حرصًا منهن على الحفاظ على صحة الجنين، تحاول النساء الحوامل التعامل بحرص مع الأطعمة التي تتناولنها والأنظمة الغذائية المتبعة خلال فترة الحمل، وفيما تقتصر أغلب الدراسات على إظهار فوائد اتباع نظام غذائي صحي على الأجنة، طرحت دراسة سؤال: هل تؤثر هذه الأطعمة على حالة الجنين وما إذا كان يشعر بالحزن أم الفرح عند تناول الأم لها؟.

ففي دراسة أُجريت على حوالي 100 امرأة حامل وأجنتهن في إنجلترا ونُشرت في مجلة «Psychological Science» الأمريكية، شعر الأجنة بالعبس بعد أن تناولن الأمهات اللفت، وما أن أكلن نفس الأمهات الجزر حتى تحول شعور الأجنة إلى ابتسامة، وذلك وفقًا لما ذكره موقع «NBC News».

وتقدم هذه الدراسة نظرة نادرة على كيفية استجابة الأجنة للنكهات، إذ أعطى الباحثون النساء المشاركات كبسولات تحتوي على «بودرة» لكل من الجزر واللفت، وتناولت 35% من السيدات المشاركات في الدراسة الجزر، و34 منهن تناولن اللفت، فيما لم تتناول المتبقيات أي منهما، وبعد مرور عشرين دقيقة، أظهرت الموجات فوق الصوتية أن معظم الأجنة الذي تناول أمهاتهم اللفت بدت كئيبة، في حين أن الأمهات اللاتي تناولن الجزر بدت أجنتهن ضاحكة.

تقول ناديا ريسلاند المؤلفة المشاركة في الدراسة ورئيس مختبر أبحاث الجنين وحديثي الولادة في جامعة دورهام: «إن صور الموجات فوق الصوتية تشير إلى ردود فعل مشابهة لتلك التي يقوم بها الأطفال أو البالغين عندما يتذوقون شيئًا مرًا، ولكن من غير المعروف ما إذا كانت الأجنة لديها بالفعل مشاعر أو من الممكن أن تكره بعض الأشياء بنفس الطريقة التي يقوم بها البالغين أو الأطفال»، مضيفة أن علامات العبس التي ظهرت على وجوه الأجنة من الممكن أن تكون مجرد حركات عضلية تتفاعل مع النكهات المرة.

وأضافت: اعتقد أن الدراسة يمكن أن تحسن فهمنا لكيفية تأثير تعرض الأجنة للنكهات وهم داخل الرحم، على عادات الأكل التي سيتبعها هذا الشخص عندما يكبر، موضحة أنه على سبيل المثال إذا كان الجنين يتذوق اللفت بشكل متكرر في الرحم، فقد يكون هذا الطفل أكثر عرضة لتحمل أو حتى الاستمتاع بنكهته بمجرد أن يبدأ في تناول الطعام الصلب، متابعة: أن العلماء وجدوا بالفعل أن التعرض لأنواع مختلفة من الأطعمة في الأشهر القليلة الأولى من الحياة يمكن أن يساعد في الاستعداد أو قبول الأطعمة في وقت لاحق من الطفولة.

واسطردت: أن النظام الغذائي أثناء الحمل مهم ومؤثر على صحة الجنين ليس فقط أثناء نموه داخل الرحم ولكن أيضًا على مستقبله عندما يصبح طفل، لافتة إلى أن الأمهات اللواتي يتمتعن بأنظمة غذائية صحية أثناء الحمل قد يجدن أيضًا أن أطفالهن أقل إزعاجًا في تناول الطعام.

من جانبه، حذر الدكتور دانيال روبنسون، أستاذ طب حديثي الولادة في كلية فاينبرج للطب بجامعة نورث وسترن، والذي لم يشارك في إعداد الدراسة، من أنه يجب عدم تفسير صور الموجات فوق الصوتية على أنها تظهر سعادة الأجنة أو نفورهم.

وأشار روبنسون إلى أن هناك نظرية تقول أن الأطفال حديثي الولادة والرضع يفضلون النكهات الحلوة، وهناك محاولات لتطوير كل ما يتعلق بهذا الأمر.