كانت جائحة فيروس كورونا سبباً في تسارع وتيرة تبني ونشر التكنولوجيا الرقمية والتحول الرقمي للمؤسسات والشركات سواء من خلال الاعتماد على تقنيات العمل عن بعد أو عقد الاجتماعات بشكل افتراضي، أو تسارع تطوير تطبيقات ومواقع التجارة الالكترونية نظراً للضغط المتزايد عليها بسبب خوف المستخدمين من الخروج والشراء التقليدي من المتاجر خوفا من التعرض لمرض كوفيد 19.
 
واتجهت العديد من الشركات للتحول الرقمي  بشكل شبه كامل، وزاد الضغط على شركات تطوير البرمجيات، وأصبح توظيف مهندسي البرمجيات والمطورين شائعًا، وظهرت العديد من التقنيات التي اعتمدت عليها أغلب شركات البرمجيات بشكل كبير، وفيما يلي نوضح لكم أهم الاتجاهات في تطوير البرمجيات لعام 2022.
 

تطبيقات الويب التقدمية PWA


أصبحت تطبيقات الويب التقدمية PWA من الاتجاهات الرئيسية لمطوري البرمجيات وشركات البرمجة في العديد من الدول، لما تقدمه من مميزات تجمع بين أهم مميزات التطبيقات الأصلية وبين الوصول الكامل لمواقع الويب وبدون الحاجة لفتح متاجر التطبيقات وتحميل التطبيق منها.
 
وتعمل تطبيقات الويب التقدمية PWA مثل التطبيقات الأصلية ويمكنها الوصول إلى معدات الجهاز الذكي كما في التطبيق الأصلي، حيث يمكنها إرسال الإشعارات والوصول للكاميرا أو لوحة المفاتيح أو الدخول على الملفات أو استخدام نظام الملاحة العالمي GPS.
 
كذلك تتميز تطبيقات الويب التقدمية PWA بسرعة تطويرها عن التطبيقات الأصلية وكذلك سهولة صيانتها، إلى جانب سهولة الوصول إليها من خلال محركات البحث وفتحها بسهولة دون تحميل التطبيق.


التحول الرقمي الكامل للمؤسسات والشركات


يوماً بعد يوم يزداد الضغط على المؤسسات والشركات سواء مؤسسات حكومية أو غير حكومية وكذلك جميع أنواع الشركات وقطاعات الأعمال المختلفة، من أجل التحول الرقمي وتحويل كافة المهام والأعمال اليدوية إلى رقمية يمكن إنجازها بواسطة أجهزة الكمبيوتر ومن خلال شبكة الإنترنت للعمل عليها عن بعد بدون الحاجة للتواجد في مقر الشركة كما في السابق، إلى جانب العمل الجماعي على المهام والتواصل الافتراضي بين فرق العمل المختلفة وعقد الاجتماعات عن بعد.
 
فمع التطور التكنولوجي  وظهور تقنيات جديدة مثل تقنية 5G وسرعة الاتصال بشبكة الإنترنت، أصبحت الشركات في حاجة إلى التواجد الرقمي وتحويل خدماتها وأعمال إلى أعمال رقمية من أجل مواكبة التغييرات واعتماد المستخدمين في دول العالم على الإنترنت بشكل رئيسي في كافة أمور حياتهم تقريباً ليصبح الإنترنت حاليا هو البيئة الرئيسية التي يتواجد فيها الإنسان.


تطوير البرمجيات اعتماداً على تقنيات الذكاء الاصطناعي


تتجه العديد من شركات تطوير البرمجيات حالياً في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في العديد من مهام التطوير وذلك لزيادة سهولة وسرعة معدلات الإنتاج، خاصة في عمليات تطوير البرمجيات الاعتيادية والمتكررة في العديد من التطبيقات والبرمجيات، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها بشكل تلقائي دون التدخل البشري.
 
ولدينا في شركة OutSystems  التي تعد الشركة الأولى عالمياً في مجال تطوير وصناعة البرمجيات، تجربة ناجحة في استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير البرمجيات عن طريق مساعدة المطورين من خلال أتمتة المهام المتكررة إلى جانب تقديم الاقتراحات المُثلى عندما يواجه مطور التطبيق أي مشكلة في إنتاج أي مكون بشكل تلقائي، مما يساعد على زيادة الإنتاجية وتقليل الأخطاء وتوفير الوقت والجهد للمطورين وشركات صناعة البرمجيات والتطبيقات.
 
ومن المتوقع أن تخلق أتمتة الذكاء الاصطناعي ما يقرب من 70 مليون وظيفة جديدة وذلك بحلول عام 2030، حيث ستزداد فرص العمل بشكل كبير جداً للمطورين ومحللي البيانات ومقدمي الدعم والصيانة الذين يعرفون الذكاء الاصطناعي وسيكون لهم الأولوية في التوظيف عن غيرهم ممن ليس لديهم خلفية أو معرفة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.


ملاحظة السلوكيات وتحليل البيانات


لا يمكن حاليا لأي مؤسسة أو شركة أن تنجح بدون الاعتماد على البيانات وتحليلها تحليلاً جيداً واستخلاص التقارير والمعلومات منها للوقوف على معلومات دقيقة حول المستخدمين وسلوكهم واحتياجاتهم والتنبؤ بالعديد من الأشياء التي تجعل فرص نمو الشركة كبير وتحقق رغبات عملائها وتحافظ عليهم من المنافسين.

وتتجه شركات تطوير البرمجيات حالياً لصناعة تطبيقات وبرمجيات سهلة التتبع والمراقبة لكل ما يقوم به المستخدم لها، وربطها بتطبيقات أخرى تعمل على تحليل البيانات بشكل دقيق وتحويلها إلى تقارير يمكن للمستخدم العادي مثل المدراء ورؤساء الأقسام الاطلاع عليها والاستفادة منها واستخلاص المعلومات الهامة.