إعداد / ماجد كامل 
يمثل الكاتب المصري الكبير أحمد بهاء الدين ( 1927 – 1996 )  أهمية كبيرة في تاريخ الصحافة المصرية والعربية ؛ فلقد كان صاحب مدرسة متميزة في الكتابة الصحفية  . أما عن أحمد بهاء الدين نفسه ؛ فلقد ولد في 11 فبراير 1927  بأحدي قري محافظة أسيوط وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي حصل علي ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الاول ( القاهرة حاليا )  عام 1946 .
 
وبسبب صغر سنه لم يتمكن من العمل في المحاماة أو النيابة ؛ فاضطر الي الالتحاق بوظيفة حكومية في الأقسام القانونية . ولقد تميز منذ طفولته بعشقه الشديد للقراءة ؛ مما دفعه إلي العمل بالصحافة  ؛ وكانت بداية عمله بالصحافة  من خلال مجموعة من المقالات التي كان يرسلها إلي مجلة الفصول التي كان  يصدرها محمد زكي عبد القادر  ؛ ثم التفت الكاتبة فاطمة اليوسف ( والدة  الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس )  التي تميزت بقدرتها العجيبة علي التقاط المواهب في الكتابة الصحفية ؛ فجذبته للعمل في مؤسسة روز اليوسف ؛ وأسس نحت رعايتها مجلة " صباح الخير " التي رفعت شعار " للقلوب الشابة والعقول المتحررة " وبعد سنوات من النجاح المبهر ؛ طلبه الكاتب الصحفي الكبير مصطفي  أمين (   1914 – 1997 ) ليكون رئيسا لتحرير مؤسسة " أخبار اليوم " عام 1959 ؛ ثم نقله الرئيس الراحل جمال عبد  الناصر ليعمل في مؤسسة " دار الهلال " وعندما تولي الرئيس الراحل محمد أنور السادات الحكم عام 1971 ؛ أصدر قرارا بنقله من  الهلال إلي روز اليوسف ؛ فغضب أحمد بهاء الدين وكتب رسالة عنيفة إلي الرئيس السادات قال له فيها " لقد أخترعت الثورة صحفيين وكتابا ودكاترة في كل المجالات ؛ ولكنني لست  أحد اختراعات الثورة   فمن حقي أن يؤخذ رأيي في أي أمر يتصل بي شخصيا " ولقد عمل فترة من الوقت رئيسا لتحرير مجلة " العربي الكويتية " خلال الفترة من ( 1976 – 1981 ) وعاد بعدها ليكتب عمودا يوميا في جريدة الأهرام ى حتي تعرض  لجلطة في المخ أثرت علي ذاكرته ؛ وظل يعاني منها حوالي خمس سنوات حتي توفي في 24 أغسطس 1996  عن عمر يناهز 69 عاما تقريبا . 
ولقد أثري الكاتب الكبير المكتبة العربية بالعديد والعديد من الكتب نذكر منها في حدود ما تمكنت من التوصل إليه :- 
1- أيام لها تاريخ . 
2- شرعية السلطة في العالم العربي . 
3- محاوراتي مع السادات . 
4- يوميات هذا الزمان . 
5- المثقفون والسلطة في العالم العربي . 
6- إسرائيليات . 
7- ابعاد في المواجهة العربية . 
8- أفكار معاصرة . 
9- اقتراح دولة فلسطين . 
10- الاستعمار الأمريكي . 
11- الثورة الاشتراكية . 
12- الوحدة الثلاثية . 
13- اهتمامات عربية . 
14- ثلاث سنوات . 
15- شهر في روسيا . 
16- الثورات الكبري . 
17- قوميتنا . 
18- مؤامرة في أفريقيا . 
19- مباديء وأشخاص . 
20- هذه الدنيا . 
21- الوحدة العربية . 
22- وتحطمت الأسطورة عند الظهر . 
23- فاروق ملكا . 
24- رسائل نهرو لأنديرا ( ترجمة ) . 
 
وحول أهميته ودورة في الفكر المصري الحديث ؛ يقول عنه الأستاذ لمعي المطيعي في كتابه " موسوعة نساء ورجال من مصر " " إذا جاز لنا أن نعد رفاعة  رافع الطهطاوي " رائدا للجيل الاول من التنوير ؛ والشيخ محمد عبده رائدا للجيل الثاني ؛ والدكتور طه حسين رائدا للجيل الثالث ؛ فإن أحمد بهاء الدين  هو بكل المقاييس رائدا للجيل الرابع لمدرسة الاستنارة في مصر الحديثة ( المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 184 ) . 
 
ولقد وصفه الكاتب الكبير الأستاذ صلاح عيسي " أنه كان واعيا بحركة التاريخ ؛ ومتطلبات العمل الصحفي  متمكنا من أدواته ؛ متفننا في أسلوبه ؛ وطريقة عرضه للموضوع سلسلة وسهلة ؛ لانه يعرف أن الكتابة هي فن التفهيم . وحرص  أحمد علي أن يضفي علي المطبوعة التي يشرف علي تحريرها لتختلف عن غيرها وعن شخصيتها هي نفسها من قبل " . 
 
كما وصفه الدكتور جلال أمين في كتابه " أحمد بهاء الدين .... باقة حب " بقوله " جمع بهاء بين ذكاء فطري حاد وقدرة فائقة علي الربط بين  النظرية والواقع ؛ وحس أخلاقي رفيع ؛ وأسلوب صاف خال من الشوائب ؛ يذهب إلي الهدف مباشرة مع قدرة هائلة علي التمييز بين المهم وغير المهم وقدرة علي ترتيب الأولويات ترتيبا صحيحا ؛ وكان قادرا علي أن يري المغزي  الحقيقي للأحداث عندما كان الآخرون يحاولون أن يتلسموا  حقيقة الأشياء وسط ظلمة السياسة " . 
 
بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-آرثر جولد شميث :- قاموس تراجم مصر الحديثة ؛ ترجمة وتحقيق عبد الوهاب بكر ؛ المجلس الأعلي للثقافة؛ المشروع القومي للترجمة ؛ الكتاب رقم ( 521 ) ؛ الطبعة الاولي 2003 ؛ صفحتي ( 132 ؛ 133 ) . 
2- لمعي المطيعي :- نساء ورجال من مصر ؛ دار الشروق ؛ الطبعة الأولي 2003 ؛  الصفحات من ( 183 – 192 ) . 
3-أحمد بهاء الدين – ويكبيديا . 
4- احمد بهاء الدين – ذاكرة مصر المعاصرة ؛ مكتبة الإسكندرية . 
5-عبير بشير :-  أحمد بهاء الدين ورحلة مثيرة مع الصحافة ؛ جريدة أخبار الخليج البحرينية ؛ 14 سبتمبر 2019 .