ياسر أيوب
إلى جانب ألعابها ومسابقاتها ونتائجها بكل ما فيها من إثارة ودراما، لا تبخل الرياضة أحيانا على جماهيرها بمزيد من الإثارة والدراما، لكن خارج ملاعبها. فى بطولة أستراليا المفتوحة الحالية للتنس، لم تكتف البطولة بمفاجأة هزيمة النجم الإسبانى رافاييل نادال فى الدور الثانى أمام أمريكى غير مصنف اسمه ماكنزى ماكدونالد.

و«نادال» هو المصنف الثانى على العالم، والفائز بـ 22 بطولة جائزة كبرى، والذى كان العام الماضى بطلًا لـ«رولات جاروس» و«أستراليا المفتوحة» أيضا.. وفى نفس الدور الثانى لنفس البطولة، خسرت البطلة الإنجليزية إيما رادوكانوا أمام الأمريكية كوكو جوف التى لاتزال فى الثامنة عشر من عمرها، وكانت إيما قد فازت ببطولة أمريكا المفتوحة 2021 لتكون أول إنجليزية تفوز بإحدى بطولات الجائزة الكبرى منذ 44 عاما وتنال تهنئة استثنائية وخاصة جدا من الملكة الراحلة إليزابيث.. ولم تكتف بطولة أستراليا المفتوحة بهذه المفاجآت، لكنها أضافت حكايات ساخنة خارج ملاعب التنس.. فبعد قرار اللجنة المنظمة للبطولة بالسماح للجماهير برفع ما تشاء من لافتات وأعلام.

فوجئ الجميع بالأمر يكاد يتحول إلى معركة بالرايات والأعلام والصرخات بين جماهير روسيا وأوكرانيا أثناء مباراة الروسية كاميلا أمام الأوكرانية كاترينا.. وتم إلغاء قرار السماح بذلك أثناء المباراة، وإخراج أى أعلام ولافتات من المدرجات، وشعر مسؤولو البطولة بالحرج لأنهم سمحوا بمشاركة لاعبات ولاعبى روسيا وبيلاروسيا دون أعلام بلادهم، ولم يكونوا مثل ويمبلدون التى منعت أصلا مشاركتهم.. وكان أبرز المعارضين لقرار المنع هو اللاعب النرويجى كاسبر رود الذى لعب العام الماضى نهائى بطولتى رولان جاروس وأمريكا المفتوحة.. وقال كاسبر إن لاعبى التنس فى العالم كله من حقهم إبداء آرائهم فى أى قضية مثارة عالميًا أو فى بلادهم.

وهو الأمر الذى رفضه آخرون كثيرون، لاعبون ومسؤولون، طالبوا بضرورة المحافظة على طبيعة هادئة وقورة للعبة التنس حتى لا تفسدها السياسة مثلما أفسدت ألعابا أخرى كثيرة. وقيل لهؤلاء: أين كانوا وبطولات تنس كبرى تمنع لاعبين وأبطالا روسا من المشاركة بسبب السياسة، وتهديد ميدفيديف بعدم المشاركة فى ويمبلدون العام الماضى إن لم ينتقد سياسات الرئيس الروسى بوتين وقراراته؟!.. لكن الحكاية الأكثر إثارة التى أصبحت منذ أمس الأول حديث أوروبا كلها، سواء المهتمين بلعبة التنس أو حتى الذين لا يتابعون بطولاتها، هى حكاية اللاعبة الإيطالية كاميلا جورجى، المصنفة 66 حاليا على العالم، فقد قالت دانييلا جريلونى منذ أيام أن كاميلا شاركت العام الماضى فى بطولة أستراليا المفتوحة بشهادة مزورة تفيد تلقيها التطعيم ضد كورونا. والتفت العالم لما قالته دانييلا، باعتبارها الطبيبة الإيطالية التى تشرف دائما على علاج كاميلا وكل أسرتها.. وبدأت التحقيقات فى أستراليا بشأن شهادة تطعيم كاميلا. وفى إيطاليا، بعدما قيل إن هناك أكثر من مائتى لاعبة ولاعب إيطالى فى مختلف الألعاب قاموا بتزوير شهادات تطعيم تحولت لتجارة رابحة لبعض الأطباء والمستشفيات الإيطالية.. ولا يزال الجميع ينتظر انتهاء التحقيق ثم القرار.
نقلا عن المصري اليوم