Oliver كتبها
- أيها البرئ من كل عيب.البار وحده بلا خطية.أود أن أعيش معك يوماً لا ينتهي من أيام آدم و حواء الفردوسية.تصير لى براءة طفلة لم تعرف شراً و لم تفعل شراً و لم تفهم شراً.
 
- حين وقفت علي الجبل تخاطبني ذكرت التطويب لأنقياء القلب.كنت جالساً تحت السفح يأخذني صوتك للقمة و أصابعى تداعب الرمل.كانت عظتك مشبعة و كان جوعي يأخذني منها.كان الصمت يسود الكل و لم أكن أسمع سوي صوتك المريح و صوتي الذى يؤرق داخلى.القلب مشغولٌ بأمور كثيرة مثلما مرثا.قلت لي و لها أن الحاجة إلي واحد .لأن أنقياء القلب هم المشغولون بالواحد.النقاوة فى القلب تسكن إذا خرجت الأشياء الكثيرة منه و بقي المسيح البار النقي في القلب فيجعل القلب نقياً و الفكر باراً و النوايا بريئة.فلتخرج من قلبي الأشياء الكثيرة,ليست الشريرة وحدها بل تلك الأخري التي تجعلني مشغولاً بلا نقاء .هذا هو بالنعمة ما يفعله الإبن و يفعله الروح القدس أيضاً.
 
- الروح القدس هو روح النقاوة و البر.لما يكمل الروح القدس معنا طريق التوبة يبدأ معنا طريق النقاوة.فنقاوة القلب ليست بداية بل نتيجة للإنقياد بالروح القدس.فطوبي لمن يسكن الروح القدس قلبه و يعلن لداخل الإنسان حياة القداسة وأيضاً طوبي لمن يستجيب و يعمل.
 
-الصراعات هي الخصم الأول الذي يحرم الناس من البراءة و من نقاوة القلب.فلا نكن طرفاً في صراع.صالحوا المتنازعين فبهذا نبني جسراً لنقاوة القلب لنا و لهم.ليس نازعاً للنقاوة مثل السقوط في الإدانة.هذه هي الخطية التي تحرم القلب من طيبة المسيح و نقاءه.
 
- كثرة الكلام تبدد النقاوة لأنها تعطل الفكر عن محبة الله و عن الصلاة الدائمة.المجادلات الغبية تطرد الحكمة من القلب.لهذا و من أجل إقتناء النقاوة أوصانا الروح أن نجتبها.إليك يا رب أشكو نفسي لأني كلمت الناس أكثر منك رغم حاجتي إليك أكثر منهم.أدخل فكري في صمتي فيتحول صمتي إلي صلاة إليك.إملأ قلبي بعمق آياتك ليكن للنقاوة راحة فى داخلي.
 
-كلمة الإنجيل تغسل بالنقاوة كل ما هو ردئ لهذا قال الرب يسوع أنتم أنقياء من أجل الكلام الذى كلمتكم به. التأمل في كلمة الله تكسو الفكر بقداسة سماوية و كثرة السكون تطرد من القلب الأفكار التافهة.التأمل في الإلهيات تشغل القلب بالأفكار السماوية.طرد المشاغل من القلب لا يكون إلا بإحلال المحبة الإلهية والغفران للجميع و الصلاة النارية الملتهبة بدموع لأن هذه هي عتبة الكمال.
 
-براءة الأطفال طبيعية تضيع مع الزمن لكن براءة الكبار فضيلة تبدأ بالتنازل عن ذواتهم و تثبت بمرور الزمن.العين النقية لها الرؤية الصائبة فتعرف ماذا تترك و ماذا تطلب.الفكر النقي يتشبث بملكوت الله في الضيقات.القلب النقي يحتضن كل الخليقة و بالحب يغلب.
 
-التوبة تمتعنا بالبراءة من الخطية بخلاصنا بالمسيح علي الصليب.أما الروح القدس فيدخل بنا من البراءة من الخطية إلى أعماق التبرير فيكون في هذا العمق كل الكلمات جميلة و كل الافكار بناءة و كل النيات متعلقة بملكوت الله.تزول الشهوات بالتبرير و تحلو كل الروحيات.حين يبدأ تبرير الروح القدس في ظهوره في قلب إنسان تصبح كلماته ملهبة في خدمته و صلواته سهمية نحو العرش الإلهي و ثقته فى كل قدرة الثالوث من غير فحص.التبرير هو رحلة إلي النورانية و هو عمل الروح القدس في القلب النقي وحده.
 
-أيها الآب الصالح بصلاحك أعد تشكيلي.بإبنك القدوس إغسلني ففي دمه وحده سر النقاوة.بروحك القدوس أسكنني فتنطرد الأمور غير اللائقة و تبقي أنت كأنما في عرشك و كأنني سماءك.لأنني إلي النقاوة أشتاق و إلي تبريرك يحن قلبي فما حياتي هنا إلا لأكون لك و تكون لي .إبدأ ملكوتك معي الآن داخلي.ففي ملكوتك كل النقاوة.أرجع لي طبيعة ما قبل السقوط و هيأني لطبيعة ما فوق الموت.إملأ عيني بشخصك فيصير جسدي كشخصك.لأنك لم تعد الملائكة بالجلوس في عرشك بل وعدت الغالبين وحدهم معك فإغلب معي الآن لكي أغلب معك فيما بعد.لأسلك في مسيرة النورانيين لأن هذا هو طريق الأبدية وحده.هناك نري و تنفتح الأعين علي بحر الزجاج النقي فنكسب فوق النقاوة كمال النقاوة و مع التبرير كل تبررات القديسين .الذين بالنقاوة ملكوا فيك إجعلهم يشفعون فينا لنصاحب الأنقياء فنشابههم لأنك أنت لنا يا قدوس الضعفاء و قدوس الأنقياء.