كتب - محرر الاقباط متحدون
وجه الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، رسالة لشعب الكنيسة حملت عنوان "حبل القديسة حِنّة بالعذراء مريم والدة الإله"، وجاء بنصها :

في يوم 9 ديسمبر تُعيد كنيستنا الأرثوذكسية بحبل القديسة حِنّة بالعذراء مريم والدة الإله.

لا ذكر لجدّي الإله، يواكيم وحنة، في كتب العهد الجديد، ولكن شاع ذكرهما في الكنيسة، في أورشليم، أقله منذ القرن الرابع الميلادي. وعن أورشليم أخذت الكنيسة الجامعة ما يختص بهما.

الصورة المتداولة في التراث الكنسي عن يواكيم وحنّة أنهما كانا زوجين تقيّين مباركين سالكين بمخافة الله. ولكن لم يكن لهما ولد لأن حنّة كانت عاقرا. هذا النقص في حياة يواكيم وحنّة كان لهما سبب حزن وضيق ليس فقط لأنه من المفترض أن يتكمّل الزواج بالإنجاب بل، كذلك، لأن العقم، في تلك الأيام، كان الناس يعتبرونه عارا. وفي نظر الكثيرين من اليهود لعنة أو تخليا من الله .

لهذا كان هذان الزوجان الفاضلان لا يكفّان عن الصلاة بحرارة إلى الرب الإله ليفتح رحم حنّة ويمنّ عليهما بثمرة البطن. ولكن لم يشأ الرب الإله أن يلبّي رغبة قلبيهما حتى جاوزت حنّة سن الإنجاب. لم يكن هذا إعراضا من الله عنهما بل تدبيرا.

 استمر يواكيم وحنّة في الصلاة إلى العليّ بحرارة حتى بعد فوات الأوان على حنّة. وكان هذا تعبيرا عن ثقتهما الكاملة بالله أنه قادر على كل شيء.

 فلما حان زمان افتقاد يواكيم وحنّة، ارسل الرب الإله ملاكه إلى حنّة وبشّرها بأن صلاتها وصلاة زوجها قد استجيبت وأن العليّ سوف ينعم عليهما بمولود يكون بركة عظيمة لكل المسكونة. وأمن يواكيم وحنّة بكلام الملاك.وحبلت حنّة وأنجبت مولودا أنثى مريم والدة الإله.

ولئن كانت ولادة مريم بتدخّل من الله فإن الحبل بها كان بحسب ناموس الطبيعة، أي إن الحبل بها جاء على أثر لقاء يواكيم وحنّة بالجسد، مثلهما مثل أي زوجين عاديين.

طروبارية حبل القديسة حِنّة أم والدة الاله:
"اليوم أربطة العقر تنحلّ لأن الله إذ قد استجاب صلاة يواكيم وحِنّة وعدهما أن سيلدان على غير أمل علانية فتاة الله التي ولد منها هو غير المحدود صائراً انساناً آمراً الملاك أن يهتف نحوها :افرحي أيتها الممتلئة نعمة الربّ معك".