إعداد / ماجد كامل 
يعتببر توفيق حبيب مليكة ( 1880- 1941 ) واحدا من  أهم رموز الصحافة المصرية الذين لعبوا دورا هاما في تاريخ الصحافة ؛ أما عن توفيق حبيب نفسه ؛ فلقد ولد خلال عام 1880 ( 7 فبراير  1880 حسب الدكتور رامي عطا صديق ) من عائلة مسيحية تقية  ؛ وتلقي تعلميه الأولي في مدرسة المرسلين الاميركان ثم مدرسة الأقباط الكبري ؛ ولقد عشق الكتابة والصحافة منذ صغره ؛ فعمل في العديد من الصحف والمجلات ككاتب ومحرر ؛ وتكتب لنا الكابة الصحفية يسرا الشرقاوي في مقال هام لها بجريدة الأهرام ( غير مذكور التاريخ بالضبط )   أن توفيق حبيب بدا حياته الصحفية في جريدة الوطن مع جندي بك إبراهيم ؛ ثم حرر عدة جرائد أسبوعية ؛ كما شارك بالكتابة في مجلات فرعون ؛ والهلال ؛ والمجلة الجديدة ؛ والاستقلال  ؛ كما  كتب مع يوسف الخازن في جريدة " الأخبار " خلال الفترة من ( 1907- 1919 ) ثم بدأ الكتابة في جريدة الأهرام بداية من عام 1920 ؛ وبدأ في كتابة سلسلة بعنوان " علي الهامش " وكان يوقعها بأسم " الصحافي العجوز "  وخلال فترة عمله الصحفي ؛ أهتم بزيارة كثير من البلدان العربية والأوربية ؛ حيث زار بلاد سويسرا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ؛ كما زار بلاد إستانبول وسوريا ولبنان ويوغسلافيا وإسبانيا عشر مرات ؛ ولقد أستمر في الكتابة والتأليف حتي توفي في 22 أكتوبر 1941  عن عمر يناهز 61 عاما تقريبا . ونظرا لتزامن خبر وفاته مع موعد عيد الفطر ؛ وكانت  عادة الصحف أن تحتجب في الأعياد في تلك الفترة ؛ لم يرد خبر وفاته  إلا في يوم 24 أكتوبر ؛ 
 
ولقد  نعاه الكاتب الكبير محمد زكي عبد القادر (    1906- 1982  )  حسب  ما جاء في مقالة يسرا الشرقاوي فقال " كانت صدفة غريبة أن يموت الرجل الذي أحب الصحافة وخدم الصحافة ؛ في يوم لا يستطيع فيه الصحافة أن تحمل نبأه إلي الناس ؛ ثم أضاف في مقال تال  نزل في جريدة الأهرام بتاريخ 26 اكتوبر 1941  حيث قال عنه " كان توفيق حبيب فريدا في تفكيره وخلقه وحديثه واتجاهه في الحياة . وانك لتجد لبعض الناس نسخا شتي في آخرين ؛ ولكنك لن تجد نسخة ثانية من توفيق حبيب .... وسوف يظل مكانه خاليا"( يسرا الشرقاوي ؛ نفس المرجع السابق ) . 
ولقد أثري توفيق حبيب  المكتبة العربية بالعديد والعديد من الكتب والمراجع القيمة أذكر منها في حدود ما تمكنت من التوصل  إليه ك- 
1-جهاد شاب وطني قرياقص ميخائيل . 
2-ألحان الكنيسة القبطية . 
3-الفجالة قديما وحديثا ؛ عن تاريخ حي الفجالة بالقاهرة . 
4-هوامش الصحافي العجوز . 
5- أبو جلدة .
6-تذكار المؤتمر القبطي . 
- 7-الفتيان الكشافة .
- 8-ترجمة كتاب " أسرار الملوك " . 
- 8- رحلة صيف إلي تركيا  واليونان ويوغسلافيا وإيطاليا . 
- 9-رحلة الصحافي العجوز  شهران في أوربا . 
- 10- رحلات الصحافي العجوز : شهران في لبنان وبلاد اليونان وإيطاليا وطرابلس الغرب صيف سنة 1938 . 
- 11- رحلة صيف من إسكندرية وإستانبول ؛ بالاشتراك مع آخرين .
- 12-ترجمة رواية " اليتمين " . 
- ويذكر الدكتور رامي عطا عنه ؛  أنه منذ فجر شبابه كان يتردد علي المكتبة الخديوية ( دار الكتب المصرية حاليا ) للإطلاع  علي كل ما كتب عن المسألة المصرية منذ الاحتلال الإنجليزي لمصر سنة  1882 ؛ كما أطلع علي معظم مجلدات الصحف المصرية وقرأ كتابات أهم الكتاب والصحفيين ( لمزيد من التفصيل راجع :- رامي عطا ؛ الأقباط وصناعة الصحف المصرية؛  دار جداول ؛ صفحتي 89 و90 ) . 
- كما كان يهتم بجمع طوابع البريد ( نفس المرجع السابق ؛ صفحة 90 ) . 
- ويذكر عنه ايضا دكتور رامي أنه كان حريصا علي تحريك مسألة المجلس المللي العام ؛ وطلب الإصلاح ؛ وكتب في ذلك العديد من المقالات نشرت بجريدة " الجوائب المصرية " مما أثارت عليه غضب رجال الأكليروس .  كما حرص علي إلقاء محاضرة في حديقة الأزبكية حضرها جمهور من الشباب مسلمين ومسيحين حول أهمية الوحدة الوطنية مؤكدا  أن الأقباط لا يتأخرون عن بذل أرواحهم في سبيل رقي الشعب المصري ( رامي عطا :- نفس المرجع السابق  ؛ صفحتي 90 و91 ) . 
- كما يؤكد دكتور رامي أنه كان مؤرخا صادقا وموضوعيا ؛ مولعا بالكتابة في السير والتراجم ؛ كما كان عاشقا للسفر حيث زار معظم بلاد العالم ؛ وكان يحرص علي زيارة المتاحف والآثار في كل البلاد التي كان يزورها ( صفحة 92 و93 من نفس المرجع السابق ) .
- ويذكر الدكتور مينا بديع عبد الملك أن من بين مقالاته الشهيرة التي تركت تأثيرا كبيرا ؛ ما  كتبه في جريدة الأهرام بتاريخ 20 أبريل 1936 واصفا حال الصحافة المصرية حيث قال " إنه  حكم قاسي لا أدري متي يتغير أو يتبدل الحكم علي المشتغلين في تحرير الصحف أن يعيشوا فقراء ويموتوا فقراء ز فقد يعيش بعضهم منعما فترة من الزمن  ولكن إذا أقعده المرض يوما فلابد أن يمد يده سائلا الدواء والقرش للعيش ( مينا بديع عبد الملك :- أقباط في تاريخ مصر ؛ الجزء الأول ؛ جمعية مارمينا العجايبي بالإسكندرية ؛ صفحة 83 ) . 
- كما يذكر الدكتور ميشيل بديع عبد الملك المحاضرة التي القاها في كلية البنات القبطية بتاريخ 30 مارس 1917 ؛ من خلال مقال له نشر في مجلة الكرازة بتاريخ "21 اكتوبر 2022 "  حيث اختتم محاضراته بمجموعة  من التوصيات نذكر منها :- 
- 1-العمل  علي تكوين خورس موحد للألحان من الأصوات المتناغمة
- 2-توحيد الإداء في كل الكنائس القبطية  . 
- 3-طالب باختيار آلة موسيقية معينة سواء شرقية أو غربية ؛ لتكون الأساس الذي تؤدي به الألحان الكنسية . 
- ( ميشيل بديع عبد الملك :- تاريخ تدوين وتسجيل الألحان القبطية منذ القرن السابع عشر الميلادي وإلي الآن ؛ الحلقة الرابعة عشر ؛ الجمعة 21 اكتوبر 2022  ) . 
- وحول أسلوبه في الكتابة الصحفية ؛ تذكر عنه الكاتبة الصحفية يسرا الشرقاوي أن الكاتب الكبير فكري أباظة ( 1896- 1979 )  قد شرح السمات الرئيسية المميزة لأسلوبه في مقال هام له ورد في جريدة الأهرام بتاريخ 22 ديسمبر 1933  حيث قال " عندما نشرت الأهرام أول كلمة للصحافي العجوز راعني الأسلوب ؛ وشعرت أن الكاتب شيء جديد في عالم الأدب في مصر ؛ وأحسست غيرة يحسها كل كاتب عادة عندما يصطدم بمنافس قوي في الميدان .... ولكني هدأت روعي  وقلت لنفسي : لنصبر عليه قليلا ولتنتظر كلمته التالية ؛ فإن معينه سينضب حتما – وأن قوته هذه سينالها الفتور ؛ شأن من سبقوه من الكتاب ذوي السلاسل والحلقات .... وظهرت الكلمة الثانية  فالثالثة فالرابعة والصحافي العجوز  .... يزحف كل يوم إلي مرتبة الإعجاب العام ويكون بالتدريج لنفسه ولجريدته شعبا من القراء " ( يسرا الشرقاوي :- جريدة الأهرام ؛ نفس المرجع السابق ) . 
