التكافل والعمل الخيري يدفع المجتمع للمحافظة على المصالح العامة ودفع المفاسد والأضرار وتجاوز الأزمات والعبور منها بسلام، ولتقوية المودة والحب بين الأفراد، فهناك العديد من المؤسسات التي تركز بشكل أساسي على التبرعات الخيرية وقد أثبتت نجاحا كبيرا لالتفاف الكثيرين حولها، لذا قرر الدكتور قياتي عاشور مدرس علم الاجتماع السياسي بجامعة بني سويف، التبرع لصندوق تحيا مصر، بأجر راتب شهري لصالح الصندوق.

أراد «عاشور» أن يكون مساهماً في بناء المشروعات القومية التي أحدثت نقلة هائلة في القرى والمدن على حد سواء، فتقدم بطلب كتابي للدكتور رمضان عامر عميد كلية الآداب بجامعة بني سويف، لتحويل كامل مستحقاته المالية عن راتب شهر لصالح صندوق تحيا مصر، قياماً بواجباته تجاه الحقوق التي يتمتع، وأطلق هذه المبادرة للتشجيع على التبرع للوقوف بجانب الدولة، ولو بجزء بسيط مما يملك قائلاً في حديثه لـ «الوطن»: «لو تبرع 100 أستاذ جامعي مثلاً هنجمع على الأقل مليون جنيه في وقت قليل».


أحد الأساتذة تبرع بمكافأته عن 6 أشهر لصالح صندوق تحيا مصر
«معاك يا مصر للنهاية.. خيرك علينا وبنرد جميلك»، بهذه الجملة أنهى «عاشور» الطلب الذي تقدم به رسميًا لعميد الكلية لاعتماد المبلغ، في أثناء تقديمه، رحب الأساتذة بهذه المبادرة وقرر بعضهم التبرع كلُ على قدر استطاعته، ورحبوا بهذه الفكرة، حيث تنازل أحد أعضاء هيئة التدريس عن إحدى مكافآته لمدة 6 أشهر لصالح صندوق تحيا مصر: «عايزين الفكرة تكبر وتوصل للناس وكل واحد يشارك باللي يقدر عليه»، وبدوره وافق عميد الكلية على المبادرة، وقدم الطلب لمجلس الكلية لإقراره بشكل رسمي واتخاذ الإجراءات المطلوبة.

كموظف بسيط استطاع مدرس علم الاجتماع السياسي التبرع براتب شهر، معتبراً أنه لن يؤثر عليه لكنه سوف يضيف للصندوق لا سيما إذا وجدت الفكرة صداها وتبرع القادرون على ذلك، موضحاً أن التبرعات لها دور كبير في نشر الانتماء الوطني والشعور بالحماس والمحافظة على المشروعات القومية، قائلاً: «المواطن لما يتبرع للدولة هيحس إنه شريك في المشروعات وأنها ملكه وساهم في بناها، وده بيخليه تلقائي يحافظ عليها».