جمال كامل
تحتفل، محافظة الوادي الجديد، اليوم، بعيدها القومي والذي يوافق 3 أكتوبر من كل عام، وهو اليوم الذي يمثل نقطة فارقة في تاريخ تنمية وتطوير المحافظة وتحولها لأكبر قطاع تنموي مع تعاقب السنوات.
 
وتعد محافظة الوادي الجديد أكبر محافظات مصر من حيث المساحة، وهي المحافظة التي تضم ثلاث واحات من بين الخمس واحات الرئيسية الموجودة في مصر، وهذه الواحات الثلاث هي (الخارجة، الداخلة، الفرافرة)، وتتميز المحافظة بالعديد من المقومات السياحية الرائعة حيث جمال الطبيعة والهدوء والجو الدافئ النقي، والمنتجات السياحية والأثرية المتميزة والمتنوعة. 
 
المقومات السياحية بالمحافظة:
من أبرز المنتجات السياحية بالمحافظة هي السياحة الثقافية، والسياحة البيئية، وسياحة السفاري، والسياحة الرياضية، والسياحة الترفيهية، والسياحة الاستشفائية والعلاجية حيث تتميز بكثرة العيون المعدنية الساخنة والرمال الغنية بالأملاح والمعادن، بالإضافة إلى الزيوت النباتية والأعشاب التي تستخدم في الاستشفاء من بعض الأمراض دون استخدام الأدوية والكيماويات.
 
-  الطاقة الفندقية بالمحافظة: يوجد بالمحافظة 17 منشأة فندقية بطاقة استيعابية ٥٨٥ غرفة فندقية.
 
يوجد بالمحافظة ثلاثة مطارات هم مطارات الخارجة والداخلة وشرق العوينات، بالإضافة إلى أسطول نقل بري لنقل الركاب لجميع المحافظات.
 
وفي إطار جهود وزارة السياحة والآثار لدعم منتج السياحة الثقافية وتنشيط حركة السياحة الخارجية والداخلية في صعيد مصر، خلال فصل الصيف، تم منح تخفيض بنسبة 50% على أسعار تذاكر الدخول الكاملة للمصريين والأجانب بجميع المواقع الأثرية والمتاحف المفتوحة للزيارة والتابعة للمجلس الأعلى للآثار بجميع محافظات الصعيد ومن بينهم محافظة الوادي الجديد، وذلك خلال أشهر يونيو، يوليو، وأغسطس من كل عام.
 
كما شاركت الوزارة بالتعاون مع عدد من الوزارات والجهات المعنية في تنظيم زيارات للمشاركين في برنامج " أمل مصر لأبناء المحافظات الحدودية" من ست محافظات من بينهم محافظة الوادي الجديد، لمختلف المتاحف والمواقع الأثرية المصرية.
 
المقومات الأثرية بالمحافظة:
تحتوي المحافظة على مدينة القصر وجبانة البجوات والمسجلتين على القائمة التمهيدية لمنظمة الايسيسكو.
 
أهمية واحات الوادي الجديد
تمثل واحات الوادي الجديد أهمية خاصة بالنسبة لمصر القديمة والحديثة، فمنذ أقدم العصور كانت هذه الواحات تعتبر بمثابة البوابة الرئيسية لحدود مصر الغربية والجنوبية، فالواحة الخارجة كانت تقع على درب الأربعين، وهو الطريق البري التجاري الذي كان يربط بين مصر والدول الواقعة إلى الجنوب منها. 
 
ومنذ عصور ما قبل التاريخ استوطن الإنسان المصري القديم أكثر من موقع في الواحات، وخصوصًاً في الفرافرة التي عثر فيها مؤخرًاً على أكثر من موقع لإنسان هذه العصور.
 
واحة الخارجة وهي عاصمة محافظة الوادي الجديد
شهد شهر يونيو الماضي إعلان مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد أول مدينة صديقة للبيئة في مصر حيث تعتبر هذه المدينة نموذجاً مثالياً للسياحة البيئية حيث تتمتع بمقومات طبيعية خلابة مثل الكثبان الرملية والهدوء والاسترخاء، بالإضافة إلى الفنادق والمنشآت السياحية المبنية بمواد بناء مميزة، كما تتبنى المدينة مشروع الأسر المنتجة لزراعة الأسطح.
 
