تحدث رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، عن "مشروع القرن" في مصر والذي سيحدث نقلة كبيرة في حياة المواطنين.

 
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الدورة العادية الرابعة للجنة الفنية المتخصصة التابعة للاتحاد الإفريقي حول الخدمة العامة والحكومات المحلية والتنمية الحضرية واللامركزية، المنعقدة بالقاهرة.
 
وقال مدبولي، إن مصر خلال السنوات الثماني الماضية، استطاعت تحقيق نقلة تنموية غير مسبوقة على مستوى المجتمعات المحلية سواء الحضرية أو الريفية، وهي نقلة كان قوامها مشروعات البنية الأساسية العملاقة، إدراكا بأن البنية التحتية هي أساس تطوير الخدمات العامة وبوابة العبور إلى التنمية الاقتصادية المستدامة، لافتًا إلى أن الجهود المصرية في تطوير البنية الأساسية استندت على مستهدفات أجندة التنمية الإفريقية 2063، وهو ما ساهم في تحسّن مؤشرات أداء مصر المتعلقة بأهدافها الاستراتيجية وأهمها كفاءة البنية التحتية، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وتعزيز الاستدامة البيئية.
 
وعبر رئيس الوزراء عن رؤية مصر في شأن تطوير قطاعات البنية الأساسية، خاصة شبكات الطرق والنقل في مصر، كونها جُزءًا من البرنامج القاري لتطوير البنية التحتية، بما يتضمنه من مشروعات طموحة، مثل مشروع محور القاهرة كيب تاون، ومشروع ربـط البحر المتوسط ببحيرة فيكتوريا، وهو ما يعد حجر الزاوية الأبرز في تحقيق الاندماج والتكامل المنشودين، وركيزة أساسية لتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية.
 
وأكد مصطفى مدبولي أن ملامح التجربة التنموية المصرية وثيقة الصلة بالتنمية المحلية والتطور الحضري، حيث لم تتوقف فقط عند شبكات الطرق ومرافق خدمات البنية الأساسية وكذا الخدمات الاجتماعية، بل تخطتها إلى صناعة نهضة تنموية عمرانية غير مسبوقة؛ ارتكزت بالأساس على إعادة الاعتبار لمناطق العمران البشري، لتصبح أكثر قدرة على التكيف مع تغيرات المناخ وأكثر استجابة لعناصر الاستدامة والمرونة.
 
وتابع: "إيمانا من الدولة بالتكامل بين الريف والحضر، وفي إطار اقتناعها بالعدالة الجغرافية، فقد أطلقت الدولة المشروع القومي لتطوير وتنمية قرى الريف المصري ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة، والذي يستهدف تطوير 4584 قرية، وتحسين جودة حياة نحو 60% من سكان مصر، وهو ما سيُحدث نقلة غير مسبوقة في حياة ومستوى معيشة القطاع الأكبر من المصريين، وهو ما دعانا لاعتبار هذا المشروع الطموح بمثابة مشروع القرن في مصر".
 
واستعرض مدبولي بعض جوانب مشروع حياة كريمة، مؤكداً أنه ما كان من الممكن أن يتحقق لولا الإرادة القوية التي توافرت من أجل تنفيذ هذا الجهد التنموي الهائل لسكان الريف المصري بتكلفة تتجاوز قيمتها 700 مليار جنيه.
 
وأعلن رئيس الوزراء استعداد الدولة لتوفير كافة خبراتها المتاحة حول آليات تخطيط وتنفيذ مشروعات حياة كريمة إلى الأشقاء في دول القارة، لا سيما إذا ما تم تبنيها كمبادرة إفريقية.
 
واختتم الدكتور مصطفى مدبولي كلمته مكررا ترحيبه بالأشقاء الأفارقة في بلدهم الثاني، ومُوجهًا الشكر للجهود المبذولة من اللجنة الثامنة بالاتحاد الافريقي وتطلعه لمخرجات هذه الدورة الهامة، وأكد التزام الدولة المصرية بدعم كافة التوجهات الإفريقية المعنية، بتحقيق التنمية المحلية.