قصّة للأطفال : زهير دعيم
في حَديقةٍ غَنّاءْ
مزروعةٌ بالورد
مغمورةٌ بالماء
اجتمع ثلاثةُ قططٍ
 وأخذوا في المَواء

    فقال الأوّل مُتباهيًّا :
مَوْ   مَوْ  مَوْ
أنا القِطّ المرقّطْ
جِلدي ناعم ومنقَّطْ
أبيض ، وردي وعِنّابي
فَرحة أهلي وأحبابي
  فصفّق له القطّان بحرارةٍ .

ثمّ قال القِطُّ الثّاني :
مًوْ مَوْ مَوْ
أنا القطقوط المسرور
لوني أبيض مثل النُّور
 صوتي حُلو وجَميل
 وعِطري مِنْ فُلّ وخَميل
 واووو   واووو  قال القِطّان الأخريان.

ابتسمت القِطّةُ الثالثة وقالت :
  مَوْ مَوْ مَوْ
أنا القِطّة الحنوني
لوْني بلون الليموني
نِغشة ألله يحميني
كلّ أيامي وسنيني
فصفّق لها القطّان بِحرارة .

  وفجأة خرج من بين الأزهار والورود قطٌّ شديد السّواد ، فابتسم وألقى التحيّة وابتدأَ يموءُ قائلًا :
  مَوْ  مَوْ  مَوْ
 أنا قطّ بلونِ الليل
مِن راسي لَحتّى الذّيل...

فماءت القطّة  ليمونة   مُقاطعةً وقالت :
لا نريدكَ بيننا.. لا نُريدكَ.
كثيرًا ما قلنا لكّ أنّنا لا نُحبكَ.
ألا تفهم ؟!  لونك الأسود يخيف صغارنا ويُزعجنا.
  فقالت  القطط بصوت واحدٍ :
لا نُريدك ... لا نُحبّك .. ابتعد عنّا.

فنزلت دمعةٌ من عينيْ القطّ الأسود وقال :
 أعرف أنّكم لا تُحبّونني .. أعرف... ولكنني جئتُ لكي أخبر أختي القطة ليمونة أنّ صغيرَها " قُطْقُط " عندنا في البيت فلا تقلق ، فقد وجدناه في حفرةٍ عميقةٍ يصرخُ ويتوجّع ، فأخرجته وضمّدتُ جُرحه واطعمته  وتركته يلعب ويلهو مع صِغاري ..
 وأدار القطّ الأسود وجهه ومشى حزينًا.