القمص يوحنا نصيف
    الحياة الزوجيّة السعيدة هي مُشتهى كلّ زوجين.. وهي أيضًا موضع اهتمام كبير من الكنيسة، الأم التي تحتضن الجميع، وتصلّي دائمًا أن تكون بيوت أبنائها بيوت صلاة، بيت طهارة، وبيوت بركة.. بيوت مملوءة بالمحبّة والفرح والسلام..

    لذلك اخترت بنعمة الرب أن أقدّم في هذا المقال بعض النصائح والأفكار الثمينة، من أجل تدعيم السعادة الزوجيّة في كلّ بيت:

أوّلاً: من وصايا الكنيسة في صلوات الإكليل المقدّس:
    + لقد خُلِقَت المرأة من ضلع الرجل لتكون في حيازته، وطوعَ أمرِه. ويكون هو أيضًا حنونًا عليها شفوقًا بها، ولا يهملها. كما لا ترتفع هي أيضًا عليه، بل تكون مُطيعةً له. وليكونا كلاهما متّفقَين بالعقل والمحبّة والرأي السديد، ولا ينفرد أحدهما برأيٍ دون صاحبه..

    + تجتهد فيما يعود لصالحها، وتكون حنونًا عليها، وتُسرِع إلى ما يُسِر قلبها..
    + زيدي في طاعته.. تقابليه بالبشاشة والترحاب، ولا تضجَري في وجهه، ولا تضيِّعي شيئًا من حقوقه عليكِ..

    + يجب عليكما أن يعرف بعضكما حقّ بعض، ويخضع كلّ منكما لصاحبه، وليكُن كلّ منكما أمينا نحو الآخَر، كقول معلِّمنا بولس الرسول: "ليس للمرأة تسلُّط على جسدها بلّ للرجل، وكذلك الرجُل أيضًا ليس له تسلُّط على جسده بل للمرأة" (1كو7: 4).

ثانيًا: من كتابات المطران جورج خضر:
    + البيت المسيحي يبقى بيتنا إلى الأبد، مهما عصفت بنا الرياح، وفيه نلازم رفيقة عمرنا التي تكلّلنا عليها بالعِفّة والصدق والإخلاص.. الزواج حياة قداسة بين رجل وامرأة مؤمنَين بيسوع، حافظَين يسوع في قلبيهما وفي أولادهما.

    + الحياة الزوجيّة نُسكٌ قبل كلّ شي، تَحرُّر من الأنانية وطاعة لله الذي يدعونا إلى تقديس مَن نحيا معه.
    + المحبّة تبدأ بالأقربين، المحبّة اليوميّة في العائلة بما فيها الخِدمة والرعاية والانتباه إلى الأمور الصغيرة، قد تكون أصعب من محبّتنا للأبعدين.. هي الامتحان..

    + لابد من أن يقضي الرجل والمرأة وقتًا طويلاً مع أطفالهما، لأنّ الطفل يهلك نفسانيًّا إن لم يشعر أنّه حبيب والديه.
    + في الكنيسة الأرثوذكسيّة، ليست غاية الزواج الإنجاب. إنّه ثمرة تأتي أو لا تأتي. وإن لم يحصُل فالزواج كامل بسبب المحبّة. أمّا إذا جاء الولد فنربّيه ويربّينا، ينمو بعطفنا ورعايتنا، وننمو نحن بمواهبه وتهذيبه وحُسن عبادته، وأنّه يحمل الرسالة ويكمّلها.
    + المهمّ في التربية أن ندرِّب أولادنا على رؤية الله وعلى كلامه، وأن يصيروا أبناء الله أي تابعين له.

    + مجتمعٌ من المقلِّلي الكلام، والعظماء في الخدمة، هذا هو المجتمع الكنسي الفاضِل، الذي يُشعِر الناسَ أنّ المسيح ساكنٌ في وسطنا، حيٌّ فيما نقول وحيٌّ فيما نعمل.

    + الصلاة تُسقِط حاجز العداوة، وتوحي بأنّ الآخَر هو إليك كتنفُّسِكَ.. الآخَرُ رئتُك الأخرى..
    + إذا تربّيت على كلمة الله، يُمكنك أن تروِّض عليها الذين اؤتُمِنتَ عليهم، فتَخلُص معهم.

ثالثًا: من حكمة قدماء المصرييـن:
    + إذا أردتَ الحِكمة، فأحبِب شريكة حياتك. اعتنِ بها.. ترعى بيتك.. حِسّ بآلامها قبل أن تتألّم.. إنّها أمّ أولادك، إذا أسعدتها أسعدتهم، وفي رعايتها رعايتهم. إنّها أمانة في يدك وقلبك.. اهتمّ بها وارعَها، فهي ستهتمّ ببيتك وترعى أطفالك وترويهم بحبّها..
    (هذا يوافق عبارة جميلة قرأتها: أعظم شيء تقدّمه لأولادك هو أن تحبّ أمّهم).
القمص يوحنا نصيف