Oliver كتبها
لا يوجد على الأرض من لا يخطئ.كلنا خطاة من أخمص القدم إلى هامة الرأس.نخطئ فى أفكارنا و نوايانا و أقوالنا و أعمالنا.نعترف بهذا كله قدام الله طالبين مغفرة كل أنواع الخطايا واثقين فى غني محبته و وفرة مراحمه.هذا نحن كلنا كى لا ننسى.

القديس العظيم بطرس لرسول كان له رأى خاطئ عن ضرورة إختتان المسيحي فهل يجرؤ أحد أن يقول أنه هرطق؟ كلا.هو القديس العظيم معلم المسكونة.المتضع الذى تراجع عن خطأه حين ناقشه بولس الرسول  و إتفق الآباء الرسل مع بولس فى رأيه..

فى التعليم كما فى كل شيء توجد  السهوات الصغيرة كما توجد الأخطاءالكبيرة.خصوصا بعدما صار التعليم مسجلاً صوت و صورة.كأن كل واعظ يكتب صك إدانته بنفسه.يصنع دليلا يصعب محوه من ذاكرة الناس.قد تكون الأخطاء غير ظاهرة مثل خلط الفلسفة بالإنجيل أو خلط علم النفس بالإرشاد الروحى أو تركيب مقاطع من الكتاب المقدس على أحداث سياسية متغيرة أو إختيار موضوع غير مناسب للموقف.أو خلط الذات بأقوال الرب يسوع أو مزج لغة العالم بلغة الإنجيل و فى كل هذا لا ثمر.

-الأخطاء الكبيرة هى تفاسير خاطئة أو إقتباسات فى غير محلها أو الإستشهاد بآيات لا صلة لها بالموضوع.خطورة هذه الأخطاء أنها تبلبل الأفكار.تربك البسطاء و تحير من ليس فيهم فكر الإنجيل راسخاً.الأخطاء الكبيرة قد تكون مرتبطة بالخدمة أو الرعاية أو الليتورجيا فيضيف أحدهم شيئا من نفسه أو يحذف .أو طريقة تقديم كلمة البشارة المقدسة و تفسيرها. لكن كل هذا يظل فى دائرة الأخطاء لأن للهرطقات معنى آخر.

-الهرطقة هى إشاعة تعليم ضد إيمان الكنيسة الإنجيلى.يمس العقيدة فى لاهوت الأقانيم و فى الثالوث القدوس أو الأسرار المقدسة أو ملكوت السماوات و حياة الدهر الآتى.و للهرطقة شروط لو توفرت نسميها هرطقة.أولها يجب أن تكون علنية واضحة و لا تأتى بتفتيش النوايا بل هى ظاهرة  يصر عليها صاحبها و يكررها و ليست زلة لسان.يدافع عنها و يرفض تصحيح أفكاره بشأنها قد ينشرها و يطبعها و يروج لها .مع ملاحظة أن الهراطقة فى كل الأجيال متكبرين تحركهم ذات متضخمة.فضحهم  كبرياؤهم فأصروا على هرطقاتهم و صارت هرطقاتهم تحذيرا لمن يقلدهم.

-الأخطاء تحتاج إلى تصحيح  و إرشاد بدون محاكمة و لا تضخيم و لا تربص.كما يقال (أمح الذنب بالتعليم).التمادى فى الأخطاء و الإصرار عليها يحولها إلى هرطقات.أما الهرطقة فهى الهم الأكبر.تحتاج ردع أولا ثم محاكمة ثم إعلان حرمان من سلطة كنسية عليا.و إن كان المهرطق يحمل كهنوتاً يُقطع منه.الهرطقة لفظ لا يترك لعوام الناس بل هو حكم كنسى رفيع المستوى بعد مناقشات محايدة بالإنجيل و الآباء.فليس لكل أحد أن يسمى غيره مهرطق لأن هذه فوضى لا تبنى الكنيسة.

-ليس كل خطأ هرطقة لكن كل هرطقة خطأ إيمانى جسيم.لذلك لا ننسب لفظ  مهرطق على من يخطئ فى تفسير غير لاهوتى أو يستدل بما ليس هو متأكد من صحته.لا نبرئ أخطاء التعليم بل يرد عليها و يفندها و يصححها من هو كفوءاً لذلك.لكن ليس كل من يخطئ فى التعليم مهرطق.لننتبه للفرق بين الخطأ و الهرطقة .القادر أن  يميز الخطأ عن الهرطقة لابد أن يكون مؤهلاً لذلك دارساً متضعا عالماً.

-الخطأ فى التعليم ظاهر كثيراً لكن ماذا نقول عن الخطأ فى الخدمة و الرعاية و ممارسة الإرشاد و كلها مؤثرة لكنها غير ظاهرة .مشكلة هذا االجيل هو التعليم الإعلامي.لا أدرى سر حرص كنائس كثيرة على بث إجتماعاتها على الهواء .حتى خدمة مدارس الأحد  و خدمة إخوة الرب عند البعض صارت أونلاين؟ لذلك تتضخم الذات و يظن من يقف خلف المايك أنه معلم الأجيال.فيأتى الكسر سريعا.ًأرجو أن ننتبه لهذا كله فالعمل الروحى الأصيل ليس دعائياً بل يتم أصلاً فى المخدع و ما يظهر هو ثمار الخدمة و ليس الخدمة ذاتها.

- ختاماً. لا ندافع عن أخطاء التعليم لكن نضعها فى حجمها.إعلم أن التعليم ليس أهم عمل للكاهن بل تسبقه الأبوة الروحية و خدمة خلاص النفوس التى لأجلها يعمل الكهنوت.ليس كل من يعلم هو معلم.خذ وقتك من التلمذة حتى آخر العمر.إسأل كثيرا قبل أن تتصدى للتعليم.إحترس و دقق و إختصر الكلام لأننا فى أشياء كثيرة نعثر جميعنا.