اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد مار يوحنا المعمدان'> القديس السابق الصابغ مار يوحنا المعمدان (نبي العهدين) (٢ توت) ١٢ سبتمبر ٢٠٢٢
في هذا اليوم استشهد القديس السابق الصابغ، والنبي العظيم مار يوحنا المعمدان ابن زكريا الكاهن على يد هيرودس الملك. و هو مُهيئ طريق المسيح، وابن زكريا الشيخ وزوجته أليصابات (لو 1: 5 - 25 و57 - 85). لذلك يلقب بـ (الكاهن ابن الكاهن)،

ولد ماريوحنا المعمدان سنة 5 ق.م. وتقول التقاليد أنه ولد في قرية عين كارم المتصلة بأورشليم من الجنوب (لو 1: 39). ولسنا نعلم إلا القليل عن حداثته. ونراه في رجولته ناسكًا زاهدًا، ساعيًا لإخضاع نفسه والسيطرة عليها بالصوم والتذلل، حاذيًا حذو إيليا النبي في ارتداء عباءة من وبر الإبل، شادًا على حقويه منطقة من جلد، ومغتذيًا بطعام المستجدي من جراد وعسل بري، مبكتًا الناس على خطاياهم، وداعيًا إياهم للتوبة، لأن المسيح قادم. ولا شك أن والده الشيخ قد روى له رسالة الملاك التي تلقاها عن مولده وقوله عنه "يتقدم أمامه بروح إيليا وقوته" (لو 1: 17).والتقارب بين ما نادى به إيليا وما نادى به يوحنا والتشابه في مظهرهما الخارجي ولبسهما ومعيشتهما واضح للعيان من مقارنة قصة حياتهما.

ولم يظن يوحنا عن نفسه انه شيء وقال انه: "صوت صارخ في البرية" (يو 1: 13).

وكرس حياته للإصلاح الديني والاجتماعي. وبدا كرازته في سنة 26 ب. م. وعلى الأرجح في السنة السبتية مما مكن الشعب الذي كان منقطعًا عن العمل من الذهاب إليه إلى غور الأردن. وقد شهد في كرازته أن يسوع هو المسيح (يو 1: 15)، وأنه حمل الله (يو 1: 29 و36). وكان يعمد التائبين بعد أن يعترفوا بخطاياهم في نهر الأردن. (لو 3: 2 - 14). وكانت المعمودية اليهودية تقوم:

(1) بالغسولات والتطهيرات الشعبية (لا 11: 40 و13: 55 - 58 و14: 8 و15: 27 وار 33: 8 2: 22 وحز 36: 25 الخ وزك 13: 1 قابل مر 1: 44 ولو 2: 22 ويو 1: 25). فأضفى يوحنا عليهما معنى أدبيًا (مت 3: 2 و6) وعمق معناها الروحي.

(2) بإدخال المهتدين إلى الدين اليهودي. فأصر يوحنا على ضرورة تعميد الجميع بصرف النظر عن جنسهم وطبقتهم (مت 3: 9). إذ على الجميع أن يتوبوا ليهربوا من الغضب الآتي (مت 3: 7 ولو 3: 7). لان معمودية المسيا الآتي ستحمل معها دينونة (مت 3: 12 ولو 3: 17، وقد طلب يسوع أن يعمده يوحنا، لا لأنه كان مُحتاجًا إلى التوبة، بل ليقدم بذلك الدليل على اندماجه في الجنس البشري وصيرورته أخًا للجميع.

وكانت المدة التي عمل فيها يوحنا قصيرة ولكن نجاحه بين الشعب كان باهرًا. وحوالي نهاية سنة 27 أو مطلع سنة 28 ب.م. أمر هيرودس انتيباس رئيس الربع بزجه في السجن لأنه وبخه على فجوره (لو 3: 19 و20).

وذلك لما بكته النبي يوحنا من أجل هيروديا زوجة أخيه فيلبس التي اتخذها له زوجه. قائلا له. لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك، فقبض على القديس ودفعه إلى السجن. ومع ذلك فقد كان يهابه (مر 6: 20) فلما اتفق عيد ميلاد هيرودس صنع وليمة لأكابر مملكته ومقدمي الجليل. وحضرت ابنة أخيه سالمومه بنت هيروديا فرقصت في الوسط. فأعجبت الملك. فوعدها أن يعطيها كل ما تسأله، ولو إلى نصف المملكة. فخرجت إلى أمها. فقالت لها أمها: اطلبي رأس يوحنا المعمدان على طبق. فلما سمع الملك ذلك حزن. ولأجل المتكئين معه لم يرد أن يردها. فأرسل لوقته وقطع رأس يوحنا، وأعطاه للصبية، فأعطته لأمها (مر 6: 21 – 28). وكان قلق عظيم في ذلك اليوم وتبدل فرحهم حزنا،

و يقول القديس جيروم أنهم حملوه إلى سبسيطيا عاصمة السامرة ودفنوه هناك بجانب ضريح اليشع وعوبديا. أما تلاميذه فتذكروا شهادة معلمهم عن حمل الله وتبعوا المسيح (مت 14: 3 - 12 ومر 6: 16-29 ولو 3: 19 و20). ويقول يوسيفوس، أن الهزيمة النكراء التي لحقت الحارث العربى (الحَارِث الرابع | الملك أنياس | أرتاس | حمو هيرودس أنتيباس) بهيرودس بعد ذلك التاريخ كانت جزاء وفاقا ودينونة إلهية نزلت به بسبب شره (تاريخ يوسيفوس (18 و5 و2).

وحسب ليوحنا أن المسيح شهد فيه أعظم شهادة إذ قال: "لم يقم بين المولدين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان" (مت 11: 11).

وفي افسس وجد بولس أناسًا قد تعمدوا بمعمودية يوحنا (اع 19: 3). وظن بعضهم أنه كان للاسينيين في قمران بالبرية تأثير على يوحنا المعمدان.
وقيل أن الرأس المقدس قد طار من بين أيديهم، وهو يصرخ في الجو قائلا: لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك، وقيل أن الرأس الآن بأعمال حمص. أما الجسد المقدس، فقد حمله تلاميذه ووضعوه في قبر إلى أيام أثناسيوس البطريرك حيث أراد الرب إظهاره.

إشفع فينا، أيها السابق الصابغ، يوحنا المعمدان، ليغفر لنا خطايانا.

آرى إبريس فيفين إى إهرى إيجون أو بى إبروذروموس إمفاب تيس تيس: يؤانس بى ريفتى أومس إنتيف كانين نوفى نان إيفول
بركه شفاعته تكون معنا كلنا أمين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...