بعد قرار الرئيس جمال عبدالناصر ببناء استاد جديد يليق بالقاهرة.. وقيام المهندس الألمانى فيرنر مارش بوضع التصميمات النهائية للاستاد.. وبعد وضع حجر الأساس في 1958.. تم إسناد المشروع إلى شركة محرم وباخوم.
 
شركة أسسها في 1950 كل من أحمد محرم وميشيل باخوم في غرفة واحدة في شارع شامبليون.. اثنان من شباب مصر اقتسما معا الطموح والحلم والتعب ولم يكن عمرهما وقت تأسيس الشركة قد تجاوز السابعة والثلاثين عاما.. تخرج أحمد محرم في كلية الهندسة 1935 في أول دفعة بعد ضم مدرسة المهندسخانة للجامعة المصرية أو جامعة القاهرة حاليا.
 
بينما كان ميشيل باخوم أول الثانوية العامة في مصر 1931 ونال شهادة الدكتوراة في الهندسة من جامعة فؤاد الأول 1945.. وبدأت تتوالى نجاحات حقيقية وكبرى للشركة الجديدة، وكان من الطبيعى أن يتم اختيارها لبناء الاستاد الجديد.
 
وبالرغم من ضخامته.. لم يكن استاد القاهرة الإنجاز الوحيد سواء لأحمد محرم أو ميشيل باخوم.. إنما كان البداية فقط وبعدها كان العديد من المشروعات الكبرى مثل مصنع الحديد والصلب في حلوان وعدد هائل من الكبارى، أهمها كوبرى رمسيس الذي بدأ العمل فيه ثم كان انتصار أكتوبر فتغير الاسم إلى كوبرى أكتوبر وأيضا الإسهام في مترو أنفاق القاهرة.
 
وتولى أحمد محرم وزارة الإسكان في 1962.. وبدأت شركة محرم وباخوم العمل في استاد القاهرة 1958.. وكانت التكلفة المبدئية للمشروع هي مليون ونصف المليون جنيه، لكنها زادت أثناء التنفيذ لتبلغ ثلاثة ملايين جنيه.. فقد أراده الرئيس جمال عبدالناصر استادا ضخما يليق بمصر ويكون متعدد الأغراض وليست كرة القدم فقط.
 
وبالفعل كان الاستاد وقتها أحد أكبر استادات العالم.. وبعد عمل متواصل دام ثلاث سنوات.. جاء الرابع والعشرون من يوليو 1960 وافتتح الرئيس عبدالناصر الاستاد الجديد وألقى كلمة بعد الافتتاح قال فيها.. بسم الله نفتتح جميعا هذا الملعب ونحمد الله الذي أعاننا على أن نسير في طريقنا لنبنى هذا البلد كما نريد.
 
الحمد لله الذي أعاننا على أن ننتصر على أعداء الوطن مهما كانت قوتهم ومهما كانت أساطيلهم وجيوشهم.. الحمد لله الذي أعاننا في كفاحنا من أجل بناء بلدنا ومكننا من الفرصة التي نجتمع فيها اليوم لنحتفل جميعا بهذا العمل الكبير.
 
وحمل الاستاد في البداية اسم ناصر ثم أصبح استاد القاهرة وتحول إلى شاهد وشريك في أجمل وأهم وأغلى انتصارات الكرة المصرية كمنتخب وأندية أيضا.. فيه فاز المنتخب ببطولة إفريقيا وتأهل لنهائيات المونديال.
 
وافتتح الإسماعيلى على أرضه البطولات الإفريقية للأندية المصرية، ثم توالت بطولات الأهلى والزمالك والمقاولون العرب المحلية والعربية والإفريقية.. ولعب في الاستاد نجوم كبار مثل بيليه وبوشكاش ودى ستيفانو وإيزيبيو وبيكنباور وبوبى مور وزين الدين زيدان وغيرهم.
 
وتحول إلى مدينة رياضية متكاملة لمختلف الألعاب استضافت مختلف البطولات والدورات.. وزاره رؤساء وملوك كثيرون، واستضاف، أمس، من جديد قمة الأهلى والزمالك.
نقلا عن المصري اليوم