أيمن زكى
في مثل هذا اليوم استشهد القديس الجليل فيلوثاؤس الذي تفسير اسمه "محب الإله". وقد ولد بمدينة إنطاكية من أبوين وثنيين يتعبدان لعجل اسمه زبرجد، وكانا يطعمانه سميدا معجونا بزيت السيرج وعسل النحل، ويدهنانه بدهن وطيب ثلاث مرات في اليوم، ويسقيانه نبيذا وزيتا، وخصصوا له مكانين أحدهما للشتاء والأخر للصيف، ووضعوا في عنقه طوقا من ذهب. وخلاخل ذهب في رجليه.
ولما بلغ فيلوثاؤس عشر سنوات دعاه أبوه ان يسجد للعجل فلم يقبل، فتركه ولم يرد ان يكدر خاطره لمحبته له ولأنه وحيده. أما فيلوثاؤس فانه لصغر سنه، ولعدم إدراكه معرفة الله ظن ان الشمس هي الإله فوقف أمامها مرة قائلا: أسألك أيتها الشمس ان كنت أنت هو الإله فعرفيني. فأجاب صوت من العلاء قائلا: لست انا آلها. بل انا عبد وخادم للإله، الذي سوف تعرفه، وتسفك دمك لأجل اسمه. ولما رأي الرب استقامة الصبي، أرسل إليه ملاكا فاعلمه بكل شئ عن خلقة العالم وتجسد السيد المسيح لخلاص البشر. فسر فيلوثاؤس وابتهج قلبه، وشرع من ذلك الوقت يصوم ويصلي ويتصدق علي المساكين والبائسين.
وبعد سنة من ذلك التاريخ، أقام أبواه وليمة لبعض الأصدقاء، وطلبا ولدهما ليسجد للعجل قبل الأكل والشرب. فوقف الصبي أمام العجل وقال له: أأنت الإله الذي يعبد؟ فخرج منه صوت قائلا إنني لست الإله، وإنما الشيطان قد دخل في وصرت أضل الناس. ثم وثب علي أبوي الصبي ونطحهما فماتا في الحال.
أما القديس فأمر عبيده بقتل العجل وحرقه وتذريته. وصلي إلى الله من اجل والديه فأقامهما الرب من الموت. وبعد ذلك تعمد هو وأبواه باسم الآب والابن والروح القدس.
و قد أعطها الرب موهبة شفاء المرضي. فذاع صيته وبلغ مسامع دقلديانوس فاستحضره وأمره ان يقدم البخور للأوثان فلم يفعل، فعذبه بكل أنواع العذاب. ولما لم ينثن عن عزمه عاد الملك فلاطفه وخادعه. فوعده القديس بالسجود لابللون كطلبه. ففرح الملك وأرسل فاحضر ابللون وسبعين وثنا مع سبعين كاهن ونادي المنادون في المدينة بذلك. فحضرت الجماهير الكثيرة لمشاهدة سجود القديس فيلوثاؤس لابللون. وفيما هم في الطريق صلي القديس إلى السيد المسيح ففتحت الأرض وابتلعت الكهنة والأوثان. وحدث اضطراب وهرج كثير وأمن جمهور كبير واعترفوا بالسيد المسيح. فغضب الملك وأمر بقطع رؤوسهم، فنالوا إكليل الشهادة. ثم أمر بقطع رأس القديس فيلوثاؤس. فنال إكليل الحياة.
بركه صلاته تكون معنا آمين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...