منذ بداية العام الدراسي الجديد 2022-2023، وجهت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، جميع المديريات والإدارات التعليمية والمدارس بمواجهة الدروس الخصوصية بكل حزم، وعودة المدارس لدورها الفعلي، وانتهجت مجموعة من المحاور في سبيل ذلك، كشف عنها خبراء تربويون، إلا أنهم أكدوا أنه هناك أدوار عديدة لابد من تفعيلها بشكل أكثر ومتابعة تنفيذ القرارات على أرض الواقع.
 
المحاور التي اتبعتها الوزارة في مواجهة الدروس الخصوصية، أوضحتها ميرفت عويس، الخبيرة التربوية، وأولها توفير عدد كبير من المنصات التعليمية التي يمكن أن يستفيد منها الطالب سواء في المدرسة أو في المنزل وفي أي وقت، مؤكدة أن هذه المنصات بها شرح متميز للمقررات الدراسية وفق طرق التعليم الحديثة التي تعتمد على الفهم وليس الحفظ والتلقين وتغني الطالب تماما عن الدروس الخصوصية.
 
نزول جميع الطلاب في مختلف المراحل التعليمية للمدارس 
حددت «عويس» في حديثها لـ«الوطن»، المحور الثاني في القضاء على الدروس الخصوصية، هو تشديد وزارة التربية والتعليم على ضرورة نزول جميع الطلاب في مختلف المراحل التعليمية للمدارس بداية من رياض الأطفال حتى الصف الثالث الثانوي، يقيناً منها بأهمية التواصل المباشر بين الطالب والمعلم، فضلاً عن الاهتمام الجيد بالشرح والاستفادة من المنصات التعليمية في ذلك.
 
أعمال السنة التي أعلن عنها الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، محور مهم وحيوي، في مواجهة الدروس الخصوصية، بحسب «ميرفت»، مشددة على المعلمين بضرورة الالتزام بتطبيقها جيداً وعلى الإدارات المدرسية متابعة تفعيلها حتى تؤتي بثمارها المرجوة.
 
العملية التعليمية أصبحت تعتمد على الفهم والتطبيق
نوهت ميرفت عويس، إلى أنه هناك محاور جديدة يجب على وزارة التربية والتعليم الالتفات إليها، أهمها المتابعة الفعلية على أرض الواقع لكافة القرارات الخاصة بمكافحة هذه الظاهرة، وتوعية أولياء الأمور بأن العملية التعليمية أصبحت تعتمد في الوقت الحالي على الفهم والتطبيق وليس الحفظ والتلقين مثلما يفعل معلمو الدروس الخصوصية.
 
تفعيل دور المدرسة من الأمور المهمة التي يجب على الوزارة التأكيد عليها، بحسب ما كشفته الخبيرة التربوية، موضحة أن التفعيل يتم من خلال المتابعة المستمرة، والاهتمام برصد وتسجيل الغياب أول بأول واتخذا إجراءات قوية تجاه المخالفين لذلك.
 
الدكتورة إيلارية عاطف، خبيرة تربوية، ترى أن جهود مواجهة الدروس الخصوصية، تمثلت في تفعيل منصات البث المباشر المجانية وقنوات مدرستنا التعليمية بالتدريج، موضحة أنه لابد من تغيير ثقافة ولي الأمر واقتناعه بأهميتها كبديل للدروس الخصوصية.
 
الامتحانات التي تقيس الفهم والتحليل
تضيف «إيلارية» لـ«الوطن»، أن لجوء وزارة التربية والتعليم لتغيير شكل الامتحانات واعتمادها على الفهم وليس الحفظ والتلقين، عنصر مهم وفعال في مواجهة الظاهرة: «الامتحانات التي تقيس مهارات الفهم والتحليل هي الأداة التي تملكها الوزارة للقضاء على تلك الظاهرة التي نشأت في ظل غياب دور المدرسة في الشهادات كالإعدادية والثانوية العامة».
 
الدكتور خالد عمران، عميد كلية التربية بجامعة سوهاج، وجه بضرورة  جعل المدرسة مكاناً جذاباً بتكثيف الأنشطة المدرسية والتطوير مهارات التعلم الذاتي لدى الطلاب، موضحاً لـ«الوطن»، أنه لابد من عودة مجموعات التقوية بقوة وانتقاء المعلمين المسئولين عن الشرح فيها.