كتبها  Oliver 
- وقف المسيح البار فى طابور الخطاة منتظراً دوره فى معمودة التوبة و هو لا يتوب لأنه بلا خطية. الناس جاءوا ليعتمدوا راغبين في مغفرة خطاياهم أما المسيح الرب فما حاجته لمغفرة الخطايا. كانوايأتون معترفين ليوحنا بخطاياهم أما المسيح فبماذا يعترف؟ كان يوحنا يبكت الناس علي خطاياهم أما المسيح فمن هذا الذى يجرؤ أن يبكته  على خطية.لماذا إذن جاء المسيح إلى يوحنا فى البرية و لماذا إعتمد منه؟
-كان لابد أن يأتى إلى يوحنا لكي يتسلم من يوحنا رسالة الأنبياء فيكملها و يسلمها لله الآب.كان أيضاً يتسلم الشعب الغارق فى خطاياه.الشعب الذى يقدس الأنبياء ثم يقتلهم.خاصته التى ترفضه.جاء ليشهد ليوحنا قبل أن يقطعوا رأسه.ليمنح يوحنا أعظم تقديس بجعله المعمدان لأنه أعظم من نبي و أعظم مواليد النساء.
-يعرف يوحنا أنه لم يفعل للمسيح شيئاً.حتى المعمودية التى تمت بيوحنا  لم تكن من يوحنا المعمدان بل من السماء.ما حصل ليوحنا من خبرات روحية قبل و أثناء المعمودية جعله يذوب خجلاً قدام إبن الله.لقد إعتمد يوحنا بالمسيح أكثر مما إعتمد المسيح بيوحنا. 
-جاء المسيح إلى الساجد له في بطن أمه(يوحنا).إنحنى السيد الرب قدام خادمه و نزل إلى الماء ليعتمد منه.لكى تكون لغتنا هى الإتضاع و بها نغلب .بالإتضاع نتعلم الثالوث القدوس ونعيشه.نشهد له و يشهد لنا. الصور الخالية من إنحناء المسيح قدام يوحنا و الإعلان الإلهي لا تقدم أهم ما في معمودية المسيح.
-هذه هى اللحظة التى صرخ فيها المعمدان و هو يقدم المسيح للبشرية.مهمة صعبة للغاية أن تقدم المسيح لكنها أعظم عمل للمؤمن.لأنه لهذا جاء يوحنا لكى يشهد لإبن الله و لهذا جاء أولاد الله إلى العالم.
- الروح القدس أعلن المسيح ليوحنا و هو لم يكن يعرفه.يوحنا أعلن لنا المسيح و شهد له.الآب أعلن الإبن,الروح القدس أعلن أقنوم الخلاص.المسيح أعلن لنا ذاته.هذا أعظم أيام البشرية فمعرفة المسيح غايتنا.
-أهم ما حصل فى معمودية الرب يسوع هو الظهور الإلهى للثالوث القدس. صوت الآب و ظهور الروح القدس بهيئة جسمية كيمامة.هذا الإعلان الإلهى  ظل ركيزة أساسية فى خدمة و تعليم المسيح  الذى كان يكررها على مسامع الذين يرفضونه.وقف الحاقدون قدام هذه الحقيقة عاجزين أن هذا هو إبن الله.كانوا يعرفون أن معمودية يوحنا للمسيح هى من السماء و ليست من الأرض.فصوت الآب من السماء و نزول الروح القدس على المسيح من السماء .يوحنا صرخ هذا الصاعد من الماء هو النازل من السماء.
-- معمودية المسيح هى بدء كرازة الخلاص.هى أول المعرفة الأبدية.هى الدخول إلى السمائيات. باب الفداء و ثوب العُرس.المعمودية هى الشريان الذى نتغذى من خلاله كالأجنة فى رحم الملكوت. المعمودية هى الزيت الذى لا ينقص و التناول هو الدقيق الذى لا يفرغ..معمودية المسيح تغير نسبنا إلى ما هو فوق.
-على مثال معمودية المسيح إعتمدنا.ذهب العتيق و نلنا الجديد الذى لا يخطئ.صرنا شركاء الطبيعة الإلهية.الآن يمكننا أن نتعلم الإنجيل و نعيش ما لا نراه.الآن صار لنا رجاء لا يضمحل و إيمان لا يهتز و ثقة لا تتقلب و قوة غالبة و محبة لا تسقط أبداً.