ابرام راجى
اروى لكم اليوم حكاية من  القرن ال ١٥ حيث كان البابا يوأنس الحادى عشر  بطريركا للاقباط وكان مشهوراً  بالفضيلة والعلم لكن فى أيامه جرت شدائد كثيرة على الاقباط فمنهم من قتل ومن حرق ومن صلب

يقول المؤرخ المسلم الشيخ السخاوى فى كتابة التبر المسبوك في ذيل السلوك المطبوع بمطبعة بولاق في سنة ١٨٩٦م ...

إن القاضي الشافعي الشهير بالنعماني كان نقمة على المسيحيين فيما يُجدِّدونه من كنائسهم بل كان هو القائم على هدم كنيسة المسيحيين بقصر الشمع كما أنه نكَّل بالمسيحيين حتى أسلَمَ على يديه ثمانون. ولم تُبنَ في قصر الشمع ولا في أماكن أخرى كنيس لليهود ولا كنيسة للمسيحيين إلاَّ وقد نالها من هذا النعماني إما الهدم أو بعض الهدم او إزالة منبر أو إزالة حجاب

وايضا فى تلك الايام السوداء أصدرت الدولة عدة مراسيم للمسيحيين واليهود بأحكام جائرة منها منع اليهود والمسيحيين من تطبيب (علاج) المسلمين وعلى الرغم من ذلك فقد امتنع المسلمون العاقلون من العمل بة وذكر المؤرخ السخاوى فى تاريخة  بأسى قولة  ليته لم يدم هذا المنع فقد ائتمن الناس المسيحيين على أبدانهم وأموالهم وأعدائهم ولا قوة إلاَّ بالله

وقد أستمر البابا يوأنس يقوم بخدمة شعبه ويقويهم ويشجعهم  الى ان تنيح بسلام بعد ان جلس على الكرسى الباباوى نحو ٢٥سنة افخرها تعب وبلية..

ولم يكد ينتهى فصل من القهر والاضطهاد ليبداء فصل جديد من الزل والقسوه فكانت حياة الاقباط مجرد فصول من كتاب الجراح ومأسى الحياة.. فطوبى لاجدادنا الذين صبروا وتحملوا ليوصلوا لنا الايمان
صفحة تاريخ الاقباط المنسى
ابرام راجى
المصادر : كتاب السخاوى صفحة  ٣٧،٣٦ و ٢١٥

كتاب سلسلة تاريخ البابوات بطاركة الكرسي الإسكندري  لمؤلِّفه كامل صالح نخلة، الحلقة الرابعة، ١٩٥٤، مطبعة دير السيدة العذراء