كتب - محرر الاقباط متحدون 
قال سامح شكري، وزير الخارجية ورئيس مؤتمر المناخ الـ 27 :" كافة الشواهد تؤكد لنا بغير شك ولا جدال  ان  تغير المناخ قد اصبح خطرا  يهدد حياة البشر في كل مكان.
 
وفيما يلي ابرز تصريحاته خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر المناخ كوب 27 بشرم الشيخ : 
 
يؤكد العلم بشكل قاطع ان نمط التنمية الذي سارت  عليه البشرية منذ الثورة الصناعية وحتى وقت قريب لم يعد قابل للاستدامة ، وان الاستمرار على هذا النحو  دون تغيير جذري سيؤدي إلى عواقب وخيمة تتحملها الاجيال القادمة اكثر مما يتحملها جيلنا .
 
 رغم كافة الأمنيات الطيبة وكافة الجهود المبذولة، تؤكد الدراسات مرة اخرى  من خلال أحدث التقارير الصادرة على مدار العام، وفي مقدمتها تقرير اللجنة الحكومية المعنية بتغير المناخ، أننا لا نزال نواجه فجوات تتسع بشكل مقلق سواء فيما يخص الحفاظ على الهدف الحراري لاتفاق باريس أو التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ أو توفير التمويل اللازم لتمكين الدول النامية من القيام في هذا الجهد.
 
شهد  العالم على مدار العام أحداث مؤلمة في باكستان وفي قارتنا الإفريقية، وفي أنحاء متفرقة من أوروبا وأمريكا لعل تلك الاحداث وما خلفته من دمار ثمثل عبرة وعظة وصوتا يتردد في كوكبنا، يدعونا إلى اليقظة والحرص وللتحرك العاجل لاتخاذ كافة التدابير اللازمة وفاء لالتزاماتنا وتنفيذا لتعهداتنا.
 
مؤتمر شرم الشيخ للمناخ ينعقد في خضم توترات سياسية تركت آثارها البالغة على الدول جميعا، ترتب عليها أزمات في إمدادات الطاقة والغذاء،  إذا ظن البعض أن هذه التحديات من شأنها تعطيل العمل الجماعي الدولي لمكافحة تغير المناخ، فإنه من المحتم علينا جميعا هنا في شرم الشيخ أن نثبت عكس ذلك، ادعوكم  أن نؤكد للعالم أننا ندرك حجم التحدي وأننا نملك الإرادة السياسية للتصدي لهم.
 
لذلك كانت دعوتنا دائما أن الوقت قد حان للانتقال من المفاوضات والتعهدات، إلى مرحلة يحظى فيها التنفيذ بالأولوية،
 
 ومفاد ذلك حتمية التعجيل بتنفيذ ما تراضينا عليه في الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ وعززناه في اتفاق باريس وبرنامج العمل الخاص به مع ضرورة رفع مستوى الطموح لكل الدول وفقا لقدراتها المتباينة بطبيعتها.
 
اشيد بالدول التي قامت بالفعل  بتحديث مساهمتها المحددة وطنيا ومن بينها مصر، وادعو باقي الدول المضي في نفس الطريق .
 
التقرير التقييمي الصادر مؤخرا حول مجمل وضع المساهمات المحددة وطنيا كشف أن مستوى الطموح الحالي لا يرقى إلى الوصول إلى هدف باريس.
 
وهنا ايضا تجدر الاشارة الى انه  من أجل التنفيذ الفعال للتعهدات والوعود، فلابد من مشاركة أوسع وأكثر فاعلية لكافة الأطراف المعنية من غير الدول، وفي مقدمتها القطاع الخاص والبنوك ومؤسسات التمويل الدولية والمجتمع المدني ومجتمعات الشباب والسكان الأصليين وغيرها.
 
حرصت مصر خلال الإعداد لهذا المؤتمر على التشاور مع هذه  الأطراف الدولية وإشراكهم في كافة الأنشطة والفاعليات سواء فيما يتعلق بمبادرات دولة الرئاسة أو بالأيام الموضوعية المختلفة على مدار المؤتمر، بل وأيضا في قمة شرم الشيخ لتنفيذ تعهدات المناخ التي تبدأ أعمالها غدا على مستوى رؤساء الدول والحكومات.
 
ابدأ اليوم مسؤوليتي كرئيس للمؤتمر لابد ان ادعوكم الى وقفة للمصارحة حول حقيقتين لا مناص الى إنكارهما وهما: أن جهود تغير المناخ على مدى العقود الماضية اتسمت بقدر ملحوظ من الاستقطاب ما أفضى إلى إبطاء وتيرة التقدم في عملية التفاوض.
 
ثانيا :  أن الحالة الراهنة لجهود الحشد وتوفير التمويل للمناخ تثير الكثير من الشواغل، إذ ان تعهد توفير 100 مليار دولار سنويا لم يجد بعد سبيل إلى التنفيذ.