المخرج أمير رمسيس قال للعربية.نت إن تقديم النسخة المصرية لـ The Affair كان تحدياً صعباً.. كما كشف عن اللمسات الأخيرة قبيل انطلاق مهرجان القاهرة السينمائي

 
على الرغم من انشغاله الكبير كمدير لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بسبب العد التنازلي لبداية فعالياته، فإن مسلسله الجديد "النزوة" تمكن من أن يحقق مع عرض حلقاته الأولى أن يتصدر قائمة الأعلى مشاهدة على منصة "شاهد VIP" في مصر والدول العربية. كما حصد ردود أفعال إيجابية على منصات التواصل الاجتماعي.
 
وأكد أمير رمسيس مخرج العمل في حواره مع موقع "العربية.نت" أنه النسخة العربية من المسلسل الأجنبي الشهير The Affair الذي حصد العديد من الجوائز والترشيحات من "غولدن غلوب" و"برايم تايم"، ويتناول جريمة قتل تتوجه فيها أصابع الاتهام إلى أكثر من شخص، وتتداخل فيها قصص الحب والانتقام والخيانة.
 
النزوة" هو أول تجربة لك على مستوى الدراما التلفزيونية.. فما الذي حمسك لخوضها؟
حمستني الفكرة قبل أي شيء، فلم يكن لدي مشكلة في تقديم عمل تلفزيوني في فترة تخلصت فيها تلك الأعمال من عبء الشكل القديم، الـ 30 حلقة، وأصبحت المسلسلات أكثر منطقية للحبكة الدرامية. والتحدي الأكبر هو صناعة النسخة العربية من المسلسل الأجنبي الشهير The Affair، لأني أحب النسخة الأصلية، وهو مسلسل صعب وفكرة تحقيقه في الشرق الأوسط كانت فيها تحديا خاصا بالنسبة لي.
 
كيف وجدت رد الفعل عليها؟ وهل كنت تتوقع أن يكون بهذا الحجم؟
الحقيقة رد الفعل أكبر بكثير مما توقعته، ربما لأن المسلسل فكرته تشتبك مع مفاهيم راسخة في المجتمع ونحاول معالجتها بشكل مختلف. يمكن ذلك كان سببا للقلق بالنسبة لي في شكل تعامل الجمهور، ولكن قدرة الجمهور على التعاطف مع الشخصيات والتعاطف معها كان شيئا مبهرا جدا بالنسبة لي وكنت سعيدا بها جدا.
 
عام كامل مر منذ بداية التصوير وحتى العرض.. كيف كانت تلك التجربة؟ وهل شعرت بالقلق قبل العرض؟
تجربة العام الكامل كانت ممتعة بالنسبة لي، لأن المسلسل أخدنا وقتا كبيرا في تنفيذه، ولم يكن مرتبطا بموسم معين كما لم نكن مضغوطين بالنزول في توقيت معين. وبالتالي أخدنا وقتا في الشغل على التحضير له، وصنع الشكل البصري وارتباطات الممثلين بأعمال أخرى، وعلى الموسيقى مع تامر كروان. اعتقدنا كان لدينا وقت كافٍ جدا حتى نعمل على المسلسل بالطريقة التي نحبها، وكان ذلك أكثر شيء مرضٍ بالنسبة لي. وبالتأكيد كنت قلقا من ردود الفعل قبل العرض، ولكن ردود الفعل بعد أول ليلة عرض طمأنتني، والنتيجة والنجاح الكبير أسعدني جدا.
 
كيف ترى فكرة العرض على المنصات الرقمية وانتشارها هذه الأيام بقوة؟
أرى أن المنصات مشهد لا يمكن إنكاره في الصناعة بأي شكل. أعتقد أنها واحدة من أهم وسائل العرض حاليا للمسلسلات، فقد أصبح المشاهد يميل إليها كوسيلة لمشاهدة الأعمال بالطريقة التي تناسبه في الوقت المناسب له.
 
بالعودة لمهرجان القاهرة.. كيف ترى ملامح تلك الدورة؟
دورة المهرجان هذا العام واعدة وثرية، فلجان التحكيم في المهرجان تضم عددا من الأسماء الهامة ومن بينهم المخرجة اليابانية ناعومي كاواكي، وهي واحدة من أهم المخرجين في قارة آسيا والعالم. وأكدنا عرض فيلم الافتتاح، وهو فيلم لأول مرة سيراه جمهور الشرق الأوسط قبل عرضه بشهرين، لأنه من المقرر أن يتم طرحه في 2023، وهو أمر هام للغاية للمهرجان. كما أعلن عن عدد من الأفلام التي حصلت على جوائز بمهرجان كان وغيره من المهرجانات. وأعتقد أن الدورة ثرية على مستوى الأفلام والضيوف، وأنا سعيد بالعمل مع الأستاذ حسين فهمي هو أمر يسعد أي شخص، ولكنه شخصية مغامرة ويتحمس لأفكار قد لا يقدم عليها الكثيرون، وهناك تعاون كبير بيننا للخروج بأفضل شكل للمهرجان.
 
ما بين الجونة والقاهرة.. تمويل الجونة كان صخمًا بعكس القاهرة، فهل نقول إن المهرجان تمويل في المقام الأول؟
أي مهرجان يحتاج تمويلا لكي يصبح مهرجانًا جيدًا، ولكن ليست هذه هي المعادلة الوحيدة. فقياسًا على أرض الواقع هناك معادلات أخرى، منها مستوى الأفلام المعروضة داخل المهرجان، وقد احتاجت هذه المعادلة إلى مجهود مختلف في التواصل مع موزعي الأفلام. واستدعتني للسفر إلى لبنان لاستعادة بعض الموزعين الذين قطعوا علاقاتهم بمهرجان القاهرة منذ سنوات. وحتى قبل إلغاء مهرجان الجونة وبميزانية القاهرة، استطعت الحصول على الأفلام التي أريدها. صحيح أن الميزانية مهمة، ولكنها تمثل حملًا من جانب آخر على المهرجان.
 
ففكرة اعتماد المهرجان بالكامل على القطاع الخاص لها مزاياها، ولكن فيها حمل ثقيل فيما ينتظره القطاع الخاص من المهرجان، فهو ينتظر شكل خدمات معينة أحيانًا تكون إيجابية وأحيانا لا. ولا شك أن تواجد وزارة الثقافة في دعم المهرجان ما زال حائط حماية في اختياراته، وكذلك الشكل النهائي الذي يصل إليه.
 
فمثلًا عندما أعلن الفنان حسين فهمي رئيس المهرجان أن حفل الافتتاح سيكون سينمائيًا بحتًا إلى جانب بعض أشكال "الإنترتينمت" الخفيفة التي لن تؤثر على تواجد السينما بشكل أساسي، وبالتأكيد لو أن المهرجان كان يعتمد على الرعاة لما استطاع أن يحقق هذه المعادلة لأنهم يبحثون عن الجزء الخفيف المخصص للتسلية. ولكننا في النهاية مهرجان سينما يحتفي بالصناعة، وهناك وزارة تحمينا وتطالبنا بأن نقدم مهرجانًا للسينما قبل أي شيء آخر، وهناك رعاة يتفهمون هذه الآلية في العمل، وأنهم يتقدمون لدعم فعالية سينمائية، لهذا كله أعتقد أن التمويل الضخم رغم ميزاته إلا أنها قد تكون معوقة.