كانت هذه الواحة تُعرف قديماً بالواحة العظمي حيث كانت تشغل منخفضاً كبيراً في الصحراء وتتميز المدينة بالعديد من المقومات السياحية والأثرية من مختلف العصور منها ستة مواقع مفتوحة للزيارة ومتحف وهي: معبد هيبس، ومعبد الغويطة، ومعبد قصر الزيان، معبد دوش، جبانة البجوات وهي واحدة من أقدم الجبانات المسيحية في مصر بل في العالم، ومتحف الوادي الجديد.
 
متحف آثار الوادي الجديد
يضم المتحف عدداً من القطع الأثرية المتميزة والتي تُلقي الضوء على حكام الواحات قديمًا، من أبرزها تمثال لحاكم الواحات إيمابيبي وزوجته جالسان على كرسي يضع كلا منهما يده على كتف الأخر، وعدد من الأواني الخاصة بالاحتفال بالعيد الثلاثيني للملك بيبي الأول، ومسند الرأس الخاص بحاكم الواحات خنت كا.  
 
ويضم عدداً من القطع الأثرية يرجع تاريخها منذ بداية عصر ما قبل التاريخ حتى عصر أسرة محمد علي، ومن أبرز مقتنياته محتويات مقبرة حاكم الواحات قديمًا خنت كا والتي تم العثور عليها بمنطقة بلاط الأثرية، على يد عالم المصريات الدكتور أحمد فخري في سبعينيات القرن الماضي، كما يعرض المتحف مجموعة من التوابيت الآدمية من الخشب، والحلي وتماثيل بعض المعبودات من العصرين اليوناني والروماني، ومجموعات من الأيقونات والمسارج والأخشاب من العصر القبطي، كما يضم مجموعة من المشكاوات والآيات القرآنية على الأخشاب والورق ومجموعات من الخزف والأواني وشبابيك القلل من العصر الإسلامي. 
 
يقع متحف آثار الوادي الجديد بمدينة الخارجة العاصمة الإدارية لمحافظة الوادي الجديد، وترجع فكرة إنشائه إلى السبعينات القرن الماضي، حينما تم إنشاء أول مقر إداري لتفتيش آثار الوادي الجديد عام 1973م، حيث قام المهندس المعماري حسن فتحي بتصميم مبنى من الطوب اللبن على طريقة القباب ليكون مقر إداري لتفتيش آثار الوادي الجديد. كان هذا المبنى يضم صالة طولية كانت هي نواة المتحف الجديد، عُرض فيها عدد 37 قطعة أثرية من نتاج أعمال حفائر الدكتور أحمد فخري.
 
وفي فبراير عام 1993، أنشأت هيئة الآثار المصرية حينذاك المقر الحالي لمتحف آثار الوادي الجديد، على مساحة 3150 م2، ويتكون من ثلاثة طوابق لعرض القطع الأثرية الموجودة بالمخازن من نتاج حفائر البعثات المختلفة بمنطقة آثار الوادي الجديد ونشر الوعي الثقافي والأثري بين سكان الإقليم.
 
 واحة الداخلة
يوجد بها العديد من المناطق الآثرية منها منطقة بلاط والتي تضم قلاع الضبة وعين الأصيل، ودير الحجر، والبشندي، والمزروقة، ومدينة عين السبيل، مدينة عين الجديدة وهي واحدة من أقدم المدن المسيحية في الواحة الداخلة، مدينة أسمنت الخراب، مدينة القصر الإسلامية بالداخلة.
 
 واحة الفرافرة
عُرفت في النصوص المصرية القديمة باسم " تا إحو" أي "أرض البقرة"، ربما ربطاً بينها وبين الإلهة حتحور، ومن المناطق الأثرية المعروفة بها عين الدالة، وقصر الفرافرة، وهناك عين الجلاو وعين السنط وعين الحارة وعين شمندي وعين أكور.