نادر شكرى
أفاد فلافيو دي جياكومو متحدث منظمة الهجرة الدولية بإيطاليا أن تدفقات الهجرة غير النظامية من تونس إلى إيطاليا "آخذة في التغير"، حيث لم تعد تقتصر فقط على الأطفال الشباب العاطلين عن العمل، ولكن أيضًا العائلات والمهنيون "من الطبقة المتوسطة والعليا التونسية".

ووفقًا لبيانات وزارة الداخلية الإيطالية ، فإن التونسي هو ثاني أعلى جنسية من حيث تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى إيطاليا، مع وصول 15.847 وافداً منذ بداية العام أي ما يعادل 21 في المائة من إجمالي التدفقات، بزيادة قدرها 12.91 في المائة أي نحو 1.812 شخصًا مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.

ومن بين المهاجرين التونسيين، هناك أيضًا العديد من القاصرين، مثل الفتاة التونسية البالغة من العمر أربع سنوات التي هبطت بمفردها في لامبيدوزا لأنها انفصلت عن والديها وأختها عند المغادرة.

 وأشار دي جياكومو إلى أن "هناك العديد من حالات القصر غير المصحوبين بذويهم، أتذكر على سبيل المثال صبي يبلغ من العمر 12 عامًا وصل بمفرده إلى إيطاليا من إريتريا عبر ليبيا، لكن عمره أربع سنوات فقط نادر جدًا حقًا. إنها حلقة خاصة جدًا"، مضيفا: "من تونس، نلاحظ تغيرًا في الملامح ، لكن هناك دائمًا عدد كبير من الفتيات اللائي يأتين من ساحل العاج ودول أخرى جنوب الصحراء الكبرى، وهن ضحايا محتملات للاتجار".
فيما يتعلق بالجانب الأخير، يجدر التأكيد على أن هؤلاء الفتيات لا يتلقين معلومات عن مكافحة الاتجار عند وصولهن، وبالتالي، يمكن أن ينتهي بهن المطاف فريسة لشبكة الدعارة.

 وقال دي جياكومو "أصبحت حوادث التعصب والعنف ضد الأجانب في تونس، بسبب الأزمة الاقتصادية أيضًا، أكثر تواترًا. لكن هذا العام، هناك أيضًا عدد متزايد من التونسيين غير العاديين، بما في ذلك عائلات الطبقة المتوسطة والعليا. في حالة واحدة، وصل أستاذان جامعيان. وهذا يعني أن الوضع في تونس، اقتصاديًا وليس فقط، قد أصبح خطيرًا لدرجة أن حتى الطبقات المتوسطة والعليا بدأت في المغادرة".

تونس، مع وصول حوالي 19000 من 71000 منذ بداية العام، هي الدولة الثانية للمهاجرين الذين هبطوا في إيطاليا بعد ليبيا، التي تأتي في المرتبة الأولى بـ 40.000 مهاجر غير شرعي، وقبل تركيا، التي تحل في المرتبة الثالثة، بحوالي 12.000 مهاجر.