كتب - محرر الاقباط متحدون 
قال الكاتب احمد علام :" في مدينة بسوهاج وهى مدينة صغيرة بطول 4 ك ، وعرض 4ك فقط ، 44 مسجدا بين كبير وصغير ، لدرجة من يخرج من منزله  ولمسافة 500 متر فقط سيجد 7 مساجد يخدمون نفس الشارع فقط ، حتى أنه فى الصلاة الواحدة لا يتعدى حجم المصلين صفا واحدا بكل مسجد منهم ، وفى تلك المدينة الصغيرة التى تكتظ بالسكان يجلس تلاميذ بالإبتدائي فوق بعضهم لعدم وجود مدارس ، وتتبادل المراحل التعليمية التناوب بنظام الفترات على المدارس القليلة الذى لا يتجاوز عددها خمسة ، وحين أراد أحد وجهاء المدينة التبرع بقطعة أرض لعمل شئ يخدم الناس ، تبرع بها لإنشاء مجمع إسلامى عبارة عن مسجد كبير بالمدينة الصغيرة التى بها 44 مسجد ، ومكتب تحفيظ قرآن ، ولو عملت إحصائية بسيطة لهذه المدينة سنجد أن هناك مسجد يخدم كل 100 مواطن تقريبا ، بينما المدرسة الواحدة تخدم على الأقل الفين مواطن ، ومستشفى وحيد يخدم كل المدينة يعمل بربع طاقته لعدم وجود أطباء وطواقم تمريض بأعداد كافية .
 
مضيفا في منشور عبر حسابه على فيسبوك : 
 تذكرت هذه المدينة وأنا أشاهد صور المركز الإسلامى الضخم فى العاصمة الإدارية الجديدة وصور أكبر مسجد فى العالم بعد المسجد النبوى ، رغم أنه وفى العاصمة الادارية أيضا بها أكبر مسجد بالشرق الأوسط الذى إفتتحه الرئيس مع أكبر كنيسة ، فنحن مجتمع يحب أن يبنى المساجد حتى ولو لا يرتادها ، ويحب أن يسود التزمت حتى ولو يعيش على مزاجه فى السر ، ويحب أن يكفن المرأة فى الشارع ويريدها عارية يتودد إليها خلسة ، ونحب أن نضع مصحفا كبيرا يزين مكاتبنا التى تزين الحوائط خلفها آيات من القرآن ، بينما نفتح أدراجنا للرشاوى ونغض الطرف عن الفساد مالم يطالنا ، تماما كما تجد خطيب الجمعه يقول النظافة من الايمان ، لكن تحيط بالمسجد أكواما من القمامة ، بل إننى وانا أصلى الجمعه ذات مرة ، أتى رجل والقى بكيس القمامة فى مساحة خالية بجوار المسجد ثم أتى وجلس بجوارى ، ورغم أن تلك المساحة الخالية كان بها صندوق قمامة ، إلا أنه لم يكلف خاطره بوضع الكيس فيه.
 
 وبعد الصلاة تحدث الجميع عن ملابس الفتيات التى أصبحت بلا خجل ولا حياء وسط تسيب الأسر والأهالى ، وحين جلسنا فى المقهى نحتسى شاى الظهيرة ، فوجئت بالأستاذ الصديق الذى أثار موضوع ملابس الفتيات ، يناولنى تليفونه المحمول ويقول لى ( شوف الفيلم ده للمخرج فلان الفلانى معاه مزة رهيبة عريانة ملط بمكتبه) .
 
وأعتقد أننا سنتقدم خطوات كثيرة للأمام حين نتعرى أمام أنفسنا حتى تصير خطايانا وسلوكياتنا وافكارنا عارية ملطا لنراها واضحة بارزة ، ونشير اليها قائلين ؛ نعم هناك خلل.