Oliver كتبها
-الله هو الأول .هو البداية. لا مثيل له.بتحننه اختار من أولاده من صاروا أوائل فى أمور كثيرةبنعمة الروح القدس جعلهم أهلاً للريادة الروحيةما نراه اليوم  معتاداً كان فيما سبق أمراً مستبعداً. نعم لكل شيء أول مرة و لكنها أصعب مرة.لذلك أبونا إبراهيم  أول من نال العهد ,لم تكن طاعته معتادة و لا كانت مسيرة موسى النبي أول الأنبياء يسيرة.و لا كان إستشهاد القديس إستفانوس مألوفاً.لكنه إختيار الله للأوائل.

- القديس أنطونيوس نموذجاً لمن صار أولاً فى طريق جديد لم يسبقه إليه أحد.ملايين من البشر سمعوا نفس الآية:إن أردت أن تكون كاملا فإذهب و بع كل مالك و تعال إتبعني.واحد فقط أخذها دعوة إلهية بكل معانى الآية.فسلك النظام الروحى الجديد.لم يسمع أنبا أنطونيوس الإنجيل في القداس مثلما نسمع بل بقلب ملأته الأشواق كان مستعداً لحمل الشعلة الإلهية و الإنطلاق فى حرارة الروح.إلتقت كلمة الله مع قلب قابل للإشتعال فأوقدت رهبنة التلمذة الجماعية. القلب ميدان الحب الإلهي و ساحة الركض إلى الملكوت.

-العجيب أنه لم ير رؤية و لا سمع أمرا من ملاك حتى لا يحسب كل من يشتاق للرهبنة أنه لابد أن يترهب بإعلان سماوى .بينما أن الأمر شوق ملتهب فى القلب للتخلى إختيارياً عن كل شيء من أجل محبة المسيح.

 -الله يعرف أن ذاك الزمان هو الوقت المناسب لتأسيس مدرسة روحية..الله يعرف أن هناك قلوباً فى ذاك الجيل إتفقت على حياة تبعية المسيح و بذل الأموال و بيع الأملاك و التلذذ بمحبة المسيح.هذه القلوب تحتاج مرشداً.فكان إنجيل القداس هو جرس سمائي يعلن إختيار أنبا أنطونيوس لتأسيس ورئاسة الرهبنة ليصير هذا الشاب الغني مرشداً لمن فضلوا الفقر الإختيارى بإرادتهم.الرهبنة تأسست بجيل كامل من قلوب أحبت هذه المدرسة الروحية التي فتحت أبوابها في البرية لكنها بدأت بأنبا أنطونيوس.

- الله يعرف أن أباطرة الرومان  قد نفذت قوتهم و هدأت الأرض من شرورهم.الإستشهاد أعلن الإيمان بالدم والرهبنة إعلان الإيمان بالتدبير الروحى .و كما جعل الرب بعضا من شهداءه رؤوساً حان الوقت ليجعل قائداً للرهبان تلاميذ المسيح الجدد .

-الأنبا أنطونيوس نفسه لم يكن يعلم أن هذا المسار الروحى سينتشر في كل الكنائس فلم يكن إختيار الله له إختياراً لشخص بمفرده بل جزءاً من رؤية إلهية واضحة  شاملة كل العالم عبر الأجيال.لذلك توافدت قديسون و قديسات على هذا الدرب الممتع في تبعية الله  بعدما وجدوه ميداناً جديداً للتعبير عن الحب الفائق هؤلاء معاً هم البنيان الروحى للرهبنة.نموذج رائع كامل للحياة مع الله فى أزمنة السلام.

--حين نقول أن الكنيسة القبطية المصرية لم تقم بدورها فى الكرازة كما ينبغي لا يجب أن نغفل أن الرهبنة كانت كرازة بالمحبة و قد إنتشرت فى كل العالم بكرازة الكنيسة القبطية الروحية.

-عظيم أنت يا أنطون لأنك صدقت ما لم يختبره أحد قبلك.نعم كان هناك متوحدين في قلاليهم لكنهم يعيشون بمنهج فردى. لا يشتركون في شيء .يمارسون تدبيراً إلهيا لأشخاصهم فحسب.أما رهبنة أنبا أنطونيوس فكانت خاضعة لتدبير جماعى و حياة شركة لقلوب إتفقت أن تكون عائلة مقدسة.بذار محبة في البرية وضعت ذواتها في قبضة الزارع السماوى.فرح بها قلب يسوع القدوس فجعلها أحد أشباه الفردوس.

-كان نجاح أنبا أنطونيوس هو في خضوعه لإرادة الله.تصديقه للوصية بغير فلسفة.لم يتملص من أشواق قلبه بل جعلها دافعاً للسير بمحبة فريدة للثالوث القدوس.الرهبنة و الرهبان يحتاجون هذه الرؤية الواضحة ليتيقنوا لماذا خرجوا من العالم.حينها سيتوفر للكنيسة قلباً متقداً بمحبة الأخوة.ينبض و يثمر كل يوم بلا فتور.