كتب - محرر الاقباط متحدون
 قال قداسة البابا فرنسيس ، بابا الفاتيكان ، خلال كلمته في ختام أعمال ملتقى البحرين للحوار : الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، بحضور ملك البحرين،  والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، :"إنه واجبنا أن نشجع الإنسانية ونساعدها على الإبحار معا، فهي في الوقت نفسه مترابطة، وبقدر ما هي مترابطة فإنها متباعدة بعضها عن بعض.
 
وفيما يلي ابرز ما جاء في كلمته :
لذلك أود أن أحدد تحديات نابعة من وثيقة الأخوة الإنسانية وإعلان مملكة البحرين، الذي كان موضوع تفكيرنا في هذه الأيام، إنها الصلاة والتربية والعمل.
 
أولا :  الصلاة التي تلمس قلب الإنسان،  في الواقع، الماسي التي نعانيها والتمزقات الخطيرة التي نختبرها،وعدم وجود  التوازنات التي يعاني منها العالم المعاصر مرتبط بعدم التوازن العميق المتأصل في قلب الإنسان.

ان الخطر الأكبر لا يكمن في الأشياء، أو في الوقائع المادية، أو في المنظمات، بل في ميل الإنسان إلى الانغلاق على جوهر كيانه، على "الأنا" وعلى جماعته، ومصالحه السخيفة ، هذا الميل ليس عيبا في عصرنا فقط، فقد وجد منذ أن كان الإنسان إنسانا، وبعون الله يمكن علاجه.

الصلاة وانفتاح القلب أمام العلي أمر أساسي لتطهير أنفسنا من الأنانية، والانغلاق، والمرجعية الذاتية، والأكاذيب والظلم.

الذين  يصلون  ينالون  السلام في قلبهم ولا يسع الانسان إلا أن يكون شاهدا له ورسولا، وداعيا إليه، بمثاله أولا، رفقاءه حتى لا يصيروا رهائن لوثنية تحصر الإنسان في ما يبيعه أو يشتريه أو في ما يتلهى به.

عليه أن يدعوهم إلى أن يكتشفوا من جديد الكرامة اللانهائية المطبوعة في كل واحد منا.

الإنسان المتدين (إنسان السلام)، هو الذي يسير مع الآخرين على الأرض، ويدعوهم بلطف واحترام إلى أن يرفعوا نظرهم إلى السماء، ويحمل في صلاته، مثل البخور الذي يرتفع إلى العلي.

لكن لكي يحصل هذا الأمر، هناك مقدمة لا بد منها، وهي: الحرية الدينية، يقول إعلان مملكة البحرين إن الله هدانا إلى عطيته الإلهية، عطية حرية الاختيار، فلا يمكن لأي شكل من أشكال الإكراه الديني أن يقود الشخص إلى علاقة لها معنى مع الله،  كل نوع من الإكراه يتنافى مع جلال الله وقدرته تعالى، لأن الله لم يسلم العالم إلى عبيد، بل إلى مخلوقات حرة، يحترمها احتراما كاملا، لذلك لنلتزم حتى تكون حرية المخلوقات مرآة لحرية الخالق العظمى.

يقول إعلان مملكة البحرين : الدعوة إلى الكراهية والعنف والفتنة، هي تدنيس لاسم الله تعالى،  يرفض المتدين هذا الكلام، دون أي تبرير، يقول بقوة لاللحرب التي هي تجديف على الله، واستخدام العنف، ويترجم هذا الـ "لا"، بصورة متسقة في العمل،  لأنه لا يكفي أن نقول إن هذه الديانة مسالمة، بل من الضروري أن ندين ونعزل العنيفين الذين يسيئون إلى اسم الله او الى اسم الدين.

 ولا يكفي حتى أن نبتعد عن التعصب والتطرف، بل يجب العمل في الاتجاه المعاكس، لذلك يجب نوقف دعم الحركات الإرهابية بالمال أو بالسلاح أو التخطيط أو التبرير، أو حتى بتوفير الغطاء الإعلامي لها، ويجب اعتبار ذلك من الجرائم الدولية التي تهدد الأمن والسلم العالميين، ويجب إدانة ذلك التطرف بكل أشكاله وصوره.

رجل السلام، يعارض أيضا السباق إلى التسلح، وشؤون الحرب، وسوق الموت،  لا يدعم التحالفات ضد أحد ما، بل يدعم طرق اللقاء مع الجميع، ودون الاستسلام للنسبية أو لتوفيقية المعتقدات من أي نوع، يسلك طريقا واحدا فقط، هو طريق الأخوة والحوار والسلام.

هذه هي أجوبته عندما يقول نعم ، أيها الأصدقاء الأعزاء، لنسلك هذا الطريق، ولنفتح قلبنا لأخينا، ولنتقدم في طريق المعرفة المتبادلة،  لنوثق الروابط بيننا، من دون ازدواجية ومن دون خوف، باسم الخالق الذي وضعنا معا في العالم حراسا على الإخوة والأخوات.
 
وإن تفاوضت قوى مختلفة فيما بينها من أجل المصالح، المال، واستراتيجيات السلطة، لنريهم  نحن أن هناك طريقا آخر ممكن للقاء، وهو ممكن وضروري، لأن القوة والسلاح والمال لن يصنعوا مستقبل سلام إطلاقا.

لنلتق إذن من أجل خير الإنسان وباسم من أحب الإنسان، الذي اسمه سلام،  لنشجع المبادرات العملية، حتى تكون مسيرة الأديان الكبرى دائما فعالة وثابتة أكثر، لتكن ضمير سلام العالم، الخالق يدعونا الى العمل وخاصة لصالح الكثير من مخلوقاته  الذين مازالوا لا يجدون اماكن في اجندات الاقوياء وهم الفقراء الذين لم يولدون بعد و المرضى والمهاجرون وكبار السن .

 ادعوكم جميعا لوقف الحرب في اوكرانيا، ان كنا نحن الذين نؤمن باله الرحمة  لا نستمع الى الفقراء ولا نكون صوت لمن لا صوت لهم فمن يفعل ذلك لنكن الى جانبهم ونساعد الانسان الجريح الواقع في شدة وقتها سنجد بركة الله تعالى على العالم .