Oliver كتبها
8- سلسلة مقالات :أنا  هو
-فى آخر ليلة يقضيها الرب يسوع مع  تلاميذه القديسين و قد حان الوقت كى يمضى عنهم بالجسد .كان قد سبق أن أخبرهم عن شخصه قائلاً أنا هو : الباب- النور-خبز الحياة- الراعى الصالح- القيامة و الحياة و ها قد جاء إعلانه السادس فى إنجيل يوحنا قائلاً بفمه القدوس قائلاً :أنا هو الطريق و الحق و الحياة .لأنه لما تجسد المسيح تجسدت هذه الأوصاف فى شخصه.

-المسيح الطريق للآب.لا يستطيع أحد أن يقبل إلى الآب إلا بالمسيح.الطريق إلى الملكوت لأنه ثوب العرس الذى لبسناه فى المعمودية الذى من خلاله يرى فينا الآب صورة إبنه فيحسبنا مباركين و بنى العرس و أبناء الآب .المسيح الطريق للمغفرة و النعمة و النصرة و كل ما هو صالح.بدونه لا خلاص و لا شفاعة و لا قبول لأن المسيح هو الطريق الممهَد للحياة الأبدية.كل الطرق الأخرى تقود إلى الضياع أما المسيح فهو الطريق المُعلَن الوحيد المخلص من الهلاك.كل من يسلك فيه يحيا بثقة كمن فى الملكوت.تجسد المسيح فصار الطريق قدامنا و بالحق تصالحنا و بالحياة نال المائتين خلاصاً .المسيح الطريق جعل كنيسته صورة مصغرة من الخريطة السمائية.

-الطريق كيان المسيح الحى.أخذ جسم بشريتنا فى جسده بينما هو منذ البدء فى الآب.فصار الطريق الذى جمع بين البشر و الآب القدوس. المسيح إبن الله المتجسد الطريق الذى وصل به الله للناس و الناس لله.المسيح الطريق الذى نزل من السماء ليخلصنا و صعد إلى السماء ليجذبنا. ليس سواه الطريق الذى فيه الحياة. فيه كل الأبعاد,العمق و الطول والعرض و العلو.بدء الطريق و منتهاه.

-المسيح الحق أى الأقنوم الذى جعل الثالوث معروفاً لنا.كنا جهلاء عن معرفة الحق فتجسد الحق و أعلن الثالوث الذى هو كل الحق الإلهى .المسيح الحق الثابت الكامل.الذى جاء ليشهد للحق يو18: 37.فيه إنكشف سرالتقوى و كل ما كان مجهولاً من البر و الصلاح.المسيح هو الإبن الحق من غير تبنى.الإله الحق من الإله الحق.حين يعلن أنه الحق فهو يفرق بين البنوة عن حق التى فيه بالطبيعة و البنوة بالنعمة التى ننالها بالروح القدس.المسيح ليس  فقط الإله الحق بل أيضاً الإنسان الحق .المسيح الحق إبن الإنسان  آدم الثانى الذى أصلح ما أفسده آدم الأول.لأن المسيح هو الحق فإن فعل الحق يتخلل كل فعل من أعمال المسيح و كل كلمة نطقها المسيح و كل وعد تعهد به لنا.

-المسيح الحياة.فيه كانت الحياة و فيه تكون الحياة و ينكسر الموت.المسيح القيامة و الحياة التى ليس للموت عليها سلطان .المسيح الحياة التى تملك كل مفاتيح الحياة.حياة الجسد و النفس و الروح .حياة البشر و الملائكة.الحياة الأبدية للمؤمنين بسر الحياة.لذلك من لا يؤمن بإبن الله يبقى فى الموت.من يؤمن بإبن الله ينتقل من الموت إلى الحياة لأن المسيح هو الحياة.

-المسيح الطريق الذى جمع بين اللذة و الشوق.لذة الله فى بنى آدم و شوق الإنسان أن يصير مثل الله.المسيح الحق,حق الله فى البشر و حق البشر فى الله.المسيح الحياة.حياة الإنسان مع الله و حضور الله فى حياة الإنسان.فى المسيح الواحد إجتمع المتفرقون.

- هذه الثلاثية أبدية.الطريق و الحق و الحياة.كل صفة عمل.كل صفة تقود إلى المسيح و يقودنا بها المسيح.الطريق الوحيد للحياة و الحياة الوحيدة فى الطريق.طريق الحياة و حياة الطريق .حق الحياة الأبدية فيه  و حياة الحق فيه و منه .الطريق الحق الذى لا ينفصل عن الآب لهذا يقودنا إلي الحياة معه بالحق..الحق فى الطريق و الحياة فى المسيح الطريق .حياة الحق و الطريق الحى هو.بدء الحياة و أبديتها.ليس سواه الحق المطلق و الحياة الأزلية .الرب يسوع يتجلى شارحاً شخصه السرمدى بهذا الإعلان أنه الطريق و الحق و الحياة.