مساء يوم الاثنين الماضي.. كانت عقارب الساعة تقترب من الحادية عشر، حينما تلقت سهيلة حسن، زوجة محمد فرغلي رمضان القاسم، المصري المصاب بحروق خطيرة نتيجة انفجار سفينة البحر الأسود، اتصالًا، لتهرول مسرعة نحو الهاتف ودقات قلبها تسبق خطوات قدميها، لترد على الهاتف وتجد الصوت التي اشتاقت لسماعه، وهو همسات زوجها من داخل العناية المركزة.

 
منذ يوم حادث انفجار سفينة البحر الأسود؛ كانت سهيلة بجانب هاتفها ليلًا ونهارًا؛ ترسل لجميع من يتكلم عن الحادثة من هاتفها وهاتف زوجها؛ رسائل نصية تعبر من مصر إلى تركيا.. منتظرة منهم ولو إجابة واحدة تقول، إنه بخير، وسيعود إليها في أقرب وقت، حيث أن «أم العيال العشرية»؛ ودعته منذ أشهر، وانتظرت عودته لكنه لم يعد.
 
باتت سهيلة حسن؛ أيامًا وليالي بين أحضان أبنائها، والذي يبلغ أصغرهم 5 سنوات من عمره، لطمأنتهم وهي من تحتاج إلى الاطمئنان، وحاولت مرارًا وتكرارًا، أن تطلب مكالمة زوجها «صوت وصورة»، لكن الأطباء يمنعون ذلك، نتيجة تعبه الشديد ودرجة حروقه الخطيرة، والتي وصلت ما بين الرابعة والخامسة.
 
المكالمة الأخيرة بين ضحية انفجار سفينة البحر الأسود وزوجته
في مكالمة كانت مدتها 5 دقائق؛ ظهرت مشاعر الزوجة والأم والحبيبة بين القلق والألم.. تتحدث مع زوجها بصوت يطغى عليه التماسك رغم انهيارها الداخلي، قائلة: يلا تعالى عشان نشوفك قريب زي ما وعدتنا، ومستنييك وتقوم لينا بالسلامة، لتكون استجابة زوجها فور سماع صوت أم العيال العشرية عن طريق تحريك جسده بشدة وعفوية إلى حد اهتزاز السرير المُلقى عليه.
 
ومع آخر نفس للمهندس البحري قبل وفاته؛ كانت سهلة حسن؛ لديها أمل أن يعود زوجها، ورتبت أمور منزلها، وجهزت له كل ما يحبه، وكان كل ما ينقصها هو تجيهز أولادها، ليكونوا في أحسن شكل وقت استقباله لهم، وبعد نحو 7 ساعات من المكالمة بين الزوجين؛ استيقطت سهلة على مكالمة أخرى، لكنها كانت الأصعب، بإعلامها بوفاة حبيبها وزوجها، فكانت كلماتها: لا نقول إلا ما يرضي الله.. هو حبيبي وسندي وحب عمري.. كنت مستنياه أنا وعيالي.. كان راجل طيب.