يهيم على وجهه في شوارع مركز أبو تشت، شمالي محافظة قنا، بلا مأوى أو رعاية أو علاج، يلبس ملابس متهالكة، تعكر لونها بلون تراب الرصيف، البعض يقدم له العطف والإحسان، والبعض الآخر يتجرد من مشاعره الإنسانية ويتصرف معه بقسوة متناهية غير مبالٍ بحالته النفسية والعقلية.

 
سطور تختصر قصة معلم بإدارة أبو تشت التعليمية بعد إصابته بأزمة نفسية مفاجئة جعلته يفترش الشارع، ويرفض العودة لأسرته بمحافظة البحيرة.
 
البداية كانت بتداول مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عددا من الصور لمعلم يدعى عمرو محمد عباس، مدرس بمدرسة أبو تشت الثانوية الصناعية، يرتدي ملابس بالية ويفترش الشارع بعد أن تدهورت حالته النفسية، رافضا العودة إلى أسرته بمحافظة البحيرة.
 
وقال محمد عبدالباري، أحد أهالي أبو تشت لـ القاهرة 24، إن قصة المعلم عمرو محمد، بدأت مع قدومه من محافظة البحيرة للعمل مدرسا بمدرسة أبو تشت الثانوية الصناعية، وعًرف عنه التعامل الراقي والاحترام لينال تقدير جميع زملائه وطلابه، قبل أن يتعرض في عام 2019 بصدمة نفسية جعلته يترك المدرسة ويفترش شوارع المدينة.
 
وأضاف أن المدرس تحول إلى شخص مشرد في الشوارع ويرتدي ملابس بالية لا يتحدث مع أحد، ودائم السرحان، مشيرا إلى أن أحد أهالي أبو تشت تواصل مع والده في وقت سابق والذي حضر إلى محافظة قنا والعودة بنجله إلى محافظة البحيرة قبل أن يعود مجددا  إلى مدينة أبو تشت.
 
وأشار إلى أنه بعد عودته للمدرسة مرة أخرى وافتراشه الشارع، وفر أهالي أبو تشت للمعلم المريض شقة سكنية، إلا أنه أشعل بها النيران وتركها وعاد للشارع، فوفروا له شقة أخرى إلى أنه تركها أيضا ورجع يفترش الطرقات.
 
وفي سياق متصل، تواصل القاهرة 24 مع حسن عثمان، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بقنا، والذي أكد أنه من خلال مسئول التربية والتعليم والتنسيق مع الصحة للعلاج النفسي سيتم نقل المعلم إلى مستشفى أسوان للعلاج النفسي لتلقي العلاج.