محمد أمين
خلاصة الحوار الذى أجراه الزميل على الكشوطى، فى «اليوم السابع»، مع الفنان هانى شاكر، أمير الغناء العربى، هى بكل بساطة «ابحثوا لكم عن نقيب» وكفاية!.. وقال بوضوح: «نقابة الموسيقيين صفحة واتقفلت.. ماقدرش أتحمل كل هذا التجاوز فى تاريخى واسمى».. وكلامه فى مجمله صحيح.. فمعركته مع الغناء الهابط لم تُسفر عن نتيجة إيجابية، وحين تقدم باستقالته لم تُقبل لأنه لا يوجد بديل!

وأتخيل أن الأيام القادمة قد تُسفر عن مرشح من تيار الأغنية الشعبية الهابطة، وقد يفوز شاكوش نفسه أو حمو بيكا بمقعد النقيب، وساعتها لا تغلق صفحة النقابة فحسب، ولكن تغلق النقابة نفسها.. فمقعد النقيب الذى جلست عليه أم كلثوم لا يصح أن يقعد عليه شاكوش!

هذا كلام قد يحدث وقد لا يحدث، فالمشكلة فى خيالى الذى يُحلق فى سماوات بعيدة.. وأرجو أن أكون مخطئًا، وأرجو ألا يأتى هذا اليوم، وإن كان غير مستبعد، فجمهور الزمن الجميل يتراجع، ومطربو الزمن الجميل يتراجعون، بينما يزيد مطربو الفريق الآخر، وحين يصبحون أكثرية من الممكن أن تكون النقابة لهم فى فترة زمنية بسيطة، خلال عدة سنوات!

لم أكن مع هانى شاكر حين تقدم باستقالته فى أزمة شاكوش وبيكا وغيرهما، فقد كان عليه واجب وطنى لحماية الموسيقى والغناء، وكان لابد أن يستكمل فترته مهما تكلف، ومهما كانت صعوبة المهمة والتيار الذى يقاومه، ومازلت أتمنى أن يترشح فى الدورة القادمة، ليعطى الفرصة لأجيال جديدة أن تظهر وتحمى الغناء الجميل من الانقلاب عليه!

ولكن كما يبدو فإن أمير الغناء العربى قد شعر باليأس والإحباط، وأن العمل النقابى له ناسه.. ومع احترامى لكل الناس لكن النقابات لا تُفرز الأفضل بقدر ما تُفرز أصحاب القدرة على التربيطات أكثر من أهل الصنعة والمهنة والقيمة!

وأظن أن هانى شاكر تحدث عن عصر الأغنيات الرومانسية، التى يحبها الجمهور، خاصة أنه تربى فى مدرسة الرومانسية الكلاسيكية منذ عبدالحليم وأغنياته الرائعة وغيره الكثير من نجوم الجيل الذهبى، وكأنه يريد أن يقول: أين هذا العصر؟.. وأين نجوم الغناء من هذه النوعية؟!

وشرح الفنان الكبير أسباب استقالته من نقابة الموسيقيين، فقال: رغم أن مقعد نقيب الموسيقيين منصب عظيم، جلست عليه أم كلثوم وكبار الشخصيات، إلا أنه أخذ من وقته ومجهوده وفنه وأعصابه، مضيفًا أنه مسؤولية كبيرة، وكانت تبعات المنصب بمثابة ضغط يومى، بسبب حل المشاكل والمسؤوليات التى كانت تُلقى على عاتقه، موضحًا أنه عندما ترك النقابة شعر بأنه تخلص من كل هذه الضغوطات والمسؤوليات وأصبح متفرغًا لحياته وعمله!

المهم أن النقيب لم يشعر بدعم الإعلام له فى معركته، وقال إن الإعلام كان يتهاون فى حقه، حسب قوله، وكان البعض يتحدث عنه بأسلوب غير لائق، وهو ما أغضب هانى شاكر وشعر بأنه وحيد فى الميدان، فقرر الاستقالة!

مفتاح شخصية الفنان هانى شاكر هو الرومانسية، وأعتقد أنه كان عاطفيًا، فلما انتظر دعم الأصدقاء ولم يجده غضب لدرجة تقديم استقالته.. وختامًا فإن هانى شاكر يعد الأيام الباقية له فى مقعد النقيب ليشعر بالحرية، ولكنه من الممكن أن يبقى فترة أخرى لو نجحت الصحافة الفنية فى تقديم الدعم له، سيقبل ويمنح الفن الجميل فرصة أخيرة!.
نقلا عن المصرى اليوم