في مثل هذا اليوم 27 ديسمبر537م..

سامح جميل

يُعد مسجد آيا صوفيا الكائن في الشق الأوروبي منإسطنبول التركية'> مدينة إسطنبول التركية، أحد أهم رموز فتح القسطنطينية (إسطنبول) على يد السلطان العثماني "محمد الفاتح" من الإمبراطورية البيزنطية في (29 مايو / أيار 1453)، بعد أن ظلت عصية على الفتوحات الإسلامية لعدة قرون.
ويصنف " ايا صوفيا " الذي تحول مع فتح إسطنبول من كنيسة إلى جامع، أحد أهم الآثار الفنية والمعمارية في العالم، ومع بداية القرن الماضي تحول لمتحف والدخول إليه مقابل مبلغ مالي , ليتم اعادته إلى مسجد مفتوح للجميع لزيارته مجاناً  . وتم تشييد هذا الصرح المهيب عام 537، ويعتبره مؤرخون "ثامن عجائب الدنيا".
يعتبر “ مسجد آيا صوفيا ”، اليوم صرحاً فنياً ومعمارياً موجود في منطقة "السلطان أحمد"، بمدينة إسطنبول، واستخدم لمدة 481 عاماً مسجداً، قبل أن يتحول إلى متحف عام 1934، ليشهد الصرح العظيم حدثاً تاريخياً في 10 يوليو/تموز 2020، بإلغاء المحكمة الإدارية العليا التركية، قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934، وفتحه من جديد للعبادة والصلاة، ونقل تبعية الصرح التاريخي من وزارة الثقافة والسياحة إلى رئاسة الشؤون الدينية.
شيدت كنيسة آيا صوفيا، في عهد الإمبراطورية الرومانية الشرقية (395 – 1453) بالعاصمة بيزنطة (إسطنبول)، قبل تدميرها على يد الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس، حيث أعيد بناء الكنيسة مجدداً في عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين الثاني عام 360، باسم كنيسة آيا صوفيا (الحكمة المقدسة)، ليتم تدمير المبنى للمرة الثانية بعد 44 عاماً، خلال تمرد لسكان المدينة جاء بسبب إقامة تمثال من الفضة لأفدوكيا، زوجة الإمبراطور الروماني الشرقي أركاديوس، أمام آيا صوفيا.
وفي عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني، الذي تولى بعد أركاديوس، جرى إعادة بناء آيا صوفيا ليتم افتتاحه رسمياً عام 415، واستمر بناء آيا صوفيا كأكبر كنيسة في بيزنطة حتى عام 532، حيث تعرض للحرق والتدمير في العام المذكور خلال "تمرد نيكا" في عهد جستنيان الأول.
تم إعادة بناء آيا صوفيا في 5 سنوات، وبعد 39 يوماً من تمرد نيكا، شرع الإمبراطور جستنيانوس (جستنيان الأول) بإعادة بناء آيا صوفيا، لتكتمل أعمال البناء عام 537.
شارك في أعمال البناء نحو 100 مهندس معماري يعملون مع اثنين من كبار المهندسين المعماريين، ووضع 100 عامل تحت تصرف كل مهندس معماري، وجرى إعادة تشييد المبنى في فترة قصيرة بلغت 5 سنوات و10 أشهر، باستخدام الطوب بدلاً من الخشب، نظراً لمقاومته الظروف الجوية والحرائق.
وطلب جستنيانوس من الولاة والملوك الخاضعين لإدارته إرسال أجمل وأجود أنواع الرخام لاستخدامها في بناء كنيسة أيا صوفيا.
سارع الولاة والملوك إلى إرسال أفضل الأعمدة الرخامية والقضبان والنوافذ التي انتزعوها من المعابد والحمامات والقصور من جميع أنحاء الإمبراطورية، وضمان وصولها إلى إسطنبول.
جرى اتباع النمط الفارسي في بناء آيا صوفيا، واستخدام نموذج "أرجل الفيل" المبنية من الحجر الجيري الكبير واستخدام الطوب في بناء الجدران والطوب المصنوع من تربة جزيرة رودس المميز بخفة وزنه في بناء القبة الكبيرة.
كانت الزخارف الداخلية مبهرة مثل قبة آيا صوفيا، وأقيم حفل افتتاح الكنيسة في 27 ديسمبر/ كانون الأول 537 بمشاركة الإمبراطور جستنيانوس الأول.
لم يتمكن بناء آيا صوفيا من الحفاظ على شكله الهندسي الأصلي، بسبب أعمال إعادة البناء والترميم المستمرة على خلفية الكوارث الطبيعية والغزوات والحروب التي شهدتها المنطقة.!!