجاحهم ولكننا نحزن لأننا لا ننشط مثل نشاطهم ولا نجد من المجلس المللي ومن الجمعيات والكهنة الأرثوذكس ومن الشباب الاقباط مثل هذا النشاط ...... أني أكتب لأوبخ ". 
 
ويطالب سلامة موسي الكنيسة القبطية بالاهتمام بتراثها ومخطوطاتها ؛فيكتب  في مقال بعنوان " مؤلفاتنا الطائفية " نشر في 11 اكتوبر 1946 ؛ فيقول " يوجد في مكتبة الدار البطريركية بل كذلك في الاديرة من الكتب المخطوطة عشرات مما يستحق النشر بين الجمهور ؛ ويمكن للدير المحرق مثلا أن يرصد ألف جنيه كل عام من إيرادته لمثل هذا العمل الجليل ؛ وكل ما نحتاجه في الوقت الحاضر هو تاليف لجنة للدرس التمهيدي  لهذا الموضوع . مثل هذا المشروع لا ينتفع به الاقباط  وحدهم ؛إذ تعم منفعته التاريخية علي جميع المصريين ". 
 
ولقد طالب سلامة موسي بحكم عمله كصحفي أساسا ؛بضرورة الاهتمام بالصحافة  القبطية والعمل باستمرار علي تطويرها ؛ وفي هذا الاطار كتب مقالا بالغ الاهمية بعنوان " صحافتنا القبطية في حاجة إلي نهضة " نشر بتاريخ 10 اغسطس 1946 ؛قال فيه " إننا نحتاج إلي مجلة تعني بالأديرة والقوانين الكنسية والأحوال الشخصية بين الاقباط والجمعيات الخيرية وكذلك أيضا الكتب الدينية التي تعني بالعقيدة الآرثوذكسية واللغة القبطية التي تعد الباب الذي يفتح لنا تاريخ جدودنا " .
 
ولقد أكد علي نفس الفكرة في مقال آخر بعنوان "مجلة للبطريركية القبطية الأرثوذكسية " نشر بتاريخ 7 يوليو 1947 ؛أكد فيه علي ضرورة وجود مجلة دسمة مشبعة بأسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية . 
 
ولقد حث سلامة موسي الشباب القبطي علي ضرورة الاهتمام بالقراءة والثقافة الحرة التي تغذي العقل وتنميه ؛ فكتب مقالا بعنوان "إلي الشبان الاقباط أقرأوا " نشر بتاريخ 9 سبتمبر 1946 ؛ قال فيه " هناك مؤلفون في مصر يجب ان يقرأ الشباب الأقباط مؤلفاتهم مثل طه حسين وأحمد امين وحسين فوزي ومحمد مندور وإبراهيم ناجي وتوفيق الحكيم وإبراهيم المازني وأحمد الصاوي وغيرهم الكثير ". 
 
كما أكد علي أهمية وضرورة التعليم للأقباط ؛إذ كتب مقالا بتاريخ 12 سبتمبر 1946 بعنوان " إلي الشبان الاقباط تعلموا " .
 
ولقد اهتم سلامة موسي أيضا بضرورة الاهتمام بالاديرة القبطية  خصوصا  التعليم فيها  ؛ حيث كتب مقالا هاما بعنوان " الأديرة القبطية " نشر بتاريخ 23 فبراير 1948  قال فيه " ونحن نتتظر من صاحب الغبطة البطريرك أن يحث علي ترقية التعليم بالأديرة وتزويدها بالكتب التي تحتاج إليها ؛ كما نرجو أن يهتم غبطته بإرسال البعثات الدينية إلي الكليات الدينية الارثوذكسية وربما يكون من الحسن الذي يلائم عصرنا ان يجد حملة الشهادات العليا مكانة هامة في الاديرة إذا رغبوا في حياة الرهبنة ". 
 
ويتابع سلامة موسي الكتب الجديدة عن الأقباط التي تظهر في دور النشر العالمية ؛ فيكتب تحت عنوان "كتاب جديد عن الأقباط"  نشر بتاريخ 8 مارس 1948  قال فيه "أخرجت جامعة ميتشجان كتابا جديدا عن الاقباط هو موجز تاريخهم عامة عامة ولغتهم القبطية خاصة ؛ والمؤلف هو مستر وليم  ورل وهو علي معرفة دقيقة بنشأة اللغة القبطية وتطوراتها ". 
 
ويهتم سلامة موسي بالمصلح الكبير البابا كيرلس الرابع ؛ فيكتب عنه مقالا هاما بعنوان " ذكري كيرلس المصلح " نشر بتاريخ 31 يوليو 1947 قال فيه " ومازلت أتعجب كيف أن هذا الراهب الصعيدي أستطاع أن يدرك في سنة 1847 قيمة التعليم للمرأة القبطية ؛ وكيف جاهد وتعب حتي أخرج بناتنا من الحارات والأزقة المظلمة وقادهن إلي المدرسة القبطية في الازبكية ". 
 