 
ويؤكد فكري أباظة أن توفيق حبيب كان خزانة تاريخية عامرة ؛ وصل بين الجيل القديم والجيل الحديث في الصحافة ؛ فالجيل القديم كان يختلط بالبيئة المصرية اختلاطا تاما ؛ بينما كتاب الجيل الحديث يعتمدون بالاكثر علي العمل المكتبي ؛ وهو كاتب دقيق الملاحظة لماح ( يسرا الشرقاوي ؛ نفس المرجع السابق ) . 
 
ويبقي لنا في نهاية المقالة عرض سريع ومبسط لأحدي كتب الصحفي الكبير ؛ والتي نالت اعجابي شخصيا ؛ وهو كتاب " أبو جلدة وآخرون " . ولقد عرض في هذا الكتاب سيرة أكثر من 40 شخصىة مصرية وعالمية ؛ فمن الشخصيات المصرية عرض لحياة ( العالمان سميكة وعكوش -  عبد الرحمن الكواكبي – ويصا واصف -  عدلي يكن باشا -  الصحافي نجيب هاشم – مصطفي فهمي باشا .... الخ ) . بينما عرض من بين الشخصيات العربية والأجنبية لحياة كل ( المطران جرمانوس فرحات – اللورد جورج لويد – الفيلسوف ديوجنيس – وليم شكسبير .... الخ ) .  
 
كما كان توفيق حبيب  رائدا في مجال أدب الرحلات ؛  وكما رأينا في قائمة مؤلفاته ؛ له أكثر من كتاب عن رحلاته حول العالم بعنوان " رحلات الصحافي العجوز "  . وسوف أعرض من بينهم كتاب " رحلات الصحافي العجوز شهران في لبنان وبلاد اليونان وإيطاليا وطرابلس الغرب صيف سنة 1938 " .  وهو كتاب قيم يقع في حوالي 218 صفحة  ؛ ويذكر في مقدمة الرحلة انها رحلة لا تتجاوز حوض البحر الأبيض المتوسط من مصر إلي بيروت واليونان وروما وفرنسا  وتشمل بعض فصول الكتاب :- 
1-أيام في بيروت ( أربعة فصول ) . 
2-قبرص قديما وحديثا . 
3-أيام في أثينا ( خمسة فصول ) . 
4-جولة في روما والفاتيكان . 
5-طرابلس قديما وحديثا . 
6-يومان في  بنغازي . 
وأعرض أخيرا كتاب صغير ولطيف بعنوان " الفجالة قديما وحديثا " وهو كتيب صغير يقع في حوالي  63 صفحة ؛  والكتيب أصلا موضوع محاضرة كلف بإلقائها  في قاعة الشبان المسيحين التابع لجمعية الإصلاح القبطي "  بتاريخ يوم 5 نوفمبر 1918  وتضم فصول الكتيب :- 
1-الفجالة قديما .
2-بين القديم والحديث في أيام الفرنسسين . 
3-الفجالة حديثا . 
4-خاتمة ورجاء . 
- بعض مراجع ومصادر المقالة :-
- 1-رامي عطا صديق :- الأقباط وصناعة الصحافة المصرية ؛ تقديم سمير مرقس ؛ دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع ؛ الطبعة الأولي سبتمبر 2016 ؛ الصفحات من89 – 95 . 
- 2-مينا بديع عبد الملك :- أقباط في تاريخ مصر ؛ الجزء الأول ؛ جمعية مارمينا العجايبي بالاسكندرية ؛الطبعة الأولي 2017 ؛ الصفحات من  81- 84 .
- 3-ميشيل بديع عبد  الملك :- تاريخ تدوين وتسجيل الألحان القبطية منذ القرن السابع عشر الميلادي وإلي الآن ؛ الحلقة الرابعة  عشر ؛ الجمعة 21 اكتوبر 2022 .
- 3- يسرا الشرقاوي :- قتلته الحرب العالمية الثانية مرتين ... أكتوبر 1941 ..... وفاة توفيق حبيب . 
- 4-الأستاذ توفيق حبيب مليكة :- صحف بجريدة الأهرام – مشروع الكنوز القبطية .
- 5--من تاريخ كنستنا :- الكنيسة القبطية في القرن التاسع عشر – البابا كيرلس الرابع  ؛ البطريرك العاشر بعد المائة ؛ مجلة مرقس الشهرية ؛ دير القديس أنبا مقار الكبير ببرية شيهيت ؛ موقع علي شبكة الأنترنت . 
- 6--بدر الدين مختار :- شيخ الخطاطين ؛ موقع الرقيم ؛ 21 أبريل 2020 . 
- 7--خير الدين الزركلي – قاموس التراجم والأعلام ؛ دار العلم لللملايين ؛ بيروت ؛ الجزء الثاني ؛ صفحة 91 . 
- 8-قراءة في بعض ما تيسر من كتب الصحفي الكبير .