كتب - محرر الاقباط متحدون 
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي :" إن المضي قدما على طريق اللحاق بركب التقدم والتنمية يتطلب العمل الجاد على تسوية مختلف أزمات عالمنا العربي، وعلى رأسها دوما وأبدا "القضية الفلسطينية"، وأود هنا الإشارة إلى أن قدرتنا على العمل الجماعي لتسوية القضية واسترجاع الحقوق الفلسطينية، كانت تاريخيا وستظل المعيار الحقيقي لمدى تماسكنا.
 
وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي  بالقمة العربية بالجزائر :
كما تظل المبادرة العربية للسلام تجسيدا لهذا التماسك ولرؤيتنا المشتركة إزاء الحل العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وبما يكفل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تعيد للفلسطينيين وطنهم وتسمح بعودة اللاجئين بما يتسق مع مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية.
 
مازلنا نحتاج لمزيد من العمل العربي الجماعي حتى في التعامل مع الأزمات الجديدة التي جاءت لاحقة علي القضية الفلسطينية، في ليبيا وسوريا واليمن والعراق والسودان، وإلا سيظل أمن وسلم الشعوب الشقيقة في تلك الدول مهددين بتجدد ويلات تلك الأزمات، وستظل الأخيرة ثغرات في المنظومة العربية ومراكز لعدم الاستقرار، وهو ما يؤثر علينا جميعا ويعرقل جهودنا في التنمية والتكامل.
 
 ولعله من الملائم أن أشارككم هنا رغبتنا في دعمكم لمساعينا الحالية في ليبيا الشقيقة للتوصل في أسرع وقت إلى تسوية سياسية بقيادة وملكية ليبية خالصة دون إملاءات خارجية، 
 
وصولا الى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن، واحترام مؤسسات الدولة وصلاحياتها بمقتضى الاتفاقات المبرمة، وتنفيذ خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب في مدى زمني محدد، وإعادة توحيد مؤسسات الدولة الليبية وحل الميليشيات، بما يحول دون تجدد المواجهات العسكرية ويعيد للبلاد وحدتها وسيادتها واستقرارها.
 
قبل أن أختتم كلمتي، وفي نفس سياق وحدة الأمن القومي العربي، أود أن أوجه عنايتكم إلى معضلة الأمن المائي التي تؤثر على عدد من الدول العربية، وتنذر بعواقب وخيمة إذا تم تجاهلها.
 
وفي هذا السياق نجدد التأكيد على أهمية الاستمرار في حث إثيوبيا على التحلي بالإرادة السياسية وحسن النوايا اللازمين للتوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة الإثيوبي تنفيذا للبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في سبتمبر 2021، والأخذ بأي من الحلول الكثيرة التي طُرحت عبر العديد من جولات المفاوضات، والتي تؤمن مصالح الشعب الإثيوبي الاقتصادية الآن ومستقبلا، وتصون في الوقت ذاته حياة الشعبين المصري والسوداني.
 
ولا ينفصل تحدي الأمن المائي عن تحديات أخري تواجهها المنطقة، وفي مقدمتها تغير المناخ الذي أصبح واقعا مفروضا على العالم، وأنتهز هذه المناسبة للإعراب عن تطلعي لاستقبالكم في مصر يومي7 و8 نوفمبر 2022 بقمة شرم الشيخ لتنفيذ تعهدات المناخ" لتحويل هذا التحدي إلى فرصة حقيقية للتنمية والانتقال إلى أنماط اقتصادية أكثر استدامة لصالحنا جميعا .
 
​إن تسوية الأزمات العربية، والتعاطي مع التحديات الدولية، ينطلق أساسا من إيماننا بوحدة أهدافنا ومصيرنا، وتفعيلا لتعاوننا وإمكاناتنا وأدواتنا في مسائل الأمن الجماعي، وذلك بالتوازي مع جهودنا في التكامل على المسارات الأخرى.
 
ولننظر حولنا،  لقد سبقتنا تكتلات أخرى نحو التكامل، رغم أن من أطرافها من عانوا من تناحر حقيقي بل وحروب فيما بينهم،  فما بالكم بنا ونحن لدينا من المشتركات في الثقافة والأديان والتاريخ والوجهة السياسية ما يحتم علينا توحيد رؤانا وتجاوز اختلافات وجهات النظر.
 
ختاما، أتوجه برسالة إلى شعوبنا، فأقول :  ثقوا في أمتنا العربية،  فهي صاحبة تاريخ عريق وإسهام حضاري ثري وممتد،  ومازالت تلك الأمة تمتلك المقومات اللازمة لمستقبل أكثر استقرارا وازدهارا، وعلى رأسها عزيمتكم وعقولكم وسواعدكم ، وثقوا في أن مصر ستضع دوما نصب أعينها تماسك الكيان العربي، وصونه وحمايته، وستظل دائما حاضرة دعما لكم، وستبقي على أبوابها مفتوحة أمام كل أبناء العرب في سبيل الدفاع عن حاضرهم ومستقبل الأجيال القادمة.