بقلم ملاك بشرى

كنا نجلس فى محاضراته العهد الجديد فى الاكليريكية بالمنيا ونحن مبهورين أمام هذا التدفق ، والعبقرية المتفجرة ، كان يأخذ الوقت كله دون أن نشعر أننا قضينا الساعات فى رحلة كتابية علمية من الدرجة الأولي، وكان يسمح لنا بالتسجيل له. لم يكن ينظر فى ورقة أو مذكرة ، ومع هذا كان العلم يتدفق منه بغزارة، وبسلاسة غير عادية. 
 
أنه أشهر واعظ ومن أكبر اساتذة الكتاب المقدس - العهد الجديد- كان واسع الاطلاع بشكل مذهل ..  والكثير والكثير عن هذا العملاق الذى يضيق المكان علي الكلام عنه. 
 
ولد سمير القمص إبراهيم فى 20 / 4 / 1949 بقرية صندفا الفار تبع بنى مزار - المنيا. حصل على شهادة الإعدادية والتحق بالقسم المتوسط باكليريكية الأنبا رويس سنة 1966م ، وتتلمذ على يد القمص باخوم المحرقي(الأنبا غريغوريوس) والأنبا شنوده أسقف التعليم(البابا فيما بعد) والأانبا صموئيل أسقف الخدمات الذى كان أب اعترافه، وقد أحبه الأنبا شنوده والأباء الأخرين نظرا لذكائه ونبوغه الفائق، وأراد الأنبا شنوده أن يعينه معيدا بالأكليريكية لولا تدخل والدته التى قابلت الأنبا شنوده وطلبت منه أن يحيى سيرة وسلسلة أبائه الكهنوتية (لأنه كان من عائلة كهنوتية أب عن جدود . فوافق الأنبا شنوده على ذلك وتركه ليرسم فى بلده. 
 
- فى 20 يناير 1969 رسمه الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف والبهنسا كاهنا على كنيسة الأمير تادرس بدير السنقورية. وقضي فترة الأربعين بعد الرسامة فى الأنبا رويس متتلمذا على يد البابا كيرلس السادس.
 
اشتهر القمص فيلبس ابراهيم بمقدرته الفائقة على الوعظ والخطابة ليس فى المجال الدينى فقط بل فى المجال الوطنى والاجتماعى، وفى دير السنقورية أسس نادى رياضى للمسيحيين والمسلمين معا. وأسس جمعية التنورير التى رأسها أبنه. وكان شعلة نشاط وله قدرات خاصة فى خدمة البعيدين وتمتع بعلاقات رائعوة مع غير المسيحيين ومع المسئولين فى الدولة ، وكان استاذا قديرا فى حوار الأديان وقد كان يستعين به البابا شنوده كثيرا. 
 
انتدبه البابا شنوده للتدريس بالدير المحرق فى سنة 1973 ، لتدريس العهد الجديد والدين المقارن، وقد كان عملاق فى هذين المجالين ويندر أن تجد مثله الأن، حيثكان يتمتع بذاكرة حديدية للنصوص الكتابية والدراسات الكتابية، وكان موسوعي الفكر. واستعان به الأنبا أرسانيوس سنة 1976 للتدريس باكليريكية المنيا . ودرس أيضا بالبلينا، ثم انتدبه البابا شنوده لتدريس العهد الجديد بالأنبا رويس . كما درس فى النمسا فى 2012م. 
 
وقد كان عضوا فى بيت العائلة، ومثل الكنيسة فى مؤتمرات ولقاءات كثيرة ، وعضو لجنة الإيمان بمجلس كنائس الشرق الأوسط . له العديد من الكتابات فى الصحف والمجلات بجانب المذكرات التى وضعها فى العهد الجديد، والآف العظات واللقاءات المسجلة. 
 
تنيح فى يوم الأربعاء  28 يناير 2015،