إعداد /ماجد كامل
لقبت الكنيسة  القبطية  عبر العصور بأنها " أم الشهداء " حتي أن أحد المؤرخين قال " لو وضعنا شهداء العالم في كفة وشهداء الكنيسة  القبطية في كفة  أخري ؛ لرجحت كفة  شهداء الكنيسة القبطية " . وبصفة عامة يمكن تقسيم عصور الاستشهاد في الكنيسة إلي  ثلاث مراحل رئيسية :-
1-العصر الوثني :- ويقصد بها شهداء الكنيسة منذ  عصر الرسل حتي نهاية  بداية صدور مجمع ميلان للتسامح الديني عام 313م .

2-شهداء العصر  البيزنطي :- ويقصد بها الفترة  من بعد مجمع خلقدونية  عام 451 م حتي الفتح العربي الإسلامي لمصر عام 641م .
3-شهداء العصر الإسلامي ويبدأ  من بعد 641م  حتي  بداية عصر محمد علي تقريبا  عام 1805 .

ولقد قسم العلماء  حلقات الاضطهاد العشرة  التي مرت بها الكنيسة الي عشر محطات هي :-
1-  عصر  نيرون :-  ومن أشهر شهداءه القديسين بطرس وبولس  الرسوليين .
2- عصر دومتيان ( 81- 96 ) : - هو الذي أمر بإلقاء القديس يوحنا الانجيلي في زيت مغلي في روما  . كما استشهد في عهده ديونيسيوس الأريوباغي .
3- عصر تراجان ( 98- 117 ) :-  ومن أشهر شهداءه القديس أغناطيوس أسقف  أنطاكية  ( من الآباء الرسوليين ) .
4- عصر مرقس أوريليوس (161- 180 ) :- ومن أشهر شهداءه  القديس يوستينوس الفيلسوف والشهيد ( من الآباء  المدافعين ) .
5- عصر سبتمبسيوس ساويرس ( 193- 211 ) :- ومن أشهر شهداءه ليونيدس  والد العلامة  أوريجانوس ؛ والشهيدة بريبتوا من قرطاجنة .
6- عصر مكسيمنوس ( 235- 238 )  . لا يوجد شهداء معروفين لي .
7- عصر ديسيوس أو ديكيوس ( 249- 251 ) :- ومن أشهر شهداءه الشهيد العظيم فيلوباتير مرقريوس  .
8- عصر فالريان ( 253- 260 )  ومن أشهر شهداءه القديس كبريانوس أسقف قرطاجنة .
9- عصر أورليان (  270- 275 ) لا يوجد شهداء معروفين لي .
10- عصر دقلديانوس ( 284- 305 )  وتوجد قائمة طويلة  بشهداء عصره .

أسباب أظهطهاد الدولة الرومانية للمسيحية  :-
1-المسيحية  أتت بمفاهيم جديدة عما عرفها العالم القديم ؛ فلم تفرق بين اليهودي واليوناني والعبد والحر ؛ مما  اثار خوف الأمبراطورية  الرومانية من هذه الافكار لئلا  تهدد بقاءها .
2- المسيحية نادت  أنها الديانة الحقة الوحيدة ؛ مما أثارت قلق الأباطرة الرومانيين  علي آلهتم .
3- المسيحية علمت بفصل الدين عن الدولة وأنه ينبغي  أن يطاع الله اكثر  من الناس .
4-اتهام المسيحين بالالحاد وفساد الأخلاق والدعوة   إلي أكل لحوم البشر نتيجة فهم خاطيء لسر الأفخارستيا .
دوافع الأسشتهاد في المسيحية :-
من دوافع الاشتسهاد في المسيحية كما  يحددها المتنيح  الأنبا يؤانس في كتابه الرائد "الاستشهاد  في المسيحية  " هي :-
1-تنفيذ أمر  السيد المسيح " من ينكرني  أمام  الناس أنكره أمام أبي الذي في السموات (  متي 10 : 33 ) .
2-العالم  وقتي بالقياس الي الحياة   الأبدية .
3-أنهم غرباء في هذا العالم .
4- آمنوا بل تيقنوا أن آلام هذا العالم الوقتي لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن .
ولقد تعددت أشكال العذابات التي شاهدها هؤلاء الشهداء نذكر منها :-
1-الحرق  حيا .
2-الإلقاء للوحوش .
3-قطع الرأس بالسيف .
4- الجلد .
5-الربط بين شجرتين .
6- الجلد .
7- التعذيب البدني .
8-  الضغط العاطفي عن طريق الإغراء بمنصب أو شهوة .


