كتب: نبيل المقدس
لا شك أن طلعة المرأة بجمالها الرباني يعطي واجهة حضارية للبلد أو اي مكان مجتمعي أيا كان .. فوجود النقاب التي تستخدمه النساء يعطي انطباعا بوحشية المكان .. ويعطي احساسا أن السيدة التي أتت إلي نفس المكان ببساطة فكر وشكل بأنها سيدة خاطئة في حق الله . كنت في ولاية نيوجرسي منذ 8 سنوات رأيت مشهدا عجيبا في إحدي حدائقها الملحق بمول كبير .. كان المشهد عبارة عن رجل قصير ورفيع يلبس الزي الذي يُقال عليه زي المجاهدين في أفغانستان وهو عبارة عن جلباب قصير وصندل حيث تظهر شعر ساقيه في منظر لا استطيع أن أصفه .. تجاورة سيدة واضج أنها زوجته جسدها يدين ولا يظهر منها شيءا إلا صوتها مع ابنتهما المتحجبة . وما تأسفت له أن أجد الكثير من المارة يلتفتون اليهم .. والكثير منهم يأخذون صورا لهم .. طيعا منظر مسخرة وخصوصا أن هذه العائلة المنقبة عائلة مصرية .. حزنت لهذا الأمر . 
 
النقاب يدل علي أشياء كثيرة محبوسة في وجدان الرجل أولا ... فتجد منهم الرجل الغيور أو الرجل فاقد الثقة في نفسه وفي رجولته .. وهناك البعض منهم يظن أن المرأة سهلة المنال من أي رجل آخر .. كل هذه النوعية من الرجال يأمرون زوجاتهم بأن يتنقبن خشية أن تتحقق كل ما في أفكارهم . هنا نجد أن هؤلاء الرجال ينقبون زوجاتهم أو بناتهم ليس إرضاء للله بل إرضاء لرغباتهم .. 
 
أما النوع الثاني من الرجال فهم ينقبون زوجاتهم طبقا للشريعة كما هو يتصور ,, بالرغم لا يوجد نص ينص علي تنقيب المرأة واجب وملزم .. هؤلاء الرجال هم المتطرفون دينيا ويطلقون علي أنفسهم بالسلفيين نسبة لإتباعهم حياة العرب من تقاليد وعادات . هؤلاء الرجال يجبرون زوجاتهم أن يتنقبن مثل زوجات السلفيين " عصور ما قبل ظهور عقيدتهم " لكي يضمن أنه يسير علي السراط المستقيم لينعم بملذات الجنة .. وهذا فكر فاسد وانتهي صلاحيته مع تطور الحياة الطبيعية . 
 
معظم علماء المسلمين و المذاهب الإسلامية ، قد قضت أن النقاب يعتبر عرف جائز وليس بدعة محرمه. ومع ذلك ، هناك علماء أصدروا فتاوى معلنين أن النقاب ليس من الإسلام ، من بينهم مفتي مصر فضيلة الإمام السابق شيخ الأزهر الشيخ محمد سيد طنطاوي "النقاب عادة لاعلاقة له بالدين الإسلامي لا من قريب أو بعيد".[7]تصريحاته في أعقاب الحادث الذي أجبر فيه فتاة في المدرسة لإزالة النقاب خلال زيارة قام بها إلى معهد الأزهرى، واعتزم بإصدار قرار يمنع دخول المعلمات والطالبات المنتقبات المعاهد الأزهرية. 
 
لم ننتهي بعد من مشكلة الجدل الذي يدور حول نقاب المرأة في مصر يخرج علينا الرجال بزي يٌقال عنه بالزي الإسلامي الشرعي .. لا شك مناظرهم في الشوارع أو في الأماكن العامة غير لائق ويعطي انطباعا اننا موجودون في عصور الجعل والظلم . 
 
أي تأخير في اقناع الناس ان النقاب والزي الرسمي الإسلامي للرجال ما إلا وهم دينيا .. هذا التأخير يعمل علي تثبيت فكرة النقاب ويخرج الأمر من ايادينا ... نريد دعاوي صادقة من مؤسسة الأزهر بمحاربة هذه التقاليد التي ليست لها صلة بالله ... الله الذي أعرفه اله طاهر وفكره دائما طاهر ... !