لم يظلمنى أحد كما ظلمنى اليهود، ادعوا أنى فرعون الخروج من مصر، وكذّبت ادعاءهم كريستين لاروش دى نوبل كور، صاحبة كتاب «رمسيس الثانى»، الذى طُبعت منه مليون نسخة بجميع لغات العالم. فى هذا الكتاب قالت: لقد ظلمت التوراة رمسيس الثانى ظلمًا كبيرًا، فليس هو فرعون الخروج. تجدون فى كتاب سيلبرمان، وفنكلشتاين: التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها بناءً على علم الآثار يقولان: لم تكن هناك أصلًا فترة عبودية فى مصر، كما أنه ليس هناك أى دليل على رواية الخروج الجماعى، كما لا يوجد أى دليل على قصة التجوال فى البرية، والعجل الذهبى ص١٤، المؤلفان من علماء الآثار، وهما يهوديان، أحدهما فى جامعة تل أبيب، والآخر فى نيوهافن بالولايات المتحدة الأمريكية.
 
أنا رمسيس الثانى، وُلدت منذ ٣٣٣٨ سنة مضت، قال عنى أمير الشعراء: بايعته القلوب فى صلب سيتى/ يوم أن شاقها إليه الرجاء/ مَن كرمسيس فى الملوك حديثًا/ ولرمسيس الملوك فداء.
 
د. موريس بوكاى، اليهودى الفرنسى، مغربى الأصل، «بوخيه»، الذى قال عنه د. جمال مختار إنه نصاب، كان صديقًا لمحمود أبووافية، عديل السادات، استعان الاثنان بجيسكار دستان، رئيس فرنسا، عند زيارته لمصر فى إقناع الرئيس السادات بخروجى للعرض فى باريس، قامت ثورة عارمة من المصريين، سأل د. جمال مختار «ديستان»: هل تقبلون عرض غطاء تابوت نابليون فى مصر؟، فكان الرد سخيفًا: نحن نعرضه بطريقة أفضل مما تعرضونه أنتم!. قال د. لبيب حبشى لـ«ديستان»: باقولك إيه: سلو بلدنا مفيش ميت يخرج من بلده!، هو كده!. تضايق «ديستان»، واشتكاه للرئيس السادات، تراجع السادات، ثم قام «بوكاى» بحملة إعلامية عالمية: جسد رمسيس سوف يتحلل!!. وافق السادات، خرجت بباسبورت: ملك مصر سابقًا، حملونى إلى مطار شارل ديجول، صحيح أنهم استقبلونى بـ٢١ طلقة مدفع، ولكن:
 
ويُحمل من بلد لآخر وما درى/ فواهًا له بعد البلاء يتغرب!!.
 
تصوروا..!. ثانى يوم لوصولى، يدخل علىَّ موشيه ديان، ويلكزنى بعصاه قائلًا: أخرجتنا من مصر أحياء، وأخرجناك من مصر ميتًا!!. صحيح: إن العدو وإن تقادم عهده/ فالحقد باقٍ فى الصدور مقيم. ليس هذا فقط، أعلن التليفزيون الفرنسى: سنعرض عليكم حدثًا أخطر من نزول أرمسترونج على سطح القمر!. أصبح العالم كله شغوفًا ومنتظرًا، وإذا بهؤلاء الهمج يعرضوننى عاريًا من لفائفى طوال عشرين دقيقة، والمذيع الصهيونى الوقح يشير إلىَّ قائلًا: هذا هو مَن أخرج اليهود من مصر، هذا هو الملك الذى استعبدهم وعذّبهم وطردهم!. ولو قرأتم توراتهم فسوف تعجبون من أن بيوتهم كانت مثل بيوتنا، حتى اضطروا للتفرقة بعلامة الدم على بيوتهم، وعند خروجهم أعطيناهم ثيابنا وذهبنا وفضتنا، وكانوا يأكلون عندنا لحمًا حتى يشبعوا، فكيف كانوا عبيدًا؟!.
 
الكذب ليس له رجلان، إنهم أساتذة فى فن الكذب والتأليف، كما قالها هيجل، الفيلسوف الألمانى، ويعانون عقدة أزلية هى الحضارة المصرية كما قالها سيمجوند فرويد.
 
احتجت الواشنطن بوست: الملك الذى كان الملوك يسجدون بين يديه يطلبون منه أن يعفو عنهم ويهبهم نسمة الحياة، لا يجب أن يُعرض هذا العرض المهين، احتجّت مصر، كما قامت مظاهرات فى باريس، وأنتم هنا لا حس ولا خبر!. عدت إلى بلدى بشروط الحماية من التحلل: درجة حرارة- درجة رطوبة- إضاءة.. معينة!. تحلل بعد ثلاثة آلاف وثلاثمائة وثمانٍ وثلاثين سنة؟!. هذه قصتى، وما خفى كان أعظم.
نقلا عن المصري اليوم