Oliver كتبها
-الروح القدس وهبنا بشارة الإنجيل .هذا البستان الذى نتعلم فيه خطوات الأبدية و نختبر به  غير المرئى. داخل كل معجزة وضع الروح القدس أبعاداً يدركها من يلجأ لروح الله صاحب الكلمة.زوايا مبهرة فى كل معجزة نحتاج إلى النور السماوى لنبصرها فلا نكتفى بالمعجزة كحدث تاريخى قديم بل نراها أعماقاَ لبحر لم يعبره أحد.نستخرج منه اللآلئ  و نغتنى.

- معجزة تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل حدث عظيم و فى باطنه معانى أعظم .لذلك فإننا لا نجد أحدا من الآباء الكبار قد فسر هذه المعجزة بعيداً عن إدراك رموزها و أبعادها الباطنية.

- يوحنا الحبيب بدأ إنجيله كأنه يكتب سفر تكوين (العهد الجديد) .بعبارة في البدء يماثل سفر التكوين.ثم يمر على أيام سبعة.كأنها أيام الخليقة.يوم معموديته هو اليوم الأول.حين رف روح الله على مياه نهر الأردن.ثم نجد عبارة(فى الغد) ثلاثة مرات يو1: (26-35-43).إذن مرت أربعة أيام.ثم بعد ثلاثة أيام من رابع يوم  حدثت المعجزة.يو2: 1.الروح القدس يجعل هذه المعجزة هى اليوم السابع الذى فيه إستراح الرب فى الخليقة الجديدة .ختام الأيام السبعة هو العرس الذى فيه وليمتنا الأبدية بصناعة المسيح و ليس إنسان.

-فى المعجزة ماء و أجران.خمر قد نفذ و خدم بلا حيلة.رئيس متكأ لعرس بلا خمر بلا فرح.أم الرب و بعض التلاميذ.عريس غائب لا نعرفه و عروس لم توصف.مدعوين تعودوا على الخمر القديم.

-لأن الحديث هو عن الخليقة الجديدة فإن يوحنا جعل حتي الأشخاص الحاضرين في العرس أشخاصا لها رمزيتها و لا تعبر عن نفسها فقط.فالعذراء هى أمه و لكنها أيضاَ حواء الجديدة لذلك خاطبها المسيح(آدم الجديد) بلقب (إمرأة) كما خاطب آدم الأول حواء.هنا آدم و حواء جديدان و فردوساً جديداً غير الذى فقدناه.

-أيضاً جعل يوحنا العبارات رمزية .فعبارة (ما لي و لك يا إمرأة) كانت فى زمن المجاعة و بها خاطبت أرملة صرفة صيدا إيليا النبي قائلة له ما لي و لك يا رجل الله.لكي بهذه العبارة (ما لي و لك ) 1مل17: 18 نتذكر مجاعة البشرية و عوزها إلى مخلص.كانت العذراء تمثل البشرية التى فقدت الخمر(بهجة الخلاص) .

-الخليقة الجديدة(كنيسة المسيح) و تمثلها العذراء مريم أيضاً .ليست مستغنية عن خدام العهد القديم.إنهم يملأون الأجران ثم بأمر المسيح يقدمون لنا نحن المدعوين للخمر الجديد.لهم خبرة الناموس و أيضاً عشرة مخلصنا.لذلك نحن مدينين  لتلاميذ رب المجد اليهود نحن نفهم خمر العهد الجديد بماء العهد القديم.

-إسم موسى النبي مشتق من الماء(المنتشل من الماء) لذلك إستخدم يوحنا لفظ الماء فى هذه المعجزة للتعبير عن ناموس موسى.أو لنقل أن الخليقة القديمة إبتدأت بالماء و أن الخليقة الجديدة تشكلت بماء الحياة المتدفق من جنب المسيح على الصليب.و من أنهارماء الروح القدس فى المؤمنين.فرغ الماء من الأجران.أى عجز الناموس  عن إحياءنا.أكمل الرب الأجران حتى تمامها.أكمل الناموس ثم  حوله إلى إلى خمرأى إنتقلت الخليقة إلى (تدبير الروح القدس) بخلاص المسيح. لنكتشف عظم النعمة التى فيها نحن مقيمون..

-الأجران الستة هى ماء لتطهيرات اليهود و لم تكن أوعية للخمر.حول السيد الرب الماء إلى خمر لتصبح التطهيرات بالخمر الذى تحول إلى دم يوم خميس العهد. فلم نعد نتطهر مؤقتا كتطهيرات اليهود بل لنا الغسيل الابدى بدم المسيح.تطهيرات لها مذاقة الملكوت الذى شهد له رئيس المتكأ (اليهود).

-جاء المسيح إلى الوليمة مدعواً (من أمه) ممثلة للبشرية التى تلتمس شبعا.مرسلاً من (الآب القدوس) . لم يكن يعرف سره إلا القليلين.أولهم أم الله التى لها وصية وحيدة في الكتاب المقدس هى : مهما قال لكم فإفعلوه.لأن العرس يكتمل بتتميم وصايا الرب .فى كل أعوزنا له طرقه لإشباعنا. يحول كل مناسباتنا الفقيرة إلى عرس قانا الجليل.وليمته ممتلئة و فيها كل أشواق قلوبنا.طوبي للجالسين حول مائدته لأن المسيح على رأسها يخدمنا خدمة الأبدية.