كتبها Oliver
مخلصنا الصالح رأي ان حبة الخردل رغم صغرها المتناهي تشبه ملكوت السموات رغم عظمته اللا متناهية.فإذا قد صار لأصغر البذور هذه العظمة فكيف نفقد رجاءنا في ملكوت السموات.حتي لو إنكمشت قيمتنا إلي حجم حبة الخردل فالملكوت يبقي ممكناً بالمسيح يسوع.بإيمان قدر حبة الخردل تنتقل جبال الخطايا من فوق أكتافنا و تنطرح في بحر مراحم الله العميقة..من علي حبة الخردل الصغيرة تتهاوى الأحمال.ينقذها إتضاعها و كما تطرح أصغر البذور شجرة شاهقة فالإيمان البسيط يجلب مغفرة غير محدودة.أليست الحياة مثل حبة خردل كلها ضئيلة للغاية لا قيمة لها إن لم تصبح كاملة في الملكوت.

حبة الخردل أخذها إنسان و زرعها في حقله - في قلبه - أولاً فيكون ملكوت الله داخله.وقتها يتأهل لدعوة الآخرين فيأتون و يستظلون و قد صارت الحبة المتناهية الصغر شجرة عظيمة و يتشاركون محبة الملكوت.أما الذين بدأوا الخدمة و هم بعد بذرة فلا هم أتوا بآخرين و لا الآخرون وجدا عندهم راحة حيث لا شجرة و لا ظل.و الشمس لوحت هؤلاء و أولئك.كيف تصير البذرة شجرة عظيمة ؟كيف يصير الصغار أبناء الملكوت؟ هذا سر حبة الخردل.

حبة الخردل تكاد تكون بلا وزن.لو حملها أحدهم بين يديه تتوه بين أصابعه و بالكاد يراها.هكذا يتوه الشيطان في حبة الخردل أي مع المتضعين. تنزلق النفس كحبة الخردل من بين أصابع تدابيره الشريرة و تذهب في حرية مجد أولاد الله.

حبة الخردل هي المسيحي الحقيقي الذي لا يمثل عبئاً علي الآخرين ولا علي الكنيسة.رهيف الوزن علي الأرض لأنه لم يتعب نفسه بمشتهيات و مطالب.

حبة الخردل مستديرة كالدنيا.و رغم صغرها لكنك تحتار في أن تجد لها رأساً,فالرأس مختف فيها الذي هو المسيح.الذي جعلها دائرة بدأت بدايتها معه في فكره الأزلي و ستبقي أيضاً معه في ملكوته الأبدي.هكذا أودع الله أسراراً هائلة في دائرة صغيرة هي حبة الخردل.

يا يسوع إلهنا رب كل حبة خردل .كن فينا رأساً.لأنه بسكناك يسكننا الملكوت فأنت الملكوت ذاته.فلتكن فينا قوة إيمان حبة خردل.فنطرح أمامك أحمالنا و نتحرر.

علمنا أن من يقبل البذرة يقبل الشجرة و من يقبل الإتضاع ينال المجد.