د. أمير فهمى زخارى المنيا
تاريخ حي الباطنية.. من وكر لتجارة المخدرات إلى واجهة سياحية بمصر..
الباطنية أشهر أحياء الدرب الأحمر وهو من أقدم الأحياء في القاهرة فعمره يقارب الألف عام، وعلى الرغم من اهمية ذلك المكان لكونه منطقة أثرية موغلة في العراقة والقدم‏، إلى انه اكتسب سمعة سيئة خلال المئة عام الاخيرة فقط لأنه وحتى وقت قريب كان مركزاً لتجارة المخدرات وبيعها العلني!.

وترجع تسميته في الأصل إلي "الباطلية" لأنه إبان بناء مدينة القاهرة في عصر الدولة الفاطمية إستولى جماعة من العسكر قطعة من الارض بالباطل فاطلق علية اسم الباطلية.

ويذكر المقريزي: "أنه في سنة ثلاث وستّين وستّمائة (663 هـ) احترقت حارة الباطليّة عندما كثر الحريق في القاهرة ومصر وما زالت الباطلية خرابا والناس تضرب بحريقها المثل لمن يشرب الماء كثيرا فيقولون: كأنّ في باطنه حريق الباطليّة.

ولما عمر "الطواشي بهادر المقدّم" داره بالباطليّة عمر فيها مواضع بعد سنة خمس وثمانين وسبعمائة (785 هـ) ".

- الباطنية هو الاسم الذي أطلق على الحي بعد ان عٌمر الحي من جديد وكانت اول دار به هى دار الطواشى بهادر بن عبد الله النبهانى الرومى مقدم المماليك السلطانية والذي تولى وظيفة نظارة الجامع الأزهر – اى المشرف على شئونه – وينص المرسوم بأن من مات من مجاورى الجامع الأزهر وليس له وارث شرعي وترك موجودا – اى اموالا واملاكا – فأنما تؤول الى زملائه من مجاورى الأزهر.

وكان يخصص لكل شيخ من مشايخ المذاهب الأربعة دار داخل الحي تعرف باسمه ومن هنا تغير اسم الحي من الباطلية الى الباطنية اى باطنة العلماء.
لكن وبمرور الزمن تحولت المنطقة إلى مقرا لتجارة المخدرات وإنقسمت الباطنية إلى منطقتين " الوسعاية الصغيرة " و " الوسعاية الكبيرة " والتي كانت المنطقة الأم لتجارة المخدرات حيث كان يجلس المعلمين على الموائد وداخل الخيم في هاتين الوسعاتين ويبيعون المخدرات !! ..

وهكذا تحولت منطقة الباطنية إلى أكثر المناطق خطورة بالقاهرة، إلى ان جاء وزير الداخلية الأسبق اللواء أحمد رشدي ونجح فى القضاء على أسطورة حي "الباطنية" ونجحت الشرطة المصرية في القضاء على بؤر المخدرات بها وعاد الاهتمام بالأماكن الأثرية الموجودة وتحولت المنطقة إلى مشروع استثماري غير معالمها حتى صارت ملاذا آمنا ومتنفسا حضاريا للأهالي، وواجهة سياحية يقصدها كثير من زوار العاصمة.

إن زيارة الباطنية لها طعم مختلف تماما عن أي زيارة أخرى للمشاهدة أو التقاط الصور ...

لقد أخطأنا في حق الباطنية مرات عدة:
•الأولي عندما تركناها نهبا لتجار المخدرات مدة عقود، فلما اختفت المخدرات بقيت السمعة السيئة.
•والثانية عندما أهملنا آثارها، اعتاد الناس وجود القمامة والخرابات إلى جوارها..
•والثالثة: حينما عزلنا المنطقة عن بقية انحاء القاهرة، وقصرنا في توفير الخدمات لسكانها.... ولكن جاء الوقت لنصحح اخطائنا.

ومن أهم تلك المزارات السياحية منزل زينب خاتون ومنزل الست وسيلة ومجمع ابو الدهب ومسجد ومدرسة العيني ومجموعة السلطان قايتباي وحديقة الأزهر:

حديقة الأزهر:
تم تصميمها بتكلفة 30 مليون دولار أمريكي، لكي يكون سند للتنمية الاقتصادية، وأصبح مثال يدرس للحلول المبدعة للعديد من التحديات التي تواجهها المدن التاريخية، تعمل الحديقة كرئة خضراء نتيجة لمساحتها الضخمة ووقوعها وسط منطقه تاريخيه.

تقع على الجانب الغربي من الحديقة القاهرة الفاطمية وامتدادها الدرب الأحمر، بثروتهما من المساجد، والأضرحة، ومزينه بخط طويل من المآذن، إلى الجنوب يقع مسجد السلطان حسن وما يحيطه، بالإضافة إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي، كانت هذه المنطقة بالفعل في حاجه إلى مساحة خضراء مفتوحة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
متعه الواحد لما يعرف معالم وتاريخ بلده ... عمار يا مصر...
د. أمير فهمى زخارى المنيا