كتب - محرر الاقباط متحدون 

استقبل قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، ظهر اليوم الجمعة خدام المذبح الفرنسيين بمناسبة حجهم إلى روما
 
وأعرب في بداية كلمته إليهم عن سعادته لاستقبالهم كما وشكر رئيس مجلس أساقفة فرنسا المطران إريك دي مولان بوفور على الكلمة التي وجهها إلى قداسته باسم الأساقفة الحاضرين.  ثم تحدث الأب الأقدس إلى خدام المذبح مشيرا إلى أنهم في حجهم هذا قد انطلقوا للسير مع الآخرين على خطى كثيرين من الشهود للمسيح الذين أتوا إلى روما عبر القرون للتجدد في الإيمان، وأضاف أنهم جاؤوا بأعداد كبيرة من رعايا ومناطق فرنسية عديدة لعيش لحظة اللقاء والتقاسم والصلاة والاسترخاء هذه. وأعرب قداسته لهم عن الرجاء في أن يعودوا وقد قوتهم خبرة الإيمان الجميلة هذه في قلب الكنيسة.
 
انطلق البابا فرنسيس في كلمته بعد ذلك من شعار حج خدام المذبح الفرنسيين، ألا وهو: "تعال، اخدم، واذهب"، فوصفه بالجميل والمعبر. وتابع متوقفا عند الكلمة الأولى، تعال، فقال إن الرب يدعونا إلى لقائه وبشكل خاص في ذلك الحدث الهام أي قداس الأحد.
 
 ووجه حديثه إلى الفتية مشيرا إلى أنهم قد يكونون الوحيدين في القداس من هذه السن الصغيرة وقد يشعرون بعدم الارتياح وسط الكبار، إلا أنهم يطرحون أسئلة حول الكنيسة ويسألون أنفسهم ماذا يمكنهم أن يفعلوا كي يعيدوا الحس بالله إلى أترابهم لينضموا إليهم. وواصل البابا موجها إلى كل منهم السؤال: كيف ترى مكانك في الكنيسة؟ هل تشعر بنفسك بالفعل عضوا في عائلة الله الكبيرة هذه، وهل تساهم فيما تقدم من شهادة؟ وأراد قداسته هنا توجيه الشكر إلى الضيوف الصغار على اختيارهم أن يكونوا خدام المذبح، على جهودهم وأيضا تضحياتهم في بعض الحالات، على قبولهم تكريس الذات لهذا النشاط بينما يُفضِّل الكثير من أصدقائهم صباح الأحد النوم أو ممارسة الرياضة. وقال لهم: ليس لكم أن تتخيلوا كيف يمكنكم أن تكونوا شهودا ومرجعا للكثير من أترابكم، وأضاف أن بإمكانهم بالفعل الشعور بالفخر بما يفعلون وعدم الحجل من خدمة المذبح حتى وإن كانوا وحيدين وفي مرحلة نمو، فمن المشرِّف أن نخدم يسوع حين يهب حياته من أجلنا في الإفخارستيا. وقال البابا إنهم بمشاركتهم في الليتورجيا يقدمون للجميع شهادة ملموسة للإنجيل، وحين يقومون بخدمتهم على المذبح بفرح وبشكل جيد وبأسلوب صلاة فإنهم يثيرون لدى فتية آخرين الرغبة في القيام بنشاط هم أيضا في الكنيسة.
 
إلا أن خدمة القداس تتطلب متابعة، قال البابا فرنسيس وعاد إلا شعار الحج، فهناك "اخدم واذهب". وقال إننا نعلم أن الرب موجود في الأخوة الذين نلتقيهم، وبعد خدمة يسوع في القداس فإنه يرسلكم إلى خدمة الأشخاص الذين تلتقون بهم وخاصة الفقراء والذين يعيشون غي أوضاع سيئة لأنه متحد معهم بشكل خاص. وتابع الأب الأقدس قائلا لخدام المذبح إن لديهم ربما أصدقاء يسكنون في أحياء صعبة أو يواجهون آلاما ومعاناة، ويعرفون أشخاصا صغار السن انتُزعوا من جذورهم، مهاجرين أو لاجئين، ودعا قداسته بالتالي إلى استقبال هؤلاء الأشخاص بسخاء وتمكينهم من الخروج من وحدتهم وإقامة صداقة معهم.
 
وأراد قداسة البابا لفت أنظار خدام المذبح إلى أن كثيرين من أترابهم هم في حاجة إلى مَن يقول لهم إن يسوع يعرفهم ويحبهم، يغفر لهم ويشاركهم مشاكلهم وينظر إليهم بحنان بدون أن يدينهم. وتابع قائلا لخدام المذبح أن بإمكانهم، بفضل شجاعتهم وحماسهم وتلقائيتهم، أن يصلوا إلى هؤلاء الأشخاص. وشدد البابا بالتالي على القرب محذرا الفتية من الفردانية ومن الانغلاق على الذات أو في عالمهم ومجموعاتهم الصغيرة أو في الشبكات الاجتماعية الافتراضية، وشدد على ضرورة تفضيل علاقات الصداقة الواقعية لا الافتراضية التي تخلق الوهم وتعزل عن الواقع.
 
توقف البابا فرنسيس بعد ذلك في حديثه إلى خدام المذبح الفرنسيين عند أهمية العلاقة مع المسنين، مع الأجداد، ودعا إلى الاستفادة من وجود الأجداد ومن نصائحهم وخبراتهم. وأضاف أن الأجداد هم غالبا مَن يرافقون الفتية إلى القداس ويحدثونهم عن الله، كما وشدد على كون المسنين موردا ضروريا من أجل النضوج الإنساني للفتية. حذر قداسة البابا من جهة أخرى من عدم معرفة الأصول وفقدان الجذور والوجهة مذكرا بأنه لا يمكن بناء المستقبل والتخطيط للحياة بدون جذور قوية. وواصل داعيا خدام المذبح إلى البحث عن الجذور والتعرف على ثقافتهم وتاريخهم وأن يحبوهما، وذلك للدخول في حوار في الحقيقة مع من يختلفون عنهم.
 
وفي ختام كلمته إلى خدام المذبح الفرنسيين لمناسبة حجهم إلى روما كرر البابا فرنسيس دعوة الشباب إلى عدم التخلي عن أحلامهم وإلى عدم تجاهل الدعوات، وأضاف أن خدمة المذبح قد تثير لديهم الرغبة في الإجابة على دعوة الرب إلى الحياة الرهبانية أو الكهنوتية. وختم الأب الأقدس داعيا ضيوفه إلى إيكال الذات إلى الرب بشفاعة مريم العذراء التي كانت فتاة لها أحلامها، إلا أنها قالت "نعم" سخية وخصبة وفرِحة لدعوة الله.