ياسر أيوب
كلام كثير قيل طيلة الأيام القليلة الماضية عن الأهلى والزمالك والمباراة التى ستجمع بينهما اليوم .. ووسط هذا الكثير لابد من كلام آخر حتى لو قليل عن استاد القاهرة .. ليس فقط لأنه الاستاد الذى يستضيف مباراة اليوم بين الناديين الكبيرين .. إنما جمال ومكانة وتاريخ هذا الاستاد وحكايته التى قد لا يعرف كثيرون اليوم تفاصيلها سواء عن الذى قرر البناء أو وضع الرسومات الهندسية أو الذى قام بالبناء .. ففى 1956 قرر الرئيس جمال عبد الناصر بناء هذا الاستاد الذى كان حلما قديما جدا للقاهرة .. فبعد دورة برلين الأوليمبية 1936 .. قرر محمد طاهر باشا رئيس اللجنة الأهلية للرياضة البدنية دعوة المهندس الألمانى فيرنر مارش ليأتى للقاهرة ليقوم بتصميم استاد جديد للعاصمة المصرية .. وهو المهندس الذى صمم استاد دورة برلين الأوليمبية وأراد المصريون استادا مثله فى عاصمتهم .. فلم تكن القاهرة وقتها تملك إلا ملاعب قليلة أهمها كان استاد الجيش فى العباسية الذى استضاف قمم الأهلى والزمالك وانتصارات منتخب مصر وأهمها التأهل لنهائيات مونديال 1934 .. وفى المقابل باتت الإسكندرية منذ 1929 تملك استادا أنيقا أصبح بشهادة أجانب كثيرين أحد أجمل استادات العالم .. ولم تنجح جهود محمد طاهر باشا فى بدء بناء استاد مماثل للقاهرة .. ولم ييأس طاهر باشا وكاد الحلم يتحقق حين خصصت وزارة الشئون الاجتماعية فى 1944 أرضا مساحتها 211 ألف متر لبناء الاستاد فى مدينة الأوقاف الجديدة التى أنشأتها الوزارة بجوار الزمالك .. واعترضت وزارة الأشغال على سعر الأرض المغالى فيه حيث كان جنيها للمتر الواحد وتم الغاء التخصيص .. وعاد الحلم مرة أخرى فى 1949 ووافقت وزارة المالية على تخصيص مبلغ مليون جنيه لبناء استادمحمد على الكبير فى مدينة الاوقاف .. وأقيم حفل ضخم فى 26 نوفمبر 1949 لوضع حجر أساس الاستاد .. واستقبل عبد الخالق باشا حسونة وزير الأوقاف كبار الوجهاء والأمراء والوزراء يتقدمهم محمد طاهر باشا مندوبا عن جلالة الملك فاروق وحسين باشا سرى رئيس الحكومة .. وألقى طاهر باشا كلمة نيابة عن الملك أكد فيها أن هذا الاستاد سيليق بالعاصمة المصرية ويتيح لها استضافة دورة أوليمبية على ضفاف النيل .. فهو على مساحة 85 فدانا وسيتسع لمائة ألف متفرج .. ورغم هذا الاحتفال التى تسابقت الصحف المصرية على نشر تفاصيله وأسماء ضيوفه وحجر الأساس الذى تم وضعه .. لم تعقبه أى خطوة تالية ولم يبدأ أى عمل فوق تلك الأرض التى أصبحت عمارات سكنية وليست استاد يحمل اسم محمد على .. وقامت ثورة يوليو 1952 لتصبح مصر جمهورية يرأسها جمال عبد الناصر .. وبعد ست سنوت عقب الثورة .. قرر جمال عبد الناصر تحقيق أحد الأحلام الرياضية الكبرى للعاصمة المصرية بامتلاك استاد يليق بها .. لكنه لم يكن هذه المرة فى قلب العاصمة إنما خارجها ناحية الشرق قريبا من الصحراء .. وعاد من جديد نفس المهندس الألمانى فيرنر مارش وبدأ فى 1956 يضع التصميمات النهائية للاستاد الجديد
نقلا عن المصرى اليوم