حمدي رزق
خرج الرئيس الأمريكى «جو بايدين» من عزله الصحى منتعشا، ليزف إلى العالم فى السابعة صباحا، بتوقيت واشنطن، خبر مقتل الإرهابى الدولى «أيمن الظواهرى» قائلا: «إن العدالة تحققت، وهذا الإرهابى لم يعد موجودا».

الرئيس الأمريكى حرص على إيراد أسباب غبطته بمقتل الظواهرى، «لقد تسبب فى مقتل العديد من الأمريكيين فى هجمات مختلفة، وتحققت العدالة بمقتله».

ولدينا فى مصر أسباب أخرى غفلت عنها كبريات الصحف والشبكات العالمية التى تابعت الطائرة «المسيرة» التى فجرت الظواهرى، غفلت عن المخطط الإرهابى الذى جمع بين رئيس الإخوان «مرسى العياط»، والظواهرى عام ٢٠١٣، باتصال هاتفى تم رصده، طلب فيه مرسى من الظواهرى إرسال ثلاثة آلاف إرهابى لمحاربة الجيش المصرى فى سيناء، وتم رصد مبلغ بقيمة ٢٥ مليون دولار تم تحويله إلى الظواهرى، خلال الفترة التى ترأس فيها مرسى حكم مصر.

ولعل أكثر فصول علاقة الظواهرى بالعياط، ما كشفه الأخير (الظواهرى)، فى تسجيل صوتى شهير، عن خيبة أمله فى إقامة الإمارة الإرهابية فى القاهرة قائلا: «مرسى قدم للغرب كل ما يريدونه ويطمعون فيه خلال فترة توليه رئاسة مصر»، معلوم الظواهرى من موقعه على رأس تنظيم القاعدة كان شاهد عيان على تفاصيل التعاون بين مرسى والمخابرات الأمريكية.

الظواهرى قُبر وسر مرسى العياط وإخوانه معه، وتاريخه إرهابيا يعلمه رفاق الدرب الإرهابى وبعضهم بين ظهرانينا، ويصفونه بأخطر عناصر الإرهاب التى خرجت على الدولة المصرية باكرا منذ أن كان عمره ١٥ عاما، وتخرج فى جماعة الإخوان الإرهابية التى تخصصت فى تصدير أمراء الدم إلى العالم، ولاتزال تصدر إرهابها عالميا تحت سمع وبصر أجهزة المخابرات العالمية، تحديدا البريطانية والأمريكية.

الظواهرى مهده إخوانى، وشبابه جهادى، ولعقود زعيما لتنظيم القاعدة حتى فى حياة «بن لادن»، كان الظواهرى عقل بن لادن، ومحرك التنظيم الأخطر تاريخيا فى سياق التنظيمات الإرهابية التى روعت البشرية.

تاريخه أسود، تولى قيادة تنظيم الجهاد الإرهابى مطلع العام ١٩٩٣، وكان وراء سلسلة من الهجمات داخل مصر أبرزها محاولة اغتيال رئيس الوزراء آنذاك «عاطف صدقى»، واعتقل فى عام ١٩٨١، ضمن المتهمين باغتيال الرئيس الراحل «أنور السادات».

ولد إرهابيا، عدد سنوات الإرهاب فى عمر الظواهرى تزيد على نصف قرن من عمره (٧١ عاما)، ولد أيمن محمد ربيع الظواهرى فى ١٩ يونيو ١٩٥١، وسجن لأول مرة فى سن الـ ١٥ بتهمة الانضمام إلى الجماعة الإرهابية مهد كل التنظيمات الإرهابية فى العالم.

حرصت كبريات الصحف والشبكات العالمية على التذكير بكونه مصريا، وجده «ربيع الظواهرى» كان إماما أزهريا، وجدّه لأمه د. عبدالوهاب عزام رئيس جامعة القاهرة، وعم عبدالوهاب، هو أول أمين عام لجامعة الدول العربية، عبدالرحمن عزام، ووالده «محمد» الذى توفى فى العام ١٩٩٥ كان أستاذا فى علم الصيدلة جامعة القاهرة.

الظواهرى الذى تخصص فى الجراحة، درس الطب فى جامعة القاهرة، التى تخرج فيها فى عام ١٩٧٤، وحصل على درجة الماجستير بعد أربع سنوات، وتخصص لاحقا فى العمليات الإرهابية الضخمة، وكان من العناصر الأساسية وراء هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ فى الولايات المتحدة، وكان اسمه يتصدر قائمة تضم ٢٢ من أخطر الإرهابيين المطلوبين للولايات المتحدة ما بعد عام ٢٠٠١، ورصدت الحكومة الأمريكية مكافأة بقيمة ٢٥ مليون دولار لمن يساعد فى الوصول إليه.. لمن ذهبت الجائزة.. سيكشف لاحقا؟!.
نقلا عن المصرى اليوم