اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار الأربعة حيوانات الغير متجسدين الخدام الملتهبين نارًا (٨ هاتور) ١٧ نوفمبر ٢٠٢٢
في مثل هذا اليوم تذكار الأربعة حيوانات غير المتجسدين حاملي مركبة الإله، كما يذكر الشاهد بذلك صاحب الرؤيا بقوله "وللوقت صرت في الروح وإذا عرش موضوع في السماء وعلي العرش جالس، وكان الجالس في المنظر شبه حجر اليشب والعقيق وقوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرد، وفي وسط العرش وحول العرش أربعة حيوانات مملوءة عيونا من قدام ومن وراء، والحيوان الأول شبه أسد، والحيوان الثاني شبه عجل، والحيوان الثالث له وجه مثل وجه إنسان، والحيوان الرابع شبه نسر طائر، والأربعة الحيوانات لكل واحد منها ستة أجنحة حولها، ومن داخل مملوءة عيونا ولا تزال نهارا وليلا قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الإله القادر علي كل شيء الذي كان والكائن والذي يأتي"

وقال إشعياء النبي "رأيت السيد جالسا علي كرسي عال مرتفع وأذياله تملأ الهيكل، والسيرافيم واقفون، ولكل واحد ستة أجنحة، باثنين يغطي وجهه، وباثنين يغطي رجليه، وباثنين يطير، وهذا نادي ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض"،

وقال حزقيال النبي "فنظرت وإذا بريح عاصفة جاءت من الشمال، سحابة عظيمة ونار متواصلة وحولها لمعان ومن وسطها كمنظر النحاس اللامع من وسط النار، ومن وسطها شبه أربعة حيوانات وهذا منظرها، لها شبه إنسان، ولكل واحد أربعة أجنحة، وأرجلها أرجل قائمة وأقدام أرجلها كقدم رجل العجل وبارقة كمنظر النحاس المصقول"،

وقال ماريوحنا الإنجيلي "وبعد هذا سمعت صوتا عظيما من جمع كثير في السماء قائلا هللويا، الخلاص والمجد والكرامة والقدرة للرب إلهنا، وخر الأربعة الحيوانات وسجدوا لله الجالس علي العرش قائلين "آمين هللويا، فانه قد ملك الرب الإله القادر علي كل شيء، لنفرح ونتهلل ونعطه المجد"، وقد جعلهم الرب بقربه ليسألوه في الخليقة، فوجه الإنسان يسال عن جنس البشر، ووجه الأسد يسال في الوحوش، ووجه العجل يسال في البهائم، ووجه النسر يسال في الطيور، وقد ثبت معلمو الكنيسة تذكارهم وبنوا لهم الكنائس في مثل هذا اليوم

  تكلم عن رموزهم قديسو الكنيسة القبطية والكنيسة الغربية أيضًا، فالكنيستين يشتركون في تمجيدهم ويعترفون بكرامتهم.

اما عن رموزهم فترى الكنيسة القبطية أن الذي له وجه الأسد يشفع في وحوش البرية، والذي له وجه كبش يشفع في حيوانات الحقل، والذي له وجه إنسان يشفع في البشر، والذي له وجه نسر يشفع في الطيور. والقديس يوحنا ذهبى الفم (347- 407 م.) يقول في ذلك: [إنهم روحانيون، خلقهم الله وأقامهم وتوجهم بالبهاء والنور، ثم جعلهم يطلبون في جنس البشر وسائر الخليقة من وحوش وبهائم وطيور السماء، لأنهم قريبون منه له المجد أكثر من سائر الروحانيين السمائيين].

 أما القديس غريغوريوس النزينزى (540- 604 م.) والعلامة أوريجانوس (185- 254 م.)، يرون أن هذه المخلوقات الحاملة للعرش تحمل معنى قوى النفس الأربعة التي تتقدس بحمل الله فيها، وهى: القوى الغضبية، ويشار إليها بشبه الأسد.والقوى الشهوانية، ويشار إليها بشبه العجل. والقوى النطقية، ويشار إليها بشبه الإنسان.والقوى الروحية، ويشار إليها بشبه النسر.

ويرى القديس ايرونيموس (347- 420م)، أنها تحمل أيضًا إشارة إلى العمل الفدائي للرب في الجسد:فمن له وجه إنسان يشير للتجسد.ومن له وجه عجل يشير إلى الذبح على الصليب. ومن له وجه الأسد يشير إلى القيامة. ومن له وجه النسر يشير إلى الصعود.

أما بالنسبة للكنيسة الغربية، فترى من خلال العلامة ايريناؤس من ليون (115- 202)، والأسقف فيكتوريانوس (199 م. - ؟م)، والقديس جيروم (347- 420م)، وتبعهم أيضًا القديس هيبوليتس (170- 235). يرون أن هذه الكائنات الحية تشير إلى الإنجيليين الأربعة:فالمخلوق الحي الذي يشبه الإنسان، يرمز لمتى الإنجيلي الذي يجتهد في إعلان نسب العذراء مريم التي أخذ منها السيد المسيح جسدًا.والمخلوق الحي الذي يشبه الأسد، يرمز لمرقس الإنجيلي الذي تسمع فيه صوت الأسد يصرخ في البرية. والمخلوق الحي الذي يشبه العجل يرمز للوقا الإنجيلي الذي يروى عن كهنوت زكريا مقدمًا ذبيحة عن الشعب، والذي يرمز لكهنوت المسيح.والمخلوق الحي الذي يشبه النسر الطائر، يرمز ليوحنا الإنجيلي الذي يتحدث عن إلوهية كلمة الله.

لذلك نجد في رسومات هذه الكائنات في الكنائس الغربية، أن كل شكل منهم يحمل كتاب يرمز للإنجيل الذي يشير إليه، أو نجد اسم الإنجيلي بجوار الرمز الذي يرمز إليه،

آرى إبريس فيفين إى إهرى إيجون بى إفتو إنزوؤن إن آسوماتوس إنليتورغوس إنشاه إن إكروم إنتيف كانين نوفى نان إيفول
إشفعوا فينا (أمام الرب)، أيها الأربعة الحيوانات غير المتجسدين، الخدام الملتهبين ناراً، ليغفر لنا خطايانا.
بركه شفاعتهم تكون معنا كلنا امين...
ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين...