محمد أمين
منذ وزارة الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، وربما قبلها، ومصر تستعد لرحلة العائلة المقدسة.. وعندما جاء الوزير خالد العنانى وضع لبنات كثيرة فى هذا السياق للبدء فى المشروع.. وأنا شخصيًا حضرت عشاء عمل فى المتحف القبطى، حضرته وفود أوروبية رفيعة المستوى، وحضره سفراء الاتحاد الأوربى، وأحسست أننا على بعد شهر من تنفيذ العائلة المقدسة'> رحلة العائلة المقدسة!.
 
ومضت الأيام وجاء وزير السياحة الجديد أحمد عيسى ليذكرنا من جديد بأهمية العائلة المقدسة'> رحلة العائلة المقدسة لجذب السياحة الدينية العالمية، ومدى فائدتها للاقتصاد القومى، بما تقدمه من عملات صعبة تضخ فى شرايين الاقتصاد، وتعوضنا عما صرفناه على قطاع السياحة فى السنوات الماضية.. وكانت الفكرة أن يكون وزير السياحة اقتصاديًا ليحول الأفكار إلى عائد!
 
المهم أننى قرأت أمس خبرًا عن ترميم شجرة مريم كنقطة من نقاط مسار العائلة المقدسة، وحضر الاحتفال وزيرا السياحة والآثار والتنمية المحلية ومحافظ القاهرة.. وكنت مهتمًا بأن الترميم تم لنبدأ الرحلة المقدسة، وقرأت تصريحات عن الوحدة الوطنية المصرية، حيث ساهم فى ترميم الشجرة رجال أعمال مسلمون والجمعية الشرعية وتم تجهيزها لتعبر عن وحدة المصريين، وتجميل المنطقة.. وهذه نقطة إيجابية بلا شك!.
 
السؤال: كم وزارة وكم حكومة نحتاج لتسيير العائلة المقدسة'> رحلة العائلة المقدسة؟.. وإذا قلنا إن كل حكومة تحتاج خمس سنوات، فهل نحتاج إلى خمسين عامًا من الآن؟.. أى عشر حكومات وعشرة وزراء سياحة.. ولماذا يضيع كل هذا الوقت؟.. هل لابد أن يكون المسار كله كاملًا، أم ممكن الاستفادة من النقاط الموجودة للبدء فى ترويج المسار سياحيًا؟.. هل الوفود المهتمة بالمسار يمكن أن تقبل بما تم إنجازه، أم أنها تريد المسار بالكامل؟!
 
هذا المسار يمكن أن يدر عملات صعبة بملايين الدولارات، فى الرحلة الواحدة.. فلماذا التأخير وقد كان سفراء الاتحاد الأوروبى أكثر حرصًا ووفد الكنائس على إجراء رحلة الحج التى تشبه الحج إلى الأراضى السعودية عند المسلمين.. أتساءل ما الذى يؤخرها؟.. ولماذا؟
 
متى نأخذ أمر هذه الرحلة بكل جدية؟.. متى نعتبرها رحلة سنوية لكل مسيحيى أوروبا؟.. صحيح أن وزير السياحة والآثار يؤكد اهتمام الدولة المصرية بإحياء مسار العائلة المقدسة، وتنفيذ أعمال التطوير الشامل للمسار بجميع المحافظات، وصحيح أن الدولة وفرت جميع ما طلب منها لقطاع السياحة من تمويل، يبقى أن يتم تنفيذ الرحلة لتعود بالخير على قطاع السياحة.. خاصة أنها رحلة سياحية وروحانية فريدة، لا تتاح للمسيحيين فى أى مكان آخر فى العالم!.
 
ويعتبر هذا المشروع من أهم المشروعات التراثية والحضارية ويقوم المجلس الأعلى للآثار بترميم المواقع الأثرية الواقعة على هذا المسار، بالإضافة إلى قيام الوزارة بتطوير الخدمات السياحية حول هذه المناطق ورفع كفاءة الطرق المؤدية لها بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية وجهاز التنسيق الحضارى لتأهيل كافة نقاط العائلة المقدسة'> رحلة العائلة المقدسة وتكوين بنية تحتية، وإنشاء طرق جديدة لتمهيد دخول السيارات والأتوبيسات السياحية، وتوفير كافة الخدمات السياحية اللازمة!
 
وأخيرًا، كم من الوقت نحتاج لتنفيذ هذا المسار؟.. هل نحتاج إلى حكومات عديدة واستثمارات جديدة؟.. والأهم، متى نرى عائدًا لما تم إنفاقه على قطاع الآثار، وهو بالمليارات؟.. مهم أن نصرف ولكن مهم أيضًا أن يكون هناك عائد!.
نقلا عن المصري اليوم