بقلم : زهير دعيم
ماذا دهاكِ يا غيمات الخير حتّى رُحْتِ تقاطعين سماءنا وتلالنا وجبالنا؟!
 ماذا أصابكِ حتى تحرنين بعيدًا ، في زمن نحن أحوج ما نكون به اليْكِ .

  ما بكَ يا مطر لا ترقصُ على نوافذنا وشرفاتنا فتُغسِّل القلوبَ وخدودَ الشّوارع ووجنات الرّوابي ؟!
 ماذا دهاكَ يا خير حتى انحبسْتَ  وأبيْتَ أن تمدّ لنا يد العون ؟!
عطشنا....

 عطشنا  - والله يعلم – الى الزّخّاتِ الجميلةِ الحييةِ  والى العاصفة الحرون ، تُلوّنُ فضاءَ ليالينا ونهاراتنا، وتغمرنا بالفرحة والمسرّة في هذا الجوّ المغبّر المقيت.

 رحماكَ يا  طفل المغارة ..
 ارحمنا ، اغفر لنا ولا تجازينا حسب خطايانا وأنت الإله الصالح ...

 جُد يا ربّ واغمر سواقينا برحمتكَ وودياننا بمائكَ  ونفوسنا بطلِّ جودِكَ ، وخلّصنا من هذه الرّياح الجافّة ، الحُبلى باللاشيء التي استوطنت وأبت الرحيل ، وحطّت فوق صدرونا همًّا وغمًّا.

    نعلمُ وندرك ونعي أنّك كريمٌ يا ربّ وأنّنا في بالك دومًا ، وانّك حتمًا تُحضّرُ لزفّةِ مطرٍ قريبةٍ ترقصُ فوق ثرانا ، لتغرّدَ بعد حين مواكب البقول  في الحقول ، وتزقزق أسراب العصافير في الأوداء.

   عجّل يا ربّ
 عجّل وأنقذنا من هذه الرياح الهوجاء واغرسِ الأملَ والرّجاءَ في النفوس ؛ كلّ النفوس، فكدنا نيأس ..
عجّل فعيوننا نحوك دومًا..