كتب:نبيل المقدس  
لا أنكر أن عصر السيسي هو عصر التنمية وخصوصا في تنمية البنية التحتية لكي تفسح في المستقبل طريقا للتنمية الشاملة لجميع باقي الأمور التي يحتاجها المواطن المصري .. و لا أنكر أن هذا العصر قطع فيه كل من الجيش والأمن شوطا كبيرا في حصر الإرهاب إلي أضيق الحدود ويكاد ينعدم كلية لولا أن هناك تهاون أو إعطاء القانون فسحة من الصبر بالرغم أن الحالة الأمنية لا تستحمل هذا التطويل في الأخذ بأحكام نهائية لهذه العصابات الإرهابية .. وانا أعتقد أن هذا التطويل في الأناة علي مثل هؤلاء المجرمين ليس في صالح إستقرار مصر الأمنية والإقتصادية والإجتماعية .. 
 
لا أنكر أن عصر السيسي أعطي الكثير من الحقوق المسلوبة لأقباط مصر , كما أنه ولأول مرة نجد أن هناك شد وجذب بين الرئاسة ومؤسسة الأزهر في كيفية وأد الإرهاب عن طريق تجديد الخطاب الديني .. لكن تسمح لي يا سيادة الرئيس أن أصرح لك بأن الخطاب الديني لا يحتاج إلي تجديد بل إلي إصلاح كامل في مناهج الأزهر مما يتطلب ثورة دينية بقيادة شيوخ متنورة تعرف معني العلاقة بين الله والناس .. فهي علاقة بسيطة جدا لا تحتاج كل هذا الهوس الديني الذي بدأ يزداد وينمو سنة بعد سنة . نعم يا سيدي الرئيس انه هوس ديني .. وكنت لا أحب أن أصف هذا التدين الذي يحدث حاليا بالهوس الديني . 
 
عظيم جدا ىأن تبني مدن جديدة لكي تستوعب هذه الإعداد التي تتكاثر سنويا ومنها المدينة الإدارية الجديدة , وما يؤسفني أن هذا التكاثر في النسل هو نتاج الهوس الديني الذي يجتاح مصر , وكأن كثرة العدد هو إنتصار للعقيدة والحفاظ عليها من الإنقراض. نحن نقدر موقفك ضد هذا الهوس الديني الذي يتزعمه الأزهر ويضرب يه كل القيم الجميلة والتي تنادي به الإنسانية . نحن متأكدون أنك تريد لمصر حياة مثل ما تعيشه أكثر الدول العربية وخصوصا الخليجية في حياة الحرية العقائدية .. وما يؤسفني في الوقت الذي فيه الرئاسة المصرية والمؤسسة الدينية متمثلة في الأزهر فشلت وما زالت تفشل في وقف التعدي علي الكنائس والعمل علي إغلاقها بحجج متنوعة فاشلة , كذلك أظهرت ضعفها في الإحتفاظ بأرواح اقباط مصر أو أن تعطي لهم أقل الحقوق من الأمن والسلام , نجد السعودية بلد الدعوة الإسلامية تفتح ذراعيها لإقامة قداس مسيحي علي أراضيها .. فقد نجحت السعودية مثل إخوتها الدول الخليجية في المرور من الظلمة إلي نور الحرية في العقيدة .. بينما مصر تتوجه نحو الظلام تاركة نور الحرية والتمدين لهم , و تتوغل هي في الجهل والتقهقهر والتخلف. 
 
سيدي الرئيس مهما أنشات بدل مدينة واحدة ادارية جديدة بـ20 مدينة مثيلتها تاركا هؤلاء الجبناء يعبثون في أراضي مصر حتي أنهم يحاولون جاهدا فصل محافظة ألمنيا من دولة مصر العتيقة أو جزء منها عن طريق الضرب المستمر علي الرؤوس سوف لا تُجدي كل هذه المدن .. فالأحداث المتكررة والتي تحدث في محافظة المنيا تدل علي تمكن هؤلاء الإنفصاليون من تثبيت أقدامهم وغرس جذور أوتادهم في هذه البقعة من أرض مصر ... لكن الأخطر من هذا هو الوصول إلي إباحة قتل القبطي المسيحي بدليل أنه لا يوجد واحد من القتلة تم تطبيق العدالة عليه .. فقط يبرروه ويستروا عليه بحجة بأنه مختل عقليا ..! 
المعروف أن هناك ثلاث مستويات للتعامل مع الخير والشر .. المستوي الأول : أن نقابل الخير يالشر , وهذا ما يُطلق عليه المستوي الشيطاني .. والمستوي الثاني : أن نقابل الشر بالشر وهو المستوي البشري أما المستوي الثالث : هو مقابلة الشر بالخير وهو المستوي الإلهي .. وأني أتساءل أين نحن كمصريين من هذه المستويات الثلاثة ؟؟ أتصور أننا في المستوي الثالث , وهي أن نقابل الشر بالخير , لكن هل يا تري سوف تتحمل الأجيال الآتية هذا المستوي الذي يتعايش به أجدادهم ؟؟ لا أظن . إذا علينا أن نطلق أجراس الإنذار من الآن , قبل أن تستحفل هذه المجموعات في محافظة المنيا ثم نندم علي عدم محاسبة هؤلاء القتلة والمغتصبون لأرض مصر. 
 
أظن يا سيادة الرئيس وضح الآن أن إستخدام المستوي الثالث في التعامل مع هؤلاء الشياطين غير مُجدي , الآن أتي الوقت في إستخدام المستوي الثاني في التعامل معهم , أي تطبيق القانون والعدالة المنجزة والسريعة , مع التشديد في الإصلاح الديني بحيث يتماشي مع طبيعة الحياة الآن . نحن كأقباط مصر نخشي أن تتطور الأحداث إلي معارك بين الجيش والأمن ضد إمارة المنيا الجديدة .. هذه المعارك سوف تأتي علي اليابس والأخضر .. وتبقي مصر في خراب شديد .. وسوف يكون سيرة تاريخك مؤسفة بعد ما كنت اعظم رئيس دولة جاء إلي مصر .. !! 
 
قلبي معك يا سيادة الرئيس كل ما هنالك أن تتخذ الخطوات الشديدة علي هؤلاء الجماعات .. وتطبق القانون في أقصر مدة ممكنة , وان تعيد حساباتك في وضع الأزهر الحالي .. هل هو يتماشي روحيا مع عصرنا هذا ..!؟؟؟