ولقد صمد الشهداء  أمام كل هذه العذابات وتحملوها في صمت  ؛ وكانت من  أسباب التحمل :-
1-المعونة الإلهية التي وعد بها الله المضطهدين من أجل أسمه  كما  جاء في لوقا  21 :- 12-  19 ) .
2-تعاطف الكنيسة كلها معهم
3-إحساسهم بشرف  تألمهم من أجل أسم السيد المسيح .
4- التطلع  الي المجد العظيم الذي ينتظرهم .

 مكانة  الشهداء  في الكنيسة :-
1- تذكرهم الكنيسة قبل البطاركة والأساقفة والرهبان ؛ لا يتقدمهم سوي السيدة العذراء والطغمات السمائية ؛ في صلوات الأبصلمودية وتحليل الكهنة وأرباع الناقوس والهيتنات .
2- جمع وتدوين سيرهم وتلاوتها علي الشعب في أعيادهم المقدسة .
3- تكريم ذخائرهم بوضعها تحت المذبح ؛أو في أنابيب خشبية ونتشفع بهم في صلواتنا .
4- بناء الكنائس علي أسمائهم  .

أخيرا :- قالوا في الاستشهاد :-
ونختتم هذا المقال بعرض لبعض وأهم كتابات الآباء حول فضائل الشهداء ؛ ولعل أشهر  كتاب ظهر في هذا المجال هو كتاب "الحث علي الاستشهاد " للعلامة أوريجينوس ( 185- 253 م )  ولقد كتبه عام 235 م ؛  وهو ينقسم  الي خمسون فصلا بيانهم كالتالي :-
1-القسم الأول :- من ( الأول – الخامس )  ويشمل :- مقدمة في الحث علي الاستشهاد – تأمل في الآيات الواردة  في سفر  أشعياء .
2-القسم الثاني :- (من الثاني إلي العاشر ) ويشمل :- تحذير شديد من السقوط في  عبادة الأصنام والارتداد .
3-القسم الثالث :- ( من الحادي عشر إلي الواحد والعشرون ) ويشمل :- الحث علي تحمل الآلام – الشهادة لله – إتباع السيد المسيح – جزاء الشهيد – وعودنا أمام الله ) .
4-القسم الرابع :- ( من الثاني والعشرون إلي السابع والعشرون ) ويقدم أمثلة للاسشتهاد  بعض القصص الوادرة في سفر المكابيين الثاني ) .
5-القسم الخامس :- (من الثامن والعشرون إلي الرابع والأربعون ) ويتحدث فيه عن وجوب الاستشهاد – أنواع الاستشهاد وطبيعته وأنواعه .
6-القسم السادس :- ( من الخامس والاربعون  إلي السادس والأربعون ) ويتحدث عن خطييئة  عبادة الأصنام .
7-القسم السابع والأخير :- ( من السابع والأربعون إلي الخمسون ) ويضمن نصوصا جميلة في الثبات علي الإيمان  وتحمل العذابات .

ومن بين النصوص التي جاءت في هذا الكتاب نذكر :-
 أود خلال التجربة الحاضرة أن تتذكرا المكافأة العظيمة المعدة في السماء للمضطهدين  والمعيرين من أجل البر ؛افرحا وابتهجا وتهللا ؛كما فعل آبائنا الرسل حين حسبوا أهلا لأن يهانوا لأجل أسمه القدوس ؛وإذا حدث وشعرت نفسكما  ببعض الحزن ؛فدعوا  روح السيد المسيح الذي فينا يقول لكما "لماذا أنت حزينة يانفسي ولماذا تزعجيني ؛ترجي الله لاني بعد أحمده (مز43: 5 )   .    وتذكروا جيدا أن الاستشهاد واجب علي كل مسيحي حقيقي لان كل من يحبون    الله    يتمنون الاتحاد به   ؛ وتذكروا أيضا أنه لن يحصل علي الحياة الأبدية السعيدة ألا أولئك الذين يعلنون إيمانهم  بكل شجاعة.

+ أي فرح  أعظم من فرح الاسشتهاد ؟ حيث تجتمع جماهير كثيرة لمشاهدة  الساعات الأخيرة للشهيد ... ليتذكر كل واحد منا كم  من مرات تعرضنا فيها لخطر الموت العادي ؛ عندئذ نسأل أنفسنا عما إذا كان قد حفظنا لما هو أفضل ؛ حخفظنا لمعمودية الدم التي تغسل خطايانا ؛ وتسمح لنا أن تحتل  مكاننا في المذبح السماوي مع رفاقنا في الجهاد .

+ لا يستطيع الدخول إلي السماء إلا الذين يعترفون بالإيمان بشجاعة .
+ كما  أمتدت يد الله لمساعدة الفتية الثلاثة في أتون النار ؛ ودانيال في جب الأسود ؛ هكذا لن يحرم الله الشهداء من مساندته .