تهدد التغيرات المناخية دلتا نهر النيل في مصر، والعديد من المناطق المشابهة حول العالم، وقد خصص مؤتمر المناخ كوب 27 جلسات لمناقشة القضايا المرتبطة بحماية دلتا الأنهار.

وفي جلسة خاصة بالحلول القائمة على الطبيعة لحماية دلتا الأنهار أكدت وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد ضرورة التكيف مع التغيرات المناخية لحماية دلتا نهر النيل وتأمين حياة الملايين من الناس من تبعات هذه التغيرات، مبينة الجهود المصرية في هذا الشأن من خلال بناء قاعدة استراتيجية للتصدي لتغير المناخ بأهداف طويلة الأجل حتى عام 2050 .

واستعرضت وزيرة البيئة جهود التصدى لآثار التغيرات المناخية، حيث بدأت مصر إعداد قاعدة قوية استراتيجية وطنية تهدف لوضع حد لتغير المناخ بأهداف طويلة الأجل حتى عام 2050، وأيضا خطة المساهمات الوطنية المحددة 3030، وإعلان أول حزمة من المشروعات التنفيذية لهما، والبدء بنموذج مبكر بالتعاون مع صندوق المناخ الأخضر لتحويل الاستراتيجية الوطنية للمناخ لخطة استثمارية والتي تم إعلان المرحلة الأولى منها الأسبوع الماضي.

وكان الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري قد أكد في جلسة "الدلتاوات والمناطق الساحلية" بمؤتمر المناخ أن مصر تنفذ مشروعات في مجال حماية الشواطئ وخاصة في دلتا نهر النيل، حيث تم تنفيذ أعمال لحماية 210 كيلومتر من السواحل المصرية وجار العمل في 45 كيلومتر أخرى، بالإضافة لمشروع "تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية بالساحل الشمالي ودلتا نهر النيل" والذي يهدف لتحقيق التكيف مع آثار تغير المناخ في المنطقة الساحلية على طول البحر الأبيض المتوسط.

من جانبه أوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة عباس شراقي لـ"سكاي نيوز عربية" خطورة التغير المناخي على دلتا النيل:

    التغيرات المناخية تحدث طوال تاريخ الكرة الأرضية وحتى قبل ظهور الإنسان، فالكرة الأرضية تمر بفصول تشبه الصيف والشتاء، لكن آخر مئتي سنة شهدت زيادة نشاط الإنسان المساهم في زيادة حرارة الأرض.

    ارتفاع درجات الحرارة يؤدي لانصهار الكتل الجليدية فيزيد مستوى البحار والمحيطات.
    يؤثر زيادة مستوى البحر بطريقتين الأولى لها علاقة بتآكل الشواطئ والثانية زيادة ملوحة التربة.
    تأثير زيادة منسوب مياه البحر الأحمر محدود بسبب ارتفاع المدن هناك عن سطح البحر.

    بحيرات مثل مريوط وإدفو البرلس والمنزله هي ناجمة عن التغير المناخي بعد دخول مياه البحر المتوسط لهذه الأراضي المنخفضة وملئها بالمياه.
    التأثير الأبرز في البحر المتوسط، حيث تتأثر الدلتا بطريقتين الأولى تآكل الشواطئ نتيجة اصطدام أمواج البحر بها، والثانية مرتبطة بزيادة نسبة الملوحة في منطقة الدلتا ما يؤثر سلبا على الرقعة الزراعية فيها.

    أنشأت مصر منذ قرابة خمسين هيئة لحماية الشواطئ وتتم معالجة المشكلة من خلال وضع كتل خرسانية لمعالجة تآكل الشواطئ تمتص طاقة الأمواج.
    زيادة مستوى البحر في الدلتا ومدن مثل دمياط وبورسعيد نصف متر يتسبب في غرق مليون فدان يعيش عليها 4 ملايين نسمة، ولو زاد مترا ونصف سيؤدي لغرق مليون ونصف فدان يعيش عليها ثمانية ملايين نسمة.

    تزيد الملوحة في الإسكندرية ودمياط وبورسعيد وتتراجع كلما اتجهنا جنوب الدلتا في كفر الشيخ والغربية والمنوفية، لكن ارتفاع سطح البحر سيؤدي لوصول الملوحة لتلك المناطق.

    يفضل زراعة محاصيل تحتاج للغمر بالمياه في شمال الدلتا مثل الأرز، وستساعد عملية الغمر في غسل التربة وتخفيف ملوحتها.
    مصر من أقل الدول التي تلوث المناخ، ويجب أن تلتزم الدول الملوثة بدفع تعويضات لتلك الدول التي لا تساهم كثيرا في التغير المناخي.