ولقد طالب سلامة موسي الشباب القبطي بضرورة أن يعي تاريخه وحضارته جيدا ؛ونقطة البداية عنده هي دعوته إلي ضرورة الاهتمام باللغة القبطية وأهمية الصلاة بها ؛ فكتب مقالا بالغ الأهمية بعنوان " اللغة القديمة وواجب المصريين " بتاريخ 27 أبريل 1935 قال فبه " اللغة المصرية القديمة هي لغة المصريين القدماء بعد أن كتبت بالحروف الأغريقية وزيدت عليها بعض الألفاظ الاغريقية . ومن واجب كل قبطي أن يلم بها بل عليه إذا أستطاع أن يدرسها وأن يجعل من درسها الوسيلة إلي معرفة المصرية القديمة ". 
 
كما كتب مقالا آخر بالغ الأهمية بعنوان "خطتنا نحوها هي نفس خطة المحافظين " ويقصد بها طبعا الكنيسة القبطية بتراثها وحضارتها ؛ ولقد نشر المقال بتاريخ 18 نوفمبر 1936 ؛حيث قال " أن كثيرين من يتذمرون من بقاء اللغة القبطية في كنائسنا ويزعمون أن الصلاة  تجري بها في حين يجهلها المصلون . ولكهنم ينسون أن العيب هنا هو عيب المصلين وليس عيب الكنيسة . وهذه اللغة تربطنا بآبائنا قبل سبعة آلاف سنة . وقد كانت ولا زالت مفتاحا للغة الفراعنة ؛ وهي من هذه الوجهة تراث مجيد يجب إلا نتهاون فيه . يجب أن تبقي كنيستنا محتفظة بكل ما ورثته من مأثورها وتقاليدها . فأن تاريخ الطائفة القبطية هو في الحقيقة تاريخ الكنيسة القبطية . وليست اللغة القبطية وحدها هي التراث الوحيد الذي نرجو بقاءه في كنيستنا ؛فأن الملابس القبطية التي يتخذها الكهنة وقت الصلاة  ؛وأيضا بعض الأعياد التي نحتفل بها كذلك بناء الكنائس وهندستها " . 
 
وفي لمسة وفاء جميلة نحو زميله في مسيرة التنوير عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ؛ وبعد أن قرأ الفصل الذي كتبه عن الكنيسة القبطية في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر " كتب سلامة موسي مقالا في جريدة مصر بتاريخ 10 يولية 1946 عنوانه " طه حسين والكنيسة القبطية " قال فيه " هذا ما قاله طه حسين . وما أجدرنا بالانتباه إليه والتأمل فيه . فنحن في حاجة إلي طبقة جديدة من الرهبان والقسيسين . وذلك لا يكون إلا بإيجاد المدارس كما إننا بحاجة إرسال البعثات التي تلتحق بالكليات الدينية في أوربا ". 
 
وبمناسبة الاحتفال بعيد النيروز  ؛ كتب مقالا بعنوان "عام جديد للأقباط" نشر بتاريخ 10 سبتمبر 1946  قال فيه " أن كل شاب قبطي يجب أن يحس هذه المسئولية التاريخية ويجب أن يجهد نفسه لرفع شأن هذا الشعب القبطي الفرعوني .ويجب أن نكون جميعا علي وجدان سام بتاريخنا ورسالتنا . وكما يعجب العالم بآثار جدودنا قبل خمسة آلاف سنة ؛ يجب أن تكون رسالتنا أن نؤدي من الخير والبر والشرف ما يجعل العالم بعد خمسة آلاف سنة يعجب بآثارنا نحن " . 
 
أيضا من المقالات الجميلة التي تؤكد علي أهمية الحضارة القبطية في فكر سلامة موسي ؛ مقال نشر في جريدة مصر بتاريخ 7 يناير 1948 ؛ وكان العدد كله بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد ؛ وعنوان المقال هو "نحن الأقباط " قال فيه " نحن الأقباط نمتاز بقومية ونتسم بسحنة وننفرد بأخلاق تميزنا جميعا إينما كنا ؛حتي ليقال عن أحدنا عند أول رؤية .هذا قبطي لا غش فيه ؛ ولنا دين قد تغلغل إلي نخاع عظامنا وغير طبيعتنا البشرية إلي الطبيعبة المسيحية ؛ وقد علمنا عادات ووجهنا بأخلاق تجعل القبطي مع زوجته والقبطية مع أبنها علي أوزان وقيم من الرحمة والرفق والرفق والنخوة . تجعل العائلة القبطية قوة وقدوة في كيانها وسلوكها " .
 
كما أكد علي أهمية الرعاية والاهتمام بالآثار القبطية باعتبارها تراث مصري لكل المصريين ؛ فكتب   مقالا هاما في جريدة مصر بعنوان "آثارنا القبطية تصان وتدرس " نشر بتاريخ 27 مايو 1947  وبعد أن ذكر جهود العالم الكبير مرقس باشا سميكة في تأسيس المتحف القبطي كتب عن جمعية الآثار القبطية الموجودة  حاليا بشارع رمسيس بجانب الكنيسة البطرسية  قال فيه  " هذا المتحف القبطي كان يحتاج منذ إنشائه إلي جمعية تضم المهتمين بهذه الآثار لبحث مكانتها ومغزاها في تاريخ مصر والعالم ؛ وأستطاع الأستاذ مريت بطرس غالي ان يؤلف هذه الجمعية منذ اكثر من عشر سنوات وان يخرج مجلة الآثار القبطية . وقد أخرج إلي الآن بمعاونة الاستاذ بشنتلي سكرتير الجمعية طائفة من المطبوعات التي تشرح لنا ذلك العصر . وقد أستخدمت المجلة مواهب الكثيرين من المؤرخين الذين درسوا تاريخ الاقباط من مختلف نواحيه منذ العلاقات بين مصر وبيزنطة . ومثل الآثار الباقية في الكنائس والأديرة والجبانات وماكتب علي قبور الاقباط القديمة مما يوضح التاريخ في تلك القرون . وبحث النصوص التي تتصل بالآداب والقوانين والطقوس والكتب المقدسة . وكذلك النحت والرسم ..... الخ . والمجلة التي تخرجها الجمعية هي ثمرة الذكاء والولاء ؛وهي تخرج من وقت لآخر حافلة بالفصول الممتعة التي تشرح تاريخ الاقباط . وهي تكتب باللغات القبطية والاغريقية واللاتينية . ونحن نجد فيها أسماء جورجي صبحي بك ؛ عزيز سوريال عطية ؛ وأسكندر بدوي ؛ وإيريس حبيب المصري ؛ ومراد كامل ؛ويسي عبد المسيح ؛وكذلك أسماء الاب دريتون وزكي محمد حسن والمسيو مونييه وكثير غيرهم من الأوربيين المهتمين بالدراسات القبطية . وقد جمعت الجمعية نحو 1300 مجلد في مختلف المجالات بمختلف اللغات تبحث التاريخ القبطي وما يتصل به .  ولعل القراء الأقباط يجهلون مع الأسف العظيم أن هذه الجمعية قد  أقامت معرضا لللآثار القبطية في عام 1944 . وقد ضم هذا  المعرض كثيرا من المنسوجات القبطية في القرون الستة السابقة للفتح الإسلامي . كما ضم أيضا الكثير من معروضات الحجر والخشب المنقوشين . 
 
وتنوي الجمعية القيام بإجراء حفائر في الأديرة الأثرية هذا العام .  هذه هي خلاصة موجزة بل قد تكون  مخلة في إيجازها عن جهود جمعية تخدم التاريخ القبطي ولكن يجهلها الكثير من الأقباط . ولذلك نحتاج إلي إبراز قيمتها والتنويه بمكانتها . لأنها تزيد وجداننا القبطي إذ تثر أذهاننا في ناحية ثقافية تمس قلوبنا . والفضل الأول في الدراسات القبطية يعود إلي المرحوم مرقس سميكة باشا . والفضل الثاني يعود إلي مريت بطرس غالي . وأخيرا نحب ان نري مؤلفات شعبية باللغة العربية تستخرج من أبحاث  هذه الجمعية  كي يقف الجمهور المصري مسلميه وأقباطه علي تاريخ هذا الوطن فيما يقرب من  سبعمائة سنة تكاد تكون مجهولة " . 
 
ويبقي في النهاية  أملين و رجائين  ؛ الأمل والرجاء الأول  هو أن تهتم مؤسساتنا القبطية المعنية بالتراث بالعمل علي جمع وتوثيق  مثل هذه المقالات وغيرها من المقالات التي لم نستطع الوصول اليها ؛ وجمعها ونشرها في كتاب ذخيرة للأجيال المقبلة . أما الأمل والرجاء الثاني فهو ضرورة تبني مشروع كبير لجمع وتوثيق ورقمنة كل المجلات والدوريات القبطية ؛ فهي تحوي كنوزا لا تقدر بمال ؛ كما أن المجلة أحدي المصادر الهامة لدراسة التاريخ إن لم  تكن أهمها علي الإطلاق . فهل نجد  من يستمع ويستجيب لهذين الرجائين ؟؟؟!!